استراتيجيون: الصراعات العربية الداخلية ترهق مصر
استراتيجيون: الصراعات العربية الداخلية ترهق مصر
الصراعات العربية أدت إلى تدمير مدن بالكامل
قال عدد من الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين إن حالة الوهن العربى والصراعات الداخلية التى تعانى منها المنطقة «تضعف مصر»، وتهدد الأمنين القومى العربى والمصرى، مطالبين بضرورة نبذ الخلافات، وتعزيز التعاون المشترك لما سيكون له من آثار فى مجابهة التحديات والتهديدات التى تستهدف المنطقة، وأن الرئيس «السيسى» على الطريق الصحيح لمواجهة التحديات.
وأضاف الخبراء أن حالة الاتحاد العربى، حال تحقيقها، والتغلب على الخلافات بشأن إنشاء القوة العربية المشتركة ستمثل عنصر ردع لمن تسول له نفسه الإضرار بالأمن القومى العربى.
من جانبه، قال اللواء محمد مختار قنديل، مساعد مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا الأسبق والخبير العسكرى والاستراتيجى، إن حالة الوهن والضعف التى تجتاح عدداً من الدول العربية المحيطة بنا تمثل حالة إضعاف للأمن القومى العربى بأسره، ما يلقى بظلاله على الأمن القومى المصرى باعتبار أن الأمنين مرتبط كل منهما بالآخر.
وأضاف «قنديل»، لـ«الوطن»، أن حالة التفكك العربى تجعل مصر تقاوم المشروع الغربى الاستعمارى الممثل فى «الشرق الأوسط الجديد» بدعم عربى أقل مما كان يمكن أن يحدث، معتبراً أن كلاً من الدولتين السورية والعراقية غير موجودتين على الساحة بسبب المشاكل الداخلية، وحالة الاقتتال فيهما، فضلاً عن وجود تنظيم «داعش» الإرهابى على الأراضى الليبية، موضحاً أن ما تعانيه دول مثل سوريا، والعراق، واليمن على شرق الحدود المصرية، وما تواجهه الجماهيرية الليبية من عناصر تنظيمات إرهابية فى الغرب، وما نواجهه من الجنوب من السودان يمثل «حصاراً لمصر بغرض إضعافها».
ولفت الخبير العسكرى والاستراتيجى إلى أن إضعاف مصر، ومحاولة استقطابها لصالح دول بعينها بعد ذلك لن يكون عبر المساس بحدودنا من أى دولة كانت سواء أمريكا أو إسرائيل أو أى دولة مهما كانت، ولكن عبر تحركات لـ«الحصار الاقتصادى»، وخلق حالة من «الاضطرابات الداخلية»، وتصدير الأزمات، ومحاولة إفقاد الشعب الثقة فى قياداته، وبث روح الفرقة والانقسام، وتهييج الرأى العام، واستخدام مختلف أدوات الحروب الحديثة، والتى تسمى بالجيل الرابع من الحروب.
وأرجع «قنديل» أسباب خلق «حالة الحصار» إلى الطفرة الكبيرة التى تعيشها الدولة المصرية مؤخراً بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مستشهداً بالتقدم الذى نجح محمد على الكبير فى تحقيقه حينما نهض بالبلاد، ونجح فى التغلب على الدولة العثمانية وقتها فما كان من الإنجليز، والفرنسيين، والروس، إلا أن تحركوا لكى يهزموه، وكذلك حدث مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأشار إلى أن الدول الغربية لا يعجبها أن تتحقق طفرة فى مصر لتصبح دولة غنية وقوية، ما يدفعهم للتحرك لـ«تعرية مصر من الدعم العربى عبر إضعافه» ما يدفعها للجوء إلى الغرب، موضحاً أن الموقف الرسمى المصرى الطبيعى هو التحرك بجانب الأشقاء العرب لتحقيق حالة الوئام العربى، ومحاولة رأب الصدع فى أى مجال قد تظهر فيه المشكلات.
