الحسن الأمين: بعض السودانيين تم تعذيبهم وإحراق أجسادهم بالسجائر.. وقسم شرطة عابدين و«الفراعين» يسيئان إلينا
الحسن الأمين: بعض السودانيين تم تعذيبهم وإحراق أجسادهم بالسجائر.. وقسم شرطة عابدين و«الفراعين» يسيئان إلينا
الحسن الأمين
قال رئيس اللجنة السياسية بهيئة شورى حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم فى السودان محمد الحسن الأمين، إن التوترات الأخيرة الحادثة فى العلاقات بين السودان ومصر لا ترقى إلى درجة شرخ أو قطع العلاقات بين البلدين، وإن التوترات تعود إلى سوء معاملة السودانيين فى قسم شرطة عابدين، إلى جانب إساءة بعض وسائل الإعلام المصرية للسودان، خاصة قناة «الفراعين»، وأضاف عضو البرلمان السودانى، فى حواره لـ«الوطن»: «الرئيس البشير قال لى إن ما يحدث مجرد أمور محدودة لن تؤثر على علاقتنا الراسخة بمصر، وأوصى وزير الخارجية بمتابعة الموضوع، وأكد أن البرلمان السودانى لم يهاجم مصر، وأن ما حدث فيه مجرد انفعالات من بعض النواب.
رئيس اللجنة السياسية بالمؤتمر الوطنى السودانى: «البشير» قال لى علاقتنا بمصر قوية والخلافات يمكن حلها
■ فى البداية، كيف ترى العلاقات المصرية - السودانية فى الفترة الأخيرة؟
- أنا شخصياً من الذين يرون أن العلاقة بين مصر والسودان علاقة أزلية وراسخة، ومستمرة بين الشعبين ولا بد أن تتواصل بين الحكومات حتى وإن اختلفت الآراء هنا وهناك، هى علاقة أشقاء وعلاقة مصيرية لا يمكن أن تؤثر عليها أى أحداث، أما أى مشكلات عالقة يمكن أن تعالج بالحوار، وبالتالى أى حدث يطرأ لا ينظر إليه أنه يشرخ هذه العلاقة أو يقطعها.
■ فى رأيك، لماذا تتوتر العلاقات بين مصر والسودان خاصة فى الفترة الأخيرة؟
- السودانيون يذهبون إلى مصر بأعداد كبيرة سواء للعلاج أو للسياحة، وبعضهم يمتلك شققاً فى المهندسين ومدينة نصر وغيره، إضافة إلى السودانيين المقيمين إقامة شبه دائمة. وكل سودانى لم يكن يشعر فى مصر أبداً أنه غريب، أو أنه يعامل معاملة مختلفة، خاصة أنهم لا يتدخلون فى الشئون الداخلية لمصر أو السياسة، لأن معظمهم يكونون فى مصر إما للسياحة أو للتجارة وبعضهم طلاب، وكانت أحداث سرقات وأشياء عادية تحدث بالنسبة للعملة الصعبة من بعض السودانيين، وهذه كان يتم البلاغ عنها وتلاحق بواسطة الشرطة المصرية، وكان أمراً عادياً يحدث فى كل بلد.
«حلايب» مشكلة مستمرة وليست جديدة.. وانتشار صور تعذيب سودانيين فى «وسط القاهرة» سبب الأزمة
■ ما الذى تغير؟
- ظهرت بعض الحالات تقوم بها أجهزة رسمية من الشرطة بتفتيش بعض السودانيين خاصة وسط القاهرة فى شارع طلعت حرب وشارع 26 يوليو، وإلقاء القبض على السودانيين واستجوابهم حول العملة، وما إذا كانوا يحملون عملات أجنبية، دولار أو يورو، أو لا يحملون، ومن ثم لا بد من توافر أوراق ثبوت لإدخال تلك العملات، وهذه الإجراءات من المفترض عندما تحدث أن تحدث مع كل الأجانب، ولكن تلاحظ أنها تحدث مع السودانيين فقط، وهى بالطبع تؤثر على السياحة، وعلى مصر بصورة عامة، وبالتالى كون بعض السودانيين أخذوا إلى مواقع شرطة وغيرها، فهذا أمر غريب وكان سيمر بصورة عادية لولا أنه جرى تعذيب بعض السودانيين.
■ هل ثبت ذلك لديكم؟
- تم تعذيب بعض السودانيين وإحراق السجائر فى أجسادهم، ببيانات واضحة، وبعضهم عاد إلى السودان، وهذه المسائل استفزت السودانيين، لأن مواقع التواصل الاجتماعى قوية جداً فى السودان، مع انتشار الفيس بوك والواتس أب، أصبحت تعرض صور التعذيب وتبثها.
■ لماذا هاجم البرلمان السودانى مصر حتى إن أحد النواب وصف مصر بـ«غير الشقيقة»؟
- لعل البرلمان السودانى ناقش تلك الأمور، وأبرز أن هناك حالات طالها التعذيب، وما أقدم عليه أحد النواب بوصف مصر بـ«غير الشقيقة»، مجرد انفعالات، ولا تعبر عن البرلمان السودانى، أو الدولة السودانية، فالبرلمان به نحو 426 نائباً فمن الطبيعى أن تحدث مثل تلك الانفعالات، كما أن بعض النواب مثلاً من منطقة حلايب، ولا يدخلون حلايب إلا بإجراءات من مصر، ومشكلة حلايب مشكلة مستمرة وليست جديدة عامة.
وصف نائب سودانى مصر بـ«غير الشقيقة» مجرد انفعال.. والبرلمان لم يسئ إلى المصريين
■ هل تريد أن تقول إن هناك حالة من التمييز تجاه السودانيين فى مصر؟
- لا، ولكن هناك حالات معينة ظهرت ولا يمكن أن توصف بأنها اتجاه من الدولة أو أجهزتها، أنا أسافر إلى مصر أكثر من مرة فى السنة، لكن هذه الحالات متركزة فى منطقة معينة فى وسط مدينة القاهرة، وبالذات فى قسم شرطة عابدين، الأمر متركز فى منطقة معينة وليس فى كل مناطق مصر، فمثلاً المناطق الأخرى لا يحدث فيها شىء، فى مدينة نصر أو الهرم أو فيصل، وغيرها لا يحدث ذلك. وبالتالى لا يمكن أن نصف ذلك بأنه سياسة ممنهجة من الدولة وأنا على ثقة تامة بذلك.
■ ما الذى كنتم تودون حدوثه فى هذه الحالة؟
- كان يجب اتخاذ الإجراءات المتبعة فى مثل هذه الحالات، ولكن للأسف لم يحدث ولم يحقق فى الأمر، وكأنها مجرد قضية عادية.
■ ماذا عن منطقة «حلايب»، هل لا تزال سبباً لتوتر العلاقات بين البلدين خاصة فى الفترة الأخيرة؟
- كما قلت مشكلة «حلايب» مشكلة مستمرة وليست جديدة، والأمر يكون منحصراً فى أنه من وقت لآخر يعلن السودان أن «حلايب» منطقة سودانية، والمشكلة تعود من وقت لآخر، خاصة مثلاً أن مصر وضعتها ضمن الدوائر الانتخابية فى الانتخابات البرلمانية المصرية. وتظل مشكلة قائمة، وليست هى سبب التوترات الحالية، المشكلة الرئيسية فى المعاملة مع السودانيين وضربهم، إلى جانب أن هناك بعض وسائل الإعلام المصرية تسىء إلى السودان.
■ هل أزمة «سد النهضة» سبب للتوتر الحادث فى العلاقات بين البلدين؟
- مسألة «سد النهضة» وموقف السودان منها ليست مرتبطة بأمور سياسية، وإنما مرتبطة بأمور فنية، وحقائق علمية ودراسات، ويتم تناولها فى إطار معين وفى إطار عملى، هذه ليست مسألة للحديث، لأن الأمر فيها مرتبط بنتائج الدراسات التى تجرى، ونحن حريصون جداً على مصر من أى ضرر مثل حرصنا على السودان من أى ضرر، وبالتأكيد أى ضرر من سد النهضة سيعود على مصر والسودان معاً، ومصلحة مصر تهمنا، بالعكس نحن فى موقف محايد جداً، انتظاراً لنتائج الدراسات.
■ البعض يرى أن الموقف السودانى يخدم إثيوبيا أكثر من مصر؟
- هذا تصور خاطئ، بالعكس نحن نتحرك من مبدأ عام، وهو أن هناك دراسات تجرى، وإذا وجد ضرر على مصر أو علينا، فإننا سنكون ضده، ولكن هناك بعض الإجراءات والضوابط التى يمكن اتخاذها للحد منه سنأخذها، نحن فى السودان حريصون على مصلحة الإخوة فى مصر.
■ ماذا عن موقف الرئيس عمر البشير من تلك التوترات الحادثة خاصة موضوع معاملة السودانيين المثار؟
- أنا تحدثت مع الرئيس «البشير» شخصياً وقلت له الزوبعة الإعلامية الحالية، والقضايا المثارة التى يمكن أن تؤثر فى العلاقات السودانية المصرية.
■ وماذا كان رده عليك؟
- قال هذه أحداث محدودة، ونحن علاقتنا بمصر قوية، وهذا هو موقف القيادات السودانية جميعها بمن فيهم الرئيس «البشير» نفسه، وأكد الرئيس أنها مسألة محدودة يمكن معالجتها بالطرق الدبلوماسية، وأوصى وزير الخارجية السودانى بمتابعة الأمر، وكما قلت هى مجرد أحداث فى مصر تحدث فى منطقة معينة، وليست سياسة ممنهجة فى مصر، تقع أخطاء وبالتالى يجب معالجة تلك الأخطاء وتنتهى تلك الأمور، ويجب محاسبة أى شخص تعامل مع السودانيين بتلك الطريقة.
■ هناك من يطلب عقد لقاء قمة بين الرئيسين المصرى والسودانى لتنقية الأجواء بين البلدين، ما تعليقك؟
- فى رأيى أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك، وزير العدل موجود فى القاهرة، ووزير الخارجية يتابع الأمر وأصدر بياناً، ووجود لقاء بهذا الحجم يزيد من الزوبعة المثارة فى العلاقات بين البلدين ويجب وقف الإساءات الإعلامية تجاه السودان، هناك قنوات تسىء إلى السودان مثل قناة «الفراعين»، والسودانيون يتابعون وسائل الإعلام المصرية، ولا بد من وقف تلك الإساءات من هنا ومن هناك.
■ إذن، هل الإعلام يشكل بعداً آخر فى توتر العلاقات المصرية السودانية؟
- قضية الإعلام والصحافة يجب أن تكون لها حدود، هناك تسجيل متداول لقناة «الفراعين» يقول إن السودان تابع لمصر، ولا يوجد دولة اسمها السودان، وهذا الأمر يسىء إلى السودانيين، ويجب أن ينبه الإعلام إلى مثل هذه الأمور، من جهة أخرى، فإن التضخيم الإعلامى لبعض الأحداث الصغيرة، وبعض الحالات الفردية فى أى منطقة، لا داعى له، للمحافظة على العلاقة بين البلدين.
■ هل أحد أسباب التوترات ما يقال عن دعم السودان للإخوان وكذلك دعم جماعة «فجر ليبيا» الليبية؟
- أعتقد أنه لا يوجد شىء مثل ذلك، وهذا كلام انتهينا منه، ونحن عندما تعاونا مع من هم ضمن جماعة «فجر ليبيا» تعاونا معهم فى الفترة التى كانوا فيها ضد نظام معمر القذافى، وكانت العلاقة قوية مع السودان، إلى أن حدث التباعد فى وجهة النظر بين طرابلس وطبرق، ابتعدنا عن الموضوع، فى البداية دعمنا حكومة «طرابلس» لما كانت فى مرحلة العمل ضد نظام «القذافى» مثل غيرنا، ولكن لما تحول الأمر إلى صراع داخلى على السلطة فى ليبيا، نحن لم نعد طرفاً فى ذلك.