سامى عبدالعزيز: الرئيس ناشد الإعلام إعادة النظر فى أدائه.. ولم يهاجمه
سامى عبدالعزيز: الرئيس ناشد الإعلام إعادة النظر فى أدائه.. ولم يهاجمه
سامى عبدالعزيز
قال الدكتور سامى عبدالعزيز، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، إن أغلب الإعلاميين تحولوا إلى سياسيين ومنظرين على الأحداث تاركين مهمتهم الأساسية فى نقل الحقائق بموضوعية دون التأثير على الغير. وتطرق «عبدالعزيز»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى ما أبداه الرئيس عبدالفتاح السيسى من استياء تجاه الإعلام، خلال حديثه فى الندوة التثقيفية أمس الأول، موضحاً أن الدور الذى ينبغى على الإعلام أداؤه غير موجود وفقده أغلب الإعلاميين مما شوه مضمون وشكل المادة الإعلامية المقدمة.
■ ما رأيك فى حديث الرئيس عن الإعلام أمس الأول خلال الندوة التثقيفية الدورية للقوات المسلحة؟
- الرئيس لم يهاجم الإعلاميين على الإطلاق، بل كان حديثه مناشدة لإعادة النظر فى الأداء الإعلامى ودعوة للإعلام إلى تصحيح مساره وتوجيه أهدافه إلى ما تحتاجه الدولة فى الوقت الراهن وأهمية وضع أولويات للقضايا التى يتم مناقشتها، ووجه دعوة للإعلاميين لترك الصغائر التى ليس لها أهمية، والنظر لنصف الكوب الممتلئ.
■ وكيف يتم تغيير الأداء الإعلامى وبأى وسيلة تتحقق تلك الأهداف؟
- عن طريق توجيه أهدافه لخدمة الدولة والعمل على مزيد من التواصل بين جميع أجهزة الدولة ومؤسسة الإعلام لعرض جميع أفكار الإعلام وتقديمها وعرضها للمناقشة، ويجب على الإعلام أن يعيد حساباته من جديد فى مناقشته كثيراً من القضايا والتركيز على ما يخدم الدولة، ويجب أن يتكاتف جميع أطياف الشعب ونشعر جميعاً أننا فى مركب واحد.
■ هل كان الرئيس «السيسى» يقصد من خلال حديثه أنه لا يجب انتقاد أداء الحكومة فى التعامل مع الأحداث الراهنة؟
- بالتأكيد لا، ومن المستحيل أن يكون الرئيس السيسى يقصد أن الإعلام لا يجب أن ينتقد الحكومة فى أدائها، ولا يمكن أن نفهم ذلك من خلال حديثه، بالعكس الانتقاد البناء مهم للغاية ولا يمكن الاستغناء عنه، ولم يعد بإمكان أى شخص -مهما كانت مكانته- إيقاف حرية الإعلام والإعلاميين، وعلى جميع الإعلاميين التكاتف لمواجهة التحديات التى تواجه الدولة.
عميد «الإعلام» الأسبق: الإعلاميون تحولوا إلى «سياسيين ومنظرين» ويدّعون معرفة كل شىء
■ وماذا عن تناول الإعلاميين للكارثة التى حدثت فى الإسكندرية الأسبوع الماضى، وهل تم بشكل مهنى يساعد فى حل المشكلة الضخمة؟
- تناول الإعلام أحداث الإسكندرية بشكل سيئ للغاية وبتهويل كبير وسلبى، دون الاهتمام بالإيجابيات، فاهتموا بسقوط الأمطار الكثيفة وغرق المدينة وركزوا على الخطأ البشرى والإهمال وجعلوا ذلك الحدث نهاية الكون، وكأن مصر كلها التى غرقت، رغم أن هناك دولاً كثيرة يحدث فيها ذلك، ولا يتناولونها بتلك الطريقة، ولم يركزوا على حل المشكلة عندما تم حلها ولم يعطوها نفس الاهتمام مثلما تناولوها أثناء وقوعها، وذلك كله يشبه عندما تنشر الصحف خبراً خطأ عن شخص ما ويأخذ مساحة كبيرة فى الجريدة ويكون التصحيح بعدها فى جزء صغير غير واضح.
■ وهل يتجاوز الإعلاميون فى النقد بشكل عام أم فى بعض القضايا؟
- يجب أن نعلم أولاً أن الإعلام يتضمن شكلاً ومضموناً، ومن الممكن أن يكون من حيث الشكل جيداً، لكن من حيث المضمون يكون ضعيفاً، وتنقصه الرزانة وطريقة العرض المناسبة وتقديم الإعلاميين بدائل، ومن الواجب عرض أى مشكلة أو قضية من كل جوانبها، ولا يجرى مناقشة أى قضية بسطحية ويتوقف كل ذلك على شخصية الإعلامى وإعداده الجيد ومدى استيعابه للقضية التى يناقشها. وأغلب الإعلاميين حالياً تحولوا إلى سياسيين ومنظرين على الأحداث ويدعون معرفة كل شىء، تاركين مهمتهم الأساسية فى نقل الحقائق بموضوعية دون التأثير على الغير.
■ وما المشكلات داخل مؤسسة الإعلام؟
- أهم المشكلات هى أن الإعلام المصرى ينقصه الإعداد الجيد، وتحول الإعلامى إلى سياسى بادعائه أنه يعرف كل شىء، فيأتى البحث عن السبق فى معظم الأوقات على حساب كشف الحقيقة، وتناول الإعلاميين للقضايا بشكل سطحى وغير مدروس بعمق كاف، ثم التركيز على الأبعاد السلبية للقضية فقط، ما يؤدى كل ذلك إلى إحساس المواطن بحالة من فقدان الأمل والإحباط.
■ هل كان لغياب الدور الرقابى تأثير على الإعلام فى الوقت الأخير؟
- بالطبع لا؛ فالرقابة الذاتية ورقابة الضمير أهم من جميع أنواع الرقابة.