وأبدى «قنديل» استياءه من عدم تشكيل القوة العربية المشتركة بسبب وجود خلافات بين الدول العربية وبعضها، مشدداً على أن الوحدة العربية تمثل حالة ردع لمن يريد أن يستهدف الوطن، إلا أن المنطقة العربية تعيش حالة فرقة وانقسام.
من جهته، قال اللواء دكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن تأثر الدولة السورية بسبب ما تمر بها من أزمات يضر بميزان القوى بين مصر وإسرائيل، حيث إن توازن القوى الشاملة لـ«القاهرة» و«دمشق» يحقق عنصر التوازن مع «تل أبيب»، موضحاً أن قوة العراق كانت تمثل عنصر تفوق لنا فى المنطقة، إلا أنه بعد تدمير العراق، والسير فى مخطط تقسيم سوريا يعتبر هذا تهديداً مباشراً للأمن القومى المصرى.
الغبارى»: الدولة المصرية ستظل آمنة بفضل جيشها القوى وقياداتها السياسية الوطنية
وأضاف «الغبارى» أن الأزمة الليبية تلقى بظلالها أيضاً على المشهد المصرى، حيث إنها دولة جوار لمصر، وهناك تحركات لتغذية العناصر الإرهابية فيها عن طريق المال، والسلاح، والعتاد، وهو ما يعد تهديداً مباشراً لأمننا القومى، فضلاً عن انشغال السودان بمشاكله الداخلية.
واعتبر مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق أن اليمن به مشكلة كبيرة نظراً لتهديد «الحوثيين» للأمن القومى عن طريق بوابة «باب المندب» على الرغم من وجود قواعد أجنبية فى جيبوتى تحمى المضيق، إلا أنه يطرح حالة من القلق طالما أنه مهدد.
وشدد «الغبارى» على أن مصر تواجه ذاك الحصار بنجاح، وهى تعى تماماً المخاطر التى تواجهها وتعمل على مجابهتها، مشدداً على أن الدولة المصرية آمنة طالما أن هناك جيشها القوى، وقياداتها السياسية الوطنية، ووحدة نسيجها الوطنى.
التحديات الإقليمية تشهد المنطقة العربية فى الفترة ما بعد ثورات الربيع العربى تصاعد حالة من الأزمات والصراعات داخل الدول العربية. اقترح الرئيس عبدالفتاح السيسى على القادة والزعماء العرب إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة لمجابهة التحديات التى تشهدها المنطقة. أخَّرت خلافات بين الدول العربية الاتفاق النهائى حول تفاصيل عمل «القوة المشتركة». أكدت رئاسة الجمهورية المصرية أن الرئيس «السيسى» يكثف الجهود مع المملكة العربية السعودية للعمل على وحدة الدول العربية ورأب الصدع. يؤكد الرئيس السيسى أن ما تشهده مصر من التحد
فيما قال العميد عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الأمنين القوميين العربى والمصرى جزء واحد لا يتجزأ، وإن مصر تربطها علاقات أمن قومى كثيرة سواء الدائرة الإسلامية أو الأفريقية أو الإقليمية أو الآسيوية، لافتاً إلى أن ذلك يتعلق بالمصالح المصرية بشكل مباشر. ولفت «العمدة» إلى أن دائرة الجوار المباشر مثل ليبيا أو النطاق الإقليمى مثل اليمن، والعراق، وسوريا، لهما تأثير واضح ومرتبط على الأمن القومى المصرى، وهذا الارتباط ينشأ من علاقات التعاون المتبادلة، ووجود رؤى مشتركة تدعمها وتقويها تلك الدول، والتجمعات الإقليمية والمحلية، والاتفاقات.
6 دول من دول المنطقة العربية تشهد حالة تصاعد صراعات وأزمات هى: سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وفلسطين، ولبنان.