الأمطار تغمر منازل «الغلابة».. والأهالى: «المحافظة مش فاضية لنا»
الأمطار تغمر منازل «الغلابة».. والأهالى: «المحافظة مش فاضية لنا»
غرق البيوت بعدد من مناطق الإسكندرية بمياه الأمطار
أغرقت الأمطار الغزيرة التى تعرضت لها محافظة الإسكندرية، أمس، منازل عدد كبير من المواطنين فى مختلف مناطق المحافظة، وسط استغاثات متكررة من السكان برئيس مجلس الوزراء، خاصة أهالى مناطق «المطار» و«السيوف» و«أبيس» و«باكوس» و«سيدى جابر» و«العوايد» و«خورشيد» و«العجمى» و«العامرية». فى قرى «أبيس» خرج الأهالى من منازلهم بعد انهيار أسقف المنازل المصنوعة من الأخشاب، ما جعلها مكشوفة أمام مياه الأمطار التى أغرقتها بالكامل وسط محاولات من الأهالى لشفط المياه معتمدين على أدوات بدائية. وقال السيد سعيد، أحد أهالى قرى أبيس، إن أكثر من 500 منزل غرقت فى مياه الأمطار. وتابع: «مفيش صرف ولا فيه أى حاجة، غير المنازل اللى بقيت من غير أسقف وتسببت المياه فى تلف الأجهزة الكهربائية للمرة الثانية على التوالى».
المواطنون يقطعون الطرق وشريط القطار فى السيوف والكورنيش وسيدى جابر و«الزراعى» اعتراضاً على غرق منازلهم
وشهدت منطقة باكوس غرق عدد كبير من المحال التجارية التى تراكمت بها مياه الأمطار، وحاول أصحابها إنقاذ البضائع بإبعادها عن المياه فى غياب كامل للمحليات وشركة الصرف الصحى. وقال مصطفى عيد، أحد المتضررين: «الدنيا غرقانة أكتر من الأول، بيوت الناس كلها تدمرت، وفيه ناس أخرجت عفشها ووضعته فى منازل الجيران، والحكومة مش فاضية غير لشوارع الكورنيش».
وأخلى السكان أحد العقارات بمنطقة السيوف، عقب انهيار أحد أجزائه متأثراً بسقوط الأمطار الغزيرة، فيما قطع عدد منهم الطريق أمام مرور السيارات، اعتراضاً على غرق الشوارع والمنازل بالمنطقة للمرة الثانية على التوالى، دون أن تتخذ المحافظة إجراءات جدية لشفط مياه الأمطار من الشوارع، وتكدست السيارات على الطريق، ولم تنجح محاولات إثنائهم عن قطع الطريق مصرين على استمرار احتجاجهم لحين وصول سيارات شفط مياه الأمطار وإنقاذ منازلهم من الغرق.
وشهدت الحياة العامة فى الإسكندرية شللاً فى الحركة المرورية بسبب تراكم «برك المياه»، خاصة على طريق الكورنيش، وقامت شرطة المرور بتغيير مسار السيارات ولم تستطع السيارات الأجرة استكمال طريقها، كما قطع أهالى منطقة المطار طريق سيدى جابر بعد أن تعطلت حياتهم بالكامل إثر غرق المنازل والمحال التجارية، فيما تجمع العشرات من الأهالى بمنطقة المطار، شرق الإسكندرية، على طريق الإسكندرية القاهرة الزراعى، وقطعوا الطريق ووضعوا إطارات السيارات وحجارة وأخشاباً لمنع مرور السيارات، مطالبين بحضور مسئولى شركة الصرف والأجهزة التنفيذية لتعويضهم عن الخسائر التى لحقت بمنازلهم جراء سقوط الأمطار.
وفى منطقة العوايد، غمرت المياه الأدوار الأولى بالمنازل، وأغرقت الأجهزة الكهربائية والأثاث، وقالت سنية محمد: «شقا العمر راح، كل حاجة خربت فى البيت، العيال نايمين وسط المياه، ولا حد حيسأل فينا دلوقتى.. أهم حاجة عندهم الشوارع اللى بره واحنا نموت بقا لحد ما يسحبوا المياه من الشوارع». وحاول المواطنون فى منطقة خورشيد إنقاذ بعض الأجهزة الكهربائية والأثاث من خلال نقلها إلى الأدوار العليا، واضطر آخرون إلى وضع أثاثهم فى الشارع وتغطيته بـ«مشمعات بلاستيك»، وسط المياه، مع أطفالهم فى انتظار سيارات الشفط أو محاولة تسليك الشنايش.
ولم يسلم أصحاب المحال التجارية من الكارثة حيث غرق العديد من المحال التجارية فى عدد من مناطق المدينة. وقالت نادية أبوالحسن، صاحبة أحد المحال: «بضاعة بعشرة آلاف جنيه غرقت، مين دلوقتى حيعوضنا الحكومة ولا رئيس الوزراء؟». وطالت الخسائر كابينة كهرباء بمنطقة العوايد شرق الإسكندرية، وسط شكاوى الأهالى، واستغاثاتهم بسرعة شفط المياه، لعدم تكرار كارثة حدوث ماس كهربائى بعد سقوط الكابلات. وقال رضا متولى، أحد أهالى المنطقة: «لو استمر غمر كابينة الكهرباء بهذا الشكل، ممكن أن تعرض حياة أشخاص كثيرين لخطر الموت صعقاً».
كما تسبب هطول الأمطار فى إحداث هبوط أرضى داخل مدرسة النصر بنات بمنطقة الشاطبى وسط الإسكندرية، دون حدوث أى إصابات لعدم وجود تلاميذ أو معلمين داخل المدرسة. وقالت آمال عبدالظاهر، مدير إدارة وسط التعليمية بالمدينة، إن مدرسة النصر غرقت فى الواقعة السابقة لغرق الإسكندرية، ولكن هذه المرة حدث هبوط أرضى فى فناء المدرسة. وأكدت أن التلاميذ لم يكونوا موجودين بالمدرسة، لافتة إلى اتخاذها قراراً بمنح التلاميذ إجازة رسمية اليوم لحين إصلاح الهبوط خوفاً على أرواحهم.
من جانبه، طالب النائب رزق راغب ضيف الله، أحد نواب العامرية غرب الإسكندرية، رئيس الوزراء شريف إسماعيل والقوات المسلحة بالتدخل وإنقاذ منازل مدينة العامرية، بعد أن أغرقتها مياه الأمطار. وأضاف أن مياه الأمطار أغرقت حى العامرية أول وثان ودخلت المنازل وأغرقت الزراعات بسبب هطول الأمطار وتعطل محطة الصرف. وأشار «ضيف الله» إلى أنه تلقى استغاثات من الأهالى، وأجرى اتصالات بالمسئولين الذين أكدوا أن هناك نقصاً فى المعدات بالعامرية وأن هناك كثيراً من أحياء الإسكندرية غارقة، مؤكداً أن ما يحدث لن يمر مرور الكرام، والأمر ذاته طالب به أحمد خليل خيرالله، نائب حزب النور.