بالصور| طالب هندسة يرسم "وجوه البشر" بـ"القلم الجاف": 32 ساعة لإنتاج لوحة واحدة
بالصور| طالب هندسة يرسم "وجوه البشر" بـ"القلم الجاف": 32 ساعة لإنتاج لوحة واحدة
بورتريه بالقلم الجاف
صورة رجل عجوز ملقاة على الأرض، بعد تأمله لدقائق بها، يبدأ بأخذها والنظر إليها ومن ثم يقرر رسمها، لكن هذه المرة لم يرسمها بالأدوات الاعتيادية التي يتخذها أي رسام أو هاوِ له، فيقرر هذه المرة رسم الشخصية التي أعجبته بالقلم الجاف، القلم الذي يستخدمه جميع أفراد الشعب المصري في الكتابة فقط، فيتنوع لون القلم الجاف الذي يستخدمه في رسوماته بين أحمر وأزرق وأسود.
اتخذ طالب كلية الهندسة محمد من القلم الجاف نواة لتحقيق حلمه الذي لطالما حلم بتحقيقه، وهو أن يصبح بفنه مشهورًا من قبل أشخاص كثيرين، فمنذ نعومة أظافره كان حبه للرسم والرياضيات هو دائمًا الشيء الذي يجد سعادته فيه، وبمرور عام بعد آخر حصل محمد على مجموع مرتفع في الثانوية العامة، ليبحث من خلالها هذا الشاب الذي ولد بصعيد مصر على كلية تجمع بين حبه للرياضة والفن معًا، فوقع الاختيار على كلية الهندسة ليلتحق بالقسم المعماري الذي يكون أغلبه رسومات لمباني عدة، لكن صدمته حين فوجئ بأنه لا يوجد قسم معماري في كلية الهندسة بجنوب الوادي الذي التحق بها، ليدخل قسم "الميكانيكا" الذي لا علاقة له بالرسم.
"في الأول عارضوني وبعدها عجبهم وطلبوا إني أرسمهم"، قالها محمد بنبرة صوت يمتزج خلالها الفخر والفرح بالتحدي عن والديه اللذين عارضا في البداية شغفه بالرسم كغالبية البيوت المصرية في مختلف المحافظات المصرية، بحجة أنه يُشغله عن دراسته كما أنه "مبيأكلش عيش"، وبعد رؤيتهم للبورتيهات الذي رسمها محمد ببراعة وحرفية فائقة طلب والداه منه أن يرسمهما ليرد عليهما بدعابة "بعدين عشان مذاكرتي".
اثنان وثلاثون ساعة يقضيها محمد لرسم بورتريه لأي شخصية يريد أن يرسمها بالقلم الجاف، بينما تقل عدد الساعات التي يستغرقها محمد لرسم نفس الشخصية بالقلم الرصاص، الأمر الذي جعله يرفض عدة مطالب لزملائه لرسمهم، كي لا تؤثر على دراسته.
"جذور الصبر مرة لكن ثماره شهية"، حكمة تلخص عناء 32 ساعة متقطعة يقضيها محمد لرسم شخصية في مخيلته أو وجه يوجد في ورقة ما، فيروي محمد لـ"الوطن" أن ساعات الانتظار التي يقضيها لرسم اللوحة تجعله يشعر بالملل والتعب، نظرًا لما يستغرقه الأمر من دقة وعناية وعدم تسرع وقلق من نقطة خاطئة تُفسد اللوحة، كل هذا في آن واحد جعل محمد يفتتح مدرسة صغيرة في مركز ثقافي بإحدى محافظات الصعيد ضمت في البداية 8 أفراد وأصبحت الآن تضم 12 فردا يعرفون مبادئ الرسم، ليعلمهم محمد الرسم باحترافية شديدة ومن ثم يستطيعون رسم البورتيرهات مثله، فالبروتريه هو أصعب أنواع الرسم، فضلا عن استخدام القلم الجاف في الرسم بدلا من الرصاص.