فرنسا تحشد 115 ألف شرطى وعسكرى للتأمين.. وتطلب مساعدة أوروبا
فرنسا تحشد 115 ألف شرطى وعسكرى للتأمين.. وتطلب مساعدة أوروبا
فرنسيون أثناء تأبين ضحايا هجمات باريس الإرهابية «أ.ف.ب»
صرح وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف، أمس، بأنه تم حشد 115 ألف شرطى وعسكرى فى جميع أنحاء البلاد لتأمين المواطنين الفرنسيين. وقال «كازنوف»، فى سياق مقابلة إذاعية، إن قوات الأمن قامت بـ128 عملية مداهمة الليلة الماضية فى إطار حالة الطوارئ التى تم إعلانها عقب هجمات باريس التى خلّفت 129 قتيلاً. وأضاف «كازنوف» أن التحقيقات تسير بصورة سريعة، وتم التعرف على عدد من منفذى اعتداءات باريس التى تم التخطيط لها فى سوريا وبلجيكا، ولفت «كازنوف» إلى أن معظم من شاركوا فى التخطيط والتنفيذ ليسوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية، وأن معظمهم فرنسيون مقيمون ببلجيكا، وينتمون لجماعات متطرفة على صلة بشبكات أخرى.
«باريس» قد تفرض «الإقامة الجبرية» على العائدين من سوريا.. وتنشر «شارل ديجول» فى البحر المتوسط.. وتشن غازة جديدة على «داعش» فى الرقة
وأعلن مصدر حكومى فرنسى لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، مساء أمس الأول، أن الحكومة الفرنسية تريد أن تفرض على رعاياها العائدين من سوريا والعراق «شروط مراقبة قاسية عند عودتهم»، مثل «الإقامة الجبرية»، وأوضح المصدر أن الحكومة تريد أن يخضع هؤلاء الفرنسيون الضالعون فى «شبكات جهادية سورية وعراقية» مسبقاً «لتأشيرة عودة»، كى يعودوا إلى فرنسا، وأوضح أن «خلق هذا الإجراء وهذه الشروط تفرض بالمقابل مراجعة الدستور». وطلب وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان، أمس، من دول الاتحاد الأوروبى «مشاركة عسكرية متزايدة» فى بعض مواقع العمليات فى الخارج داعياً إلى «دعم» فرنسا فى مكافحة تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا، واستشهد «لودريان» ببند فى المعاهدات الأوروبية ينص على التضامن فى حال تعرض إحدى دول الاتحاد لعدوان، وقال خلال اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين فى بروكسل إن «فرنسا لا يمكنها أن تبقى وحيدة فى هذه المواقع».
من ناحية أخرى، نفذت المقاتلات الفرنسية غارة جديدة، فجر أمس، على الرقة معقل تنظيم داعش فى شمال سوريا، ودمرت مركزاً قيادياً وموقع تدريب، حسب ما أعلنته وزارة الدفاع الفرنسية. وقالت الوزارة، فى بيان، إن «الجيش الفرنسى شن للمرة الثانية خلال 24 ساعة غارة جوية على داعش فى الرقة بسوريا»، وأوضح البيان أن الغارة شنتها 10 مقاتلات من طراز «رافال»، و«ميراج 2000» انطلقت من الإمارات العربية المتحدة والأردن»، وألقت 16 قنبلة. وأكد البيان أنه «تم ضرب هدفين وتدميرهما بالتزامن»، فيما أعلن مصدر عسكرى، مساء أمس الأول، أن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديجول» سوف تنتشر فى شرق البحر الأبيض المتوسط وليس فى الخليج كى تتحرك بشكل أسرع فى المنطقة، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند عن إبحارها للقيام بعمليات فى سوريا. ولا يستغرق إبحار حاملة الطائرات «شارل ديجول» سوى عدة أيام للوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل سوريا أو لبنان.
وأعلن «البنتاجون»، أمس، أن قيادة القوات الأمريكية فى أوروبا منعت العسكريين الأمريكيين أو الموظفين المدنيين فى وزارة الدفاع وعائلاتهم من التنقل بصفة خاصة فى باريس بعد الاعتداءات فى العاصمة الفرنسية، فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى وصل مساء أمس الأول، إلى باريس، فى زيارة لم يعلن عنها مسبقاً لدواعٍ أمنية للتعبير عن «العلاقة القوية» التى تربط الولايات المتحدة بفرنسا، بأن الدولتين سوف «تحاربان وتهزمان معاً» تنظيم داعش الذى تبنى الاعتداءات فى باريس. وقال «كيرى»: «الولايات المتحدة وفرنسا صديقان وهما يشكلان عائلة». وفى أمريكا، وقف مئات الأشخاص وهم يرفعون الأعلام الفرنسية ووردة فى اليد، دقيقة صمت عند النصب التذكارى لاعتداءات 11 سبتمبر للتعبير عن تضامنهم بعد اعتداءات باريس. وفى سياق متصل، لقى مواطن تركى مصرعه بشمالى فرنسا بعد تعرضه لهجوم مسلح من قبل مجموعة عنصرية، وبعد قتله رددوا هتافات: «رداً على هجوم باريس الإرهابى»، وإثر الحادث وصلت قوات الشرطة على الفور إلى الموقع واعتقلت المتورطين. وذكرت محطة «خبر تورك» الفضائية التركية، أمس، تعليقاً على الحادث، أنه بكل تأكيد سيتعرض المسلمون فى فرنسا بشكل عام لضغوط فى أعقاب هجوم باريس الإرهابى الأخير، وهناك احتمالات كبيرة أن تغير فرنسا سياستها الخارجية، وأيضاً سياستها المتبعة تجاه المسلمين داخل فرنسا.