«المركزى» يوجه ضربة إلى «الأمريكى» بضخ مليار دولار والعملة تنخفض 20 قرشاً فى البنوك و44 فى «السوداء»
«المركزى» يوجه ضربة إلى «الأمريكى» بضخ مليار دولار والعملة تنخفض 20 قرشاً فى البنوك و44 فى «السوداء»
صراع المركزى والدولار يشتعل «صورة أرشيفية»
وجَّه البنك المركزى، أمس، ضربة قاصمة أدت إلى خفض سعر الدولار فى البنوك بنحو 20 قرشاً، و44 قرشاً فى السوق السوداء، إثر بيعه مبالغ تجاوزت مليار دولار إلى البنوك العاملة فى السوق المحلية، وقال مصدر مسئول بالبنك المركزى إن البنك باع مبالغ تجاوزت مستوى المليار دولار للبنوك العاملة فى السوق المحلية، أمس، بسعر 773 قرشاً للدولار، بانخفاض قدره 20 قرشاً عن تعاملات أمس الأول التى بلغ فيها سعر الدولار 793 قرشاً.
خبراء: لم تعد هناك سوق سوداء.. و«العامة للصرافة»: المكاتب تعمل داخل منظومة.. و«ماعندناش أى مشكلات»
وتسببت خطوة «المركزى» فى تراجع سعر العملة الأمريكية فى البنوك 20 قرشاً أيضاً، ليصبح سعر بيعها للعملاء 783 قرشاً خلال تعاملات أمس، مقابل 803 قروش، فيما قال متعاملون فى السوق إن الدولار انخفض بنحو 44 قرشاً دفعة واحدة فى السوق السوداء.
وقال متعاملون فى سوق الصرف إن الدولار انخفض بواقع 44 قرشاً خلال تعاملات أمس فى السوق السوداء، ليصل إلى 805 قروش بدلاً من 851 قرشاً بعد بيع البنك المركزى مبالغ ضخمة للبنوك، متوقعين مزيداً من الانخفاض خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضافوا: «لم تعُد هناك سوق سوداء تقريباً، لا أحد يشترى ولا يبيع، وكل الدولارات بتتباع فى البنوك»، وأشاروا إلى أن البنك المركزى وجَّه ضربة موجعة إلى المضاربين على العملة أمس.
وقال على الحريرى، نائب رئيس الشعبة العامَّة للصرافة، إن «الوضع فى مكاتب الصرافة يعمل داخل منظومة، وماعندناش أى مشكلات».
وقال المهندس إبراهيم العربى، رئيس الغرفة التجارية للقاهرة، إن الإجراءات التى أخذها البنك المركزى «من شأنها زيادة التدفقات النقدية من العملات الأجنبية للاقتصاد المصرى، ووجود سيولة نقدية فى الأسواق»، متوقعاً اختفاء السوق السوداء قريباً. فى سياق آخر، قالت مصادر مصرفية، إن هشام رامز محافظ البنك المستقيل، فوَّض إلى جمال نجم نائب المحافظ للرقابة والإشراف على البنوك، مهام منصب المحافظ خلال اجتماع لمجلس إدارة البنك أمس الأول، بعد أن حصل «رامز» على إجازة حتى نهاية مدته التى تنتهى فى 26 من الشهر الجارى، حتى تسلم طارق عامر المحافظ الجديد مهام منصبه رسمياً فى 27 نوفمبر الجارى.
وقالت المصادر إن طارق عامر كان فى البنك المركزى، أمس، فى زيارة ودية هى الثانية له بعد تكليفه بمنصب المحافظ قبل نهاية الشهر الماضى، لافتاً إلى أن قرار ضخ العملة الصعبة وتوجيه البنوك العامة برفع أسعار الفائدة على الشهادات الادخارية إلى أعلى معدلاتها الحالية بنحو 12.5%، كان أول قرارات «عامر».
وقال الخبير المصرفى الدكتور هشام إبراهيم إن «من الواضح أننا مقبلون على سياسة نقدية مختلفة التوجه خلال الفترة المقبلة»، وأضاف أن تحركات «المركزى» تعمل على تخفيض معدلات التضخم وأسعار السلع فى السوق، لأن البنوك رفعت أسعار الفائدة على الجنيه إلى معدلات قياسية مؤخراً، مما أدى إلى جاذبية الاستثمار فى الجنيه المصرى على حساب العملات الأجنبية الأخرى.
وشدد «إبراهيم» على أهمية قيام الحكومة وتحديداً المجموعة الوزارية الاقتصادية بتحركات موازية للبنك المركزى وعدم تركه منفرداً فى مواجهة المشكلات الاقتصادية، وذلك من خلال ترشيد الاستيراد وتعظيم موارد الدولة من العملة الصعبة ودعم الإنتاج المحلى. ولفت إلى أن البنك المركزى طرح خلال الفترة الماضية نحو مليار و800 مليون دولار للإفراج عن البضائع والخامات للمصانع، بجانب وعود بتوفير نحو 4 مليارات دولار خلال الأسبوعين المقبلين، وهو ما سيسهم فى إنقاذ القطاع الصناعى من عثرته التى شهدها طوال الأشهر الماضية.
وقال هانى برزى، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، إن المصدرين عانوا خلال الفترة الماضية من أزمة نقص الدولار، وإن الإجراءات التى اتخذها «المركزى» تشير إلى انتهاء تلك الأزمة بشكل كبير.
فيما كشف مصدر بسوق الحديد عن وجود تسهيلات الفترة الماضية فى توفير الدولار لاستيراد الخامات من الخارج، وأكد المصدر أن عدداً كبيراً من مصانع الحديد توقف خلال الفترة الماضية نتيجة نقص الدولار، لكنه أوضح أن الأيام الأخيرة شهدت انفراجة واضحة فى توفير الدولار لاستيراد الخامات.