وسط تكهنات بعدم التوصل لـ"حلول".. مفاوضات ماراثونية في "قمة المناخ"
وسط تكهنات بعدم التوصل لـ"حلول".. مفاوضات ماراثونية في "قمة المناخ"
![صورة من الجلسة الافتتاحية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6368951041448891452.jpg)
صورة من الجلسة الافتتاحية
باشرت الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي للمناخ في باريس اليوم، مفاوضات ماراثونية غداة قمة استثنائية لقادة الدول، سعيًا للتوصل لاتفاق يحد من الاحتباس الحراري، غير أن عقبات كثيرة ما تزال تعترض الهدف.
ومن المحطات الرئيسية للقاءات اليوم، إفريقيا التي ستكون محور قمة مصغرة لنحو 12 رئيس دولة إفريقية، بمشاركة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، حول موضوع "التحدي المناخي والحلول الإفريقية".
وطالب رئيس المؤتمر الدولي للمناخ هذا العام، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، في كلمة أطلق بها أعمال المؤتمر، المشاركين، بإحراز تقدم في الجوهر، بحيث نحترم التفويض البالغ القوة الذي منحنا إياه مختلف رؤساء الدول والحكومات".
ودعا فابيوس، المندوبين، إلى "عدم ادخار أي جهد"، لدفع المفاوضات قدمًا، بعدما راوحت في الأشهر الأخيرة، وكان نحو 150 من قادة الدول، أعطوا دفعة سياسية قوية، للمفاوضات، موجهين نداءات بالإجماع تدعو إلى إنقاذ الكوكب.
وقال المندوب الأوروبي: "سيكون الأمر صعبا، مشروع الاتفاق طويل وينطوي على الكثير من الخيارات، فبأي وتيرة يمكن أن تتقدم المفاوضات؟"، في إشارة للمداولات التي تطول عادة وتراوح مكانها، وهو ما أثبتته جولات التحضير للمؤتمر التي استمرت طوال 2015.
وأضافت الخبيرة في السياسات المناخية سيلييا جوتييه، لدى "شبكة العمل حول المناخ" التي تضم 900 منظمة غير حكومية: "كل الخيارات مطروحة، كل شيء ممكن، الأسوأ كما الأفضل"، متابعة: "الخطابات أوجدت ديناميكية مهمة، لