مأساة «نورهان»: ضمور فى المخ والعضلات.. ولا تجد من يرعاها
مأساة «نورهان»: ضمور فى المخ والعضلات.. ولا تجد من يرعاها
«نورهان» تبحث عن حل لمأساتها
تسمع صوت طرق على الباب، فتزحف بذراعيها وجسدها، أملاً فى أن تجد من ينقذها أو يمد يد المساعدة إليها. الطفلة نورهان محمد ذات الأعوام الثمانية، ابتُليت بمرض ضمور المخ، مما تسبب لها فى ضمور العضلات، وزاد ابتلاؤها بوالدها الذى يعمل حارساً لأحد العقارات بحى المطرية. لم يترك الأب مليماً يأتى إلى البنت للمساعدة إلا صرفه، الأمر الذى وصل به إلى المتاجرة بابنته والتسول بها أيضاً، «وصّلونى للتليفزيون، بس ومالكوش دعوة».
والدها يتاجر بمرضها ويتسول بها.. ودور الأيتام ترفض استقبالها
لا يطمح الرجل إلى اللقاء التليفزيونى إلا لمصلحته، ينشد على الدوام نظرة من الرئيس السيسى، ليس لإنقاذ حياة صغيرته، بل «هاقول للسيسى يدينى شقة ومرتّب شهرى وأقعد ببنتى». لم تجد «نورهان» أحداً يرعاها، فوالدها يستغل مرضها، ووالدتها تركتها بعد انفصالها عن والدها والزواج بآخر.
لم يترك الشك إحدى السيدات التى تجمع التبرعات للفتاة المريضة، فتقول: «طلب كرسى متحرك وجبناه، روحنا مالقيناش الكرسى وعرفنا إنه باعه». واستطردت: «لقيت البنت نايمة على الأرض وجنبها بركة تواليت، غيّرنا هدومها وحمّيناها»، حالة من الضيق والاستياء تعانيها المتبرّعة بعدما فقدت ثقتها بالأب، لكن إصرارها على عرض «نورهان» على أحد أطباء المخ والأعصاب وجلسات العلاج الطبيعى لم يتوقف: «حجزت عند دكتور أعصاب، وده ميعاده بيبقى بالعافية، ورتبت مع مركز علاج طبيعى للجلسات، وكلمت الأب قبلها بيوم، قعد يتهرّب».
السيدة عرضت على الأب أن تنقل الطفلة للعيش فى إحدى دور رعاية الأطفال والأيتام، لتفاجأ بردّه: «عايزينها خدوها، أنا مش عايزها، بس محدش يرجّعها لى تانى»، لكن جواب دور الأيتام دائماً يأتى بالرفض. وتابعت: «قلنا هنتحمل مصاريف الإقامة بالكامل، وفى الآخر أخدها ورماها عند جدها فى البلد». وتكمل: «باتمنى البنت اللى مالهاش ذنب تلاقى حد يرعاها وينقذها من أبوها وأمها اللى رموها فى الشارع».