أباعود.. «عشماوى» داعش
أباعود.. «عشماوى» داعش
عبدالحميد أباعود
يظهر الشاب فى الصور المنشورة له، يبتسم فى بعضها ويتجهم متوعداً بعمليات إرهابية فى أخرى، يحمل على كتفه «بندقية» روسية الصنع، لا تخطئها عيون المتمرسين فى شئون الإرهاب، يتصدر اسمه الأخبار باعتباره العقل المدبر وراء هجمات باريس التى راح ضحيتها ما يقرب من 130 شخصاً.
عبدالحميد أباعود، المغربى الأصل والبلجيكى الجنسية، البالغ من العمر 27 عاماً، الشاب الذى نشأ فى حى مولينبيك بمدينة بروكسل، نفس الحى المعروف بساكنيه من المهاجرين العرب، الذين يعانون من البطالة، وازدحام المساكن، وهو شريك لصلاح عبدالسلام، فى أحداث باريس، الذى تمكن من الفرار قبل أن يفجر شقيقه إبراهيم نفسه فى هجمات باريس، وكان أباعود وصلاح عبدالسلام قد سجنا فى بلجيكا فى 2010 لإدانتهما بسرقة أسلحة، لكن أباعود، المكنى بـ«أبوعمر البلجيكى»، انضم إلى تنظيم داعش فى أوائل 2013.
درس أباعود فى أفضل مدارس بلجيكا الثانوية، وهى مدرسة سان بيير دوكل.
وكان على صلة بمهدى نموش، وهو المتشدد الجزائرى-البلجيكى، الذى قتل أربعة أشخاص فى متحف يهودى فى بروكسل فى مايو 2014.
فى مقابلة مع مجلة «دابق» التى يصدرها تنظيم داعش باللغة الإنجليزية قال «أباعود» إنه عاد سراً إلى بلجيكا مع اثنين آخرين، وإنهم أنشأوا «منزلاً آمناً» هناك، بينما كانوا يخططون لتنفيذ «عمليات ضد الصليبيين»، على حد وصفه.
وأضاف: «المخابرات تعرفنى من قبل، إذ إننى كنت مسجوناً لدى السلطات»، مشيراً إلى أنه تمكن من الهرب عقب غارة فيفيير.
وقال «لقد استوقفنى ضابط، وتأمل فى وجهى لأنه كان يقارننى بصورة معه، لكنه تركنى أذهب، لأنه لم ير شبهاً بينى وبين الصورة.
ولم يكن هذا سوى نعمة من الله». فيديو لتنظيم داعش بث فى عام 2014 ظهر فيه أباعود وهو فى مركبة تجر أشلاء بعض القتلى وراءها، لم يكن هذا الظهور الوحيد له، لكن اسمه ارتبط أيضاً بهجوم فاشل حدث على متن قطار فى أغسطس من العام الحالى، حيث تمكن الركاب من السيطرة على مسلح يدعى أيوب الخزانى فى القطار شمالى فرنسا.
ووضع المحققون فى تلك الحالة أباعود بين المشتبه بهم فى تدبيرها، بعدما وصلت لهم أنباء تكريس نفسه للجهاد لدرجة أنه أقنع شقيقه البالغ من العمر 13 عاماً بالالتحاق به فى سوريا.