بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية.. كيف سترد موسكو على أنقرة؟
بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية.. كيف سترد موسكو على أنقرة؟
بوتين
صباح اليوم.. خرجت الطائرة الحربية الروسية "سو خوي 24"، في طريقها إلى سوريا، لقصف معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن الطيران التركي أسقطها بموجب قواعد الاشتباك، بعد زعمه اختراقها المجال الجوي، قرب الحدود التركية السورية.
من جانبها، أعلنت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يراقب عن كثب حادث إسقاط الطائرة الحربية على الحدود السورية، بعد انتهاكها المجال الجوي التركي، ويطّلع على معلومات حول الحادثة مع رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار.
وفي نفس السياق، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن الطائرة الحربية تحطمت بسبب "قصف من الأرض"، نافية اختراقها للأجواء التركية، مضيفة: "قائدا الطائرة تمكنا من القفز منها قبل سقوطها، دون الإدلاء بأي معلومات حول الخطوة التالية".
واستطلعت "الوطن"، آراء بعض الخبراء، حول الطريق التي سترد بها روسيا على تركيا، بعد إسقاطها طائرة حربية.
يقول الدكتور محمد عطاالله، أستاذ القانون الدولي، إن قرار مجلس الأمن، أّقر بمحاربة الإرهاب رسميًا في سوريا والعراق، مضيفًا: "روسيا تحمل على عاتقها، مهمة التصدي لمعاقل الإرهابيين داخل سوريا، وكان عليها إخطار تركيا قبل إقلاعها، واختراق المجال الجوي لتركيا في حال نيتها ذلك، إما إذا كانت روسيا أخطرت تركيا سابقًا، أنها ستعبر فوق مجالها الجوي، فإن المسؤولية يتحملها الجانب التركي، وعليه التقدم باعتذار رسمي".
وأضاف عطاالله، لـ"الوطن": "في حال لم تُخطر روسيا تركيا بمرور طائرتها، فإن الطرفان يتحملان المسؤولية"، متابعًا: "كان يجب على تركيا، أن تتأنى قبل اتخاذ قرار بإسقاط الطائرة".
وعن رد فعل روسيا على الحادث، قال أستاذ القانون الدولي: "قد يكون ردها بالمثل، ما يعني أن تسقط روسيا طائرات تركية، أو قد يبدأ البلدان حوارًا ينتهي باعتذار".
وأيده اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، حيث رجح أن ترد روسيا على الحادث، بإسقاط طائرات تركية، مشيرًا إلى إمكانية تسوية الموقف بـ"اعتذار رسمي سريع" من جانب تركيا، لتجنب الأزمات بين البلدين.
أما السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فكان له رأي آخر، حيث أكد أنه في ظل الظروف الحالية، وتركيز روسيا على قصف الإرهاب المتمثل في تنظيم "داعش"، ستتجنب موسكو الدخول في أي مواجهات أخرى مع أنقرة أو غيرها من البلاد، ما يجعلها تسعى لاحتواء الموقف، فضلًا عن كون تركيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية، ما يؤيد اتجاهها لتجنب الاشتباك أو إسقاط طائرات عسكرية لتركيا.