بالفيديو| سائقون تحت المطر: نشتغل في البرد ولا نموت من الجوع
بالفيديو| سائقون تحت المطر: نشتغل في البرد ولا نموت من الجوع
سائق سيارة أجرة
يلجأ المصريون إلى منازلهم أثناء هطول الأمطار الشديدة ولكن هناك أصحاب بعض المهن لا يفضلون ذلك بل يتحدون ظروف الطقس السيئ ليكسبوا قوت يومهم، غير معنيين بالسيول أو الأمطار.
"الوطن" بحثت عن أمثلة حية تجسد هذه المهن، ورافقت سائقي ميكروباص وتوك توك وسيارة أجرة، الذين أجمعوا على أن الإصابة بأمراض الشتاء أو التعرض لمخاطر بسبب الأمطار أهون كثيرا من العودة إلى منازلهم وجيوبهم خاوية من الأموال.
وائل الديزل، سائق ميكروباص، الذي وقف في ميدان الدقي منتظرا توافد ركاب إلى سيارته حتى يوصلهم إلى إمبابة وعلى الرغم من هطول الأمطار نظف سيارته التي يعتبرها أحد أفراد أسرته، مشيرا إلى أنها يجب أن تكون "على سنجة عشرة"، حيث إن قيادة السيارات في الأساس ترجع للراحة النفسية للسائق.
يقول "الديزل" إن الأمطار لم تمنعه من النزول إلى الشارع والانتظار طويلا في الميادين من أجل العودة إلى منزله لتوفير متطلبات عائلته، حيث إنه على يقين بأن الرزق على الله سواء كان الطقس معتدلا أو السيول تُغرق الشوارع، موضحا أن مهنة سائق الميكروباص تتطلب العمل يوميا.
ويشير "الديزل" إلى أنه مُجبر على النزول أيا كانت الأحوال الجوية، متسائلا "من الذي سيعطيني جنيها حال عدم نزولي للعمل؟"، ولكن الأمطار تجعله يقود الميكروباص بتريث حتى لا تتعطل المكابح "الفرامل" ما يؤدي إلى حدوث كوارث على الطريق أثناء القيادة ولهذا ينصح زملاءه دوما بالتأني في القيادة أثناء هطول الأمطار.
وعن تعامله مع الركاب أثناء صعودهم للميكروباص وأحذيتهم متسخة بسبب الأمطار في الشوارع، يؤكد "الديزل" أنه لا يستطيع أن يمنع أحدا من الركوب معه لأن هذا يكون خارج عن إرادته.
وخلال رحلة "الوطن" للبحث عن سائقين يمارسون عملهم أثناء هطول الأمطار، التقت طارق، سائق "توك توك" بمنطقة بولاق الدكرور، الذي يضطر للذهاب إلى المغسلة عقب توقف الأمطار حتى لا يتأثر التوكتوك بسبب المياه المالحة التي من الممكن أن تتسبب في تآكل الصاج، مشيرا إلى أنه يعتز بمهنته حتى تحت الأمطار، معتبرا أن مشروع التوك توك يساعد شبابا كثيرين على المعيشة.
ويضيف طارق: "ليس لدى أي بديل سوى أن أكون سائق توك توك حتى لو الأمطار استمرت ثلاثة أيام، حيث إنني مغترب ومتزوج وإذا جلست بجوار زوجتي في المنزل أثناء هطول الأمطار لن نجد من يطعمنا فنحن نعيش بما أكسبه من وراء التوك توك كل يوم".
يستطرد طارق، الذي جاء من الإسكندرية بحثا عن الرزق ولم يجد سوى توك توك يكسب منه قوت يومه، أن أكثر جزء في التوك توك يتأثر هو "المساعدين" والعجلات التي يتسبب الحصى والمسامير الموجودة في الطين في إحداث ثقوب فيه.
ويوضح طارق أن مياه الأمطار تقتحم عليه التوك توك أثناء القيادة سواء أثناء هطولها من السماء أو تجمعها في برك على الأرض، ما يؤدي إلى إصابته بأمراض الشتاء باستمرار نتيجة الطقس السيئ والأمطار ولهذا لا يعمل لأوقات متأخرة في فصل الشتاء وأنه لا يستطيع أن يمنع أي راكب من الدخول إلى التوك توك.
ولأن الوقاية خير من العلاج يقوم طارق بتركيب ستائر على جوانب "التوك توك" ليحمي نفسه وزبائنه من مياه الأمطار، ويقود "التوك توك" بروية حتى لا تتناثر المياه على المارة في الشارع.
أحمد، سائق "توك توك" آخر انتظر دوره في الطابور حتى يُحمل ركابا ويبدأ يومه تحت الأمطار، يقول إن أبرز الصعوبات التي تواجهه أثناء هطول الأمطار هي القيادة في المناطق التي تتأثر بمياه الأمطار وتكون برك ينتج عنها "غرس التوك توك في الطين"، حيث إن بولاق الدكرور بها لا توجد بها شوارع ممهدة على القدر الكافي.
ويؤكد "أحمد" أن هناك بعض سائقي التوك توك يرفضون أن يركب معهم زبائن أثناء الأمطار حتى لا يتسببوا في اتساخ أرضيته بواسطة أحذيتهم، حيث إن تنظيف "التوك توك" في المغسلة يتطلب في المرة الواحدة 20 جنيها وهناك أصحاب مغاسل يستغلون ظروف الأمطار ويزيدون من تكلفة الغسيل.
ويتابع أنه يحمي نفسه من مياه الأمطار والإصابة بأمراض الشتاء بواسطة ارتداء الملابس الثقيلة وتركيب الستائر التي تجذب الزبائن لاستقلال "التوك التوك" ولكن الشرطة ترفض تركيب هذه الستائر خوفا من حدوث أي عمال منافية للآداب أو أي حوادث من الممكن أن ترتكب في حق السائق أو يقوم بها السائق.
بجوار كوبري الخشب في الدقي، يقف إسماعيل منتظرا حتى تنتهي الأمطار ليستكمل عمله.
يشير إسماعيل إلى أن الأمطار تؤثر سلبا على عمله، خاصة وأن الراكب الذي يريد الذهاب إلى مدينة السادس من أكتوبر أثناء هطول الأمطار يجعله يفكر في الأمر كثيرا، خاصة وأن الطريق لا يساعد في الوصول مثل الأوقات العادية فبدلا من أن يصل في نصف ساعة يتطلب منه ذلك ساعة أو أكثر بسبب الزحام الشديد والحرص أثناء القيادة.
ويوضح إسماعيل أنه لا يستطيع أن يرفض طلب أي راكب بالذهاب إلى أي مكان أثناء الأمطار، وحال دخول أحدهم إلى السيارة وحذائه متسخ يرحب به لأنه في جميع الأحوال سوف يقوم بتنظيف السيارة.