بالفيديو| "معطف وقفاز وحذاء".. أدوات "قائد الموتوسيكل" لتحدي الشتاء
بالفيديو| "معطف وقفاز وحذاء".. أدوات "قائد الموتوسيكل" لتحدي الشتاء
محمد أحمد عبد الفتاح
يرتدي معطفه الآمن لحماية جسده، والقفاز في يديه، وحذاءه الطويل الخاص بركوب "الموتوسيكل"، ثم يضع الخوذة على رأسه عند استعداده للقيادة ليبدأ بقضاء متطلبات حياته اليومية، ولم يمنع الشتاء بأمطاره الغزيرة محمد أحمد عبدالفتاح من النزول بدارجته البخارية فمنذ 12 عامًا وهو اعتاد على ركوبها.
فبالرغم من امتلاكه لسيارة أيضا إلا أنه يصفها بالصندوق المغلق وأنها تختلف تمامًا عن موتوسيكل "الهارلي" الذي يدخله الهواء من كل اتجاه ويعطيه شعورا بالحرية ما يجعل أدرينالين السعادة في ازدياد.
يتضاعف مخاطر قيادة الدرجات النارية في فصل الشتاء عن الصيف، بسبب الأمطار والطقس شديد البرودة، ويصف عبدالفتاح أنه قبل الخروج من المنزل يقوم بمعرفة النشرة الجوية من خلال تطبيق على الهاتف عن حالة الطقس اليومي ومن خلاله يرتدي الملابس المناسبة.
وأضاف أن هناك قاعدة لديهم في مجتمع قيادة الدراجات البخارية الذي تعدى عددهم العشر آلاف شخص في مصر في وقت الشتاء وهو حمل معطف إضافي دائما "لأن أوقات طبعا النشرة دي بتخيب يعني ساعات نفتكر الجو معتدل عادي أو صيف وفجأة يتحول شتا جدا مش بنعرف نتأقلم أوي عشان كده لازم جاكت احتياطي كده أو كده هحتاجه".
ولا يستغنى عبد الفتاح عن قيادة دراجته البخارية في الشتاء بل يختار الوقت المناسب للنزول به ولا يأخذ بديلا لها إلا في حالة ذهابه إلى عمله في الصباح.
وأكثر ما يعانيه عبد الفتاح وزملاؤه في قيادة "الموتوسيكل" في شوارع القاهرة تحديدا في الشتاء، أن الأسفلت يكون مليئا بالماء، والأرض "على طول متزلحقة ودي أخطر حاجة كأنك ماشي على ميه وصابون معرض في أي وقت لاختلال في التوازن فممكن تقع أو تعمل حادثة".
السيارات أيضا تزعج سائقي "الموتوسيكلات"، حيث يسرع قائدو السيارات في القيادة ويتجاهلون وجود الموتوسيكلات ما يجعل سائقيها يغرقون بالمياه الموجودة بالشارع هم ودراجاتهم، بخلاف ذلك الصعوبات التي يواجهها هو والعديد من زملائه بالشارع المصري "الطرق غير مؤهلة فالأسفلت سيئ جداً والشوارع مليئة بالحفر، على عكس الدول الأوربية التي توفر للدراجات البخارية طريقا خاصا لمنع الاحتكاك بالسيارات".
ويرى عبد الفتاح أن تعامل سائقي السيارات معهم غير لائق، حيث ينظرون لهم وكأنهم "رصيف" يمكنهم التصادم به ولا يعتبرونهم بشرا ولهم احترامهم، موضحا "أن الفكرة دي ناتجة عن السواقة الغريبة للديليفري اللي بيتعدى على الآخرين بشكل غير آدمي مع كل الاحترام لهم، بس ده خلي اللي في العربيات مش بيفرقوا بيننا وبينهم وإحنا متعلمين وعندنا خلفية كويسة جدا عن آداب الطريق وبنحترم الآخرين وبنوسع لهم" .
ويروي الشاب العشريني عن حادثة صعبة تعرض له في الشتاء عند سقوط الأمطار، لم تخرج من ذاكرته، فعندما كان يسير بدارجته البخارية في مدينة نصر أثناء نزوله من أحد الكباري، قرر سائق سيارة أن يأتي من اليمين إلى أقصى اليسار واصطدم به وتركه غارقا بالمياه ما أدى إلى تحطم الدراجة البخارية وكسر ثلاثة ضلوع في جانبه الأيسر وإصابته بجرح تكلف 12 غرزة بالرغم من ارتدائه للمعطف الآمن إلا أن الحادثة كانت خطيرة.
لم تجعل هذه الحادثة عبدالفتاح يمتنع عن قيادة "الهارلي" قائلا "لمدة ثلاث دقايق بس فكرت إني أبطل بس غير كده مقدرتش أفكر لأن الموضوع ده مش هواية ده جزء من حياتي اليومية وده علاج فعال جدا للاكتئاب والمشكلات وأول ما بتحط رجلك عليه بتنسى الدنيا، وأنا عندي 3 موتوسيكلات غير الأساسي ومبركبش العربية غير في شغلي الصبح لأنه بعيد وطريق خطر وببقى مش عايز اركبها كمان".
وينصح عبدالفتاح عاشق "الموتوسيكلات"، زملاءه الجدد في حالة سقوط المطر بعدم التوقف والاستكمال في السير ولكن بحرص لتجنب غرق السائق أو "الموتوسيكل" بالمياه أو تلف البطارية أو الكهرباء وإذا استلزم الأمر لا بد من الانتظار تحت أي مظلة سواء في محطة بنزين وغيره، بالإضافة إلى ارتداء المعطف الآمن للكوع والكتف والظهر والصدر والخوذة والقفاز والحذاء الطويل وأن يكونوا أصليين وعدم شراء أي منتج تقليد.