راحت «تحويشة العمر» لبناء المنزل.. وبعد 10 سنوات «طلع مخالف»
راحت «تحويشة العمر» لبناء المنزل.. وبعد 10 سنوات «طلع مخالف»
أصحاب المنزل وجيرانهم أثناء إجراءات الهدم
كاردون أمنى يحاوط منزله والمنازل المجاورة، على «غفلة» صدر صوت «إخلوا البيوت دى فوراً»، حالة هرج ومرج انتشرت بالمكان، حتى خرج الشاب العشرينى وتتعكز على ذراعه أمه المسنة «وفاء»، لترى بعينيها بدء إجراءات هدم بعض منازل جيرانها فى منطقة المصرف بشرق الإسكندرية، وعندما حاول أن يمنعهم الجميع للاستفسار عن سبب هدم منازل قضوا فيها سنوات طويلة، كانت الإجابة صادمة: «المبانى مخالفة».
لم يتمالك محمد هلال، الذى يعمل «فنى كهربائى»، شعوره عندما ردد أحد المسئولين بالمحافظة والمشرف على عملية الإزالة بأن العقارات مخالفة وتتعدى على المصرف المغذى لشرق الإسكندرية، وحل أزمة غرق الشوارع لن يتم إلا بهدم المبانى وتوسيع المصرف، ليرد الشاب الثلاثينى: «ده أنا عندى عدادات كهرباء ومياه، ودافع ضريبة عقارية من 10 سنين واستلفنا فلوسها»، مستنكراً فى غضب: «اسمه إيه ده؟»، لم يرد أحد على نوبة الهستيريا التى انتابت «هلال» كلما نظر لأمه التى ربته هو وأشقاءه بعد وفاة والده، ووضعت تحويشة العمر لشراء أرض منذ 15 عاماً مساحتها لا تتعدى 75 متراً لبناء «بيت من 4 حيطان» يأويهم بعد أن كانوا يسكنون منطقة المطار العشوائية الغارقة فى مياه الصرف صيفاً وشتاء».
السؤال الذى طرحه الشاب الثلاثينى لم يجد إجابة لدى محمد حامد، مدير العلاقات العامة بديوان محافظة الإسكندرية، مؤكداً أن المحافظة ليست لها يد فى مساعدة الأهالى على إدخال عدادات مياه أو كهرباء لمنازل مخالفة، أو الانتهاء من تراخيصها رغم مخالفتها، وتابع قائلاً: «ده تستر من شركة الكهرباء والمياه، بينهم وبين الأهالى عشان محدش يخرجهم من بيوتهم وبيبقى بمقابل مادى. وإحنا كمحافظة لا يد لنا فى ذلك، إحنا بنعمل واجبنا».