الزواج قيد أم ضرورة؟
الزواج قيد أم ضرورة؟
منة محمد
ثوب أبيض اللون، وبدلة سوداء، فرحة على وجوه الجميع تسمى ليلة العمر، يستعد الكل لتجهيزات وتحضيرات هذا اليوم، حيث إن كل فتاة تحلم بالفستان الأبيض منذ طفولتها، ولكن ما شعور الشاب والفتاة من هذه الليلة، وما الخطوات التى تحدث للوصول لهذه المرحلة المتقدمة.
الجميع يرغب فى الزواج خاصة الشباب الباحثين عن الاستقرار وتكوين أسرة وإتمام نصف الدين، لكن كيف هو حال الزواج فى مصر؟ أصبح هذا الموضوع معقداً جداً من بداية التعارف ومرحلة الخطوبة وطلبات أهل العروس المتمثلة فى الشبكة والشقة وقاعة الفرح وشهر العسل، أصبحت هذه طلبات عادية جداً حتى إذا كانت الزيجة من الطبقة المتوسطة ليست الطبقة الراقية فقط، فما هو حال الشباب عند سماع هذه الطبقات قائلين «لأن الحلال سيطول فنستغل الحرام الآن».
وأصبح الزواج أسلوب تعقيد للشباب وزادت نسبة العنوسة بسبب ذلك، فهل المشكلة فى الأهل أم فى المجتمع ككل؟ فهى مشكلة ليس لها حل فإذا حدث وتساهل البعض فى الشروط وتمت الموافقة تبدأ حياة التعرف والنفاق التى لا تستمر طويلاً، وإذا اجتازوا هذه المرحلة يدخلون فى مرحلة وضع الخطة لمستقبلهم ثم تجهيز عش الزوجية، وهنا تكون بداية الفرحة الحقيقية.
أحياناً تتزوج الفتاة لمجرد الزواج أو لتخوفها من العنوسة، ويتزوج الشاب لإكمال نصف دينه فقط من دون حب هذه الحياة الجديدة التى تفشل كثيراً ويكون الأطفال هم الضحايا وتضيع فرحة الفستان الأبيض باليوم الأسود، يجب أن يكون الزواج عن اقتناع ليس من الضرورى أن يكون عن حب لكن يجب توافر مقومات الزواج الأساسية التى تلاشت فى مجتمعنا.
ليست الشبكة أو الشقة أو الفرح هى معايير نجاح الزواج بل العشرة والتفاهم والاحترام والحب حتى تأتى الراحة النفسية ولا تصبح عقدة لدى الفتيات من السابقين وتتحول إلى فوبيا الزواج، فهو اختيار صعب للانتقال من مكان إلى مكان وفراق الأهل والتغيير الكامل فى الحياة وتحمل المسئولية، لكن ماذا عن شعور الشاب والفتاة فى كل هذه المراحل خاصةً ليلة العمر، إذا كان بينهما حب واتفاق ومتفقان سوف تنجح هذه العلاقة ويكون فعلاً أسعد يوم فى عمرهما وهذه الحالة تظهر فى أعينهما ويشعر بها الجميع هنا أيضاً ثانى خطوة للسعادة الحقيقية.