يوسف شريف رزق الله: يجب التخلص من الرقابة وكنت أتمنى مشاركة «نوارة» و«قبل زحمة الصيف»
يوسف شريف رزق الله: يجب التخلص من الرقابة وكنت أتمنى مشاركة «نوارة» و«قبل زحمة الصيف»
يوسف شريف
استغرقت فترة الإعداد للدورة الـ37 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى 10 شهور، ما بين اتفاقات على عروض الأفلام، وتشكيل للجان مشاهدة تتابع عملها بشكل يومى، وبين تجهيزات لدور العرض واستقبال الضيوف، لتخرج الدورة بالشكل النهائى والمطلوب، رغم محدودية الميزانية المقررة للمهرجان، لينتهى عمل الإدارة وتنتظر جنى ثمار شهور متواصلة من الجهد، وهو ما نتعرف عليه من الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، الذى يكشف فى حواره لـ«الوطن» التحديات التى واجهت الإدارة، والاستعدادات اللازمة لخروج الدورة بالشكل الأمثل، فى هذا الحوار.
■ ما التحديات التى واجهتها إدارة المهرجان فى الإعداد للدورة الـ37؟
- من خلال عملى كمدير فنى للمهرجان، واجهت بعض العقبات أهمها الحصول على أفضل الأفلام المتاحة على الساحة السينمائية العالمية، وعدم وجود سوق لتوزيع الأفلام فى مصر كانت مشكلة كبيرة، فالأفلام تشارك فى المهرجان لسببين، الأول وجود سوق توزيع داخلية قوية تضمن العرض السينمائى لتلك الأفلام، أو من خلال تقديم عائد مادى مناسب بالنسبة لهم، وهو ما قدمناه فى حدود إمكانيات المهرجان، و80% من الأفلام المعروضة فى هذه الدورة ذهبت لمهرجانات أخرى، وفيلم الافتتاح «Ricki and The Flash» لميريل ستريب، يتبع شركة «كولومبيا» والموزع المصرى لم يكن مهتماً بعرض الفيلم فى مصر، لضعف احتمالات نجاحه من وجهة نظره، وهو ما دفعنى للتواصل مع الشركة فى لبنان، لبحث إمكانية عرضه خلال المهرجان، وفى النهاية حصلنا على فيلم متميز للافتتاح.
■ وما معايير اختيار فيلمى «من ضهر راجل» و«الليلة الكبيرة» ضمن المسابقة الرسمية؟
- تدخل عدد من العوامل فى اختيار الأفلام المصرية المشاركة فى المسابقة الرسمية، وكان مخططاً عرض الفيلمين خلال موسم عيد الأضحى، ولكنه لم يحدث، وبعد المشاهدة وجدناهما يليقان بالمشاركة فى المهرجان، بعيداً عن تبعيتهما لشركة إنتاج واحدة، أو الأقاويل المثارة حول اسم أحمد السبكى، فهو فى النهاية يحاول خلق توازن بين الأفلام التجارية والفنية للاستمرار فى السوق.
■ وما حقيقة عدم مشاركة فيلم «نوارة» فى المهرجان مقابل مشاركته فى مهرجان «دبى»؟
- كان هناك إجماع على مشاركة فيلم «نوارة» للمخرجة هالة خليل، وكنا مبهورين تماماً بالفيلم، وكنت أتمنى أن يكون فيلم الافتتاح، ولآخر وقت كان لدىَّ أمل فى مشاركته، حتى فى العروض الأخيرة بسبب الوقت، ولكن التأخر فى الانتهاء من أعمال المونتاج وأعمال الصوت كان وراء عدم مشاركته فى المهرجان، خاصة أن الشركة التى تعاقد معها الفيلم لتنفيذ أعمال الصوت ستبدأ عملها فى ديسمبر، وبالتالى الفيلم لن يلحق بـ«القاهرة» أو مهرجان «دبى»، وكنت أرغب فى مشاركة فيلم «قبل زحمة الصيف» للمخرج محمد خان، ولكن الفيلم سيشارك فى الدورة المقبلة لمهرجان «دبى».
■ وما الأسس التى اعتمدت عليها إدارة المهرجان فى اختيار لجنة التحكيم؟
- هناك عدد من المعايير أهمها مدى وجود تنوع فى التخصصات السينمائية، كما كانت هناك مراعاة لتنوع الثقافات والمدارس الإبداعية بين أعضاء اللجنة، التى تبدأ عملها الخميس برئاسة المنتج الإنجليزى بول وبستر.
■ خصصت «الرقابة» 28 فيلماً كعروض خاصة أو «للكبار فقط».. فهل تستمر وصاية الرقابة على أفلام المهرجان؟
الميزانية 9 ملايين بالطبع الميزانية لا تكفى، فما زالت الميزانية نفسها التى أقرتها وزارة المالية للمهرجان منذ 15 عاماً لا تزيد على 6 ملايين، بالإضافة إلى 3 ملايين مقدمة من وزارتى السياحة، والشباب والرياضة، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الطيران، والفنادق وغيرها من المصاريف، وفى الوقت نفسه كلفتنا ترجمة الأفلام، حوالى 50 فيلماً من الأفلام المشاركة فى المهرجان، ما يقرب من النصف مليون جنيه، بجانب عدم تجهيز قاعات العرض بالأجهزة الدجيتال، التى تكلف المهرجان مبالغ أكبر.
- هناك 12 فيلماً تم تخصيصها للنقاد والصحفيين، والباقى يعرض تحت لافتة «للكبار فقط»، وبالطبع تصنيف الأفلام المشاركة فى مهرجان عالمى غير منطقى، خاصة أن نفس الأسلوب متبع منذ ما يزيد على 30 عاماً، ليختلف الوضع الآن مع الثورة التكنولوجية، فلم يصبح هناك ممنوع، بالإضافة إلى أن جمهور المهرجان متخصص وراق ذهنياً إلى حد كبير، ويقام فى مكان ثقافى هو دار الأوبرا المصرية، وأتمنى أن يتخلص المهرجان من الرقابة، ولكن هذا الأمر منوط بوزارة الثقافة وحدها، والصحافة لفتت الأنظار بشكل مبالغ فيه، من خلال تناول الموضوع بشكل دعائى أكبر، خاصة أن المشاهد الموجودة فى فيلم «أرض الغرباء» قدمها المخرج بشكل درامى جرىء من حيث التناول لهدف معين فى السياق الدرامى، فالمهرجان لا يقدم مشاهد عرى مجانية أو أفلاماً رخيصة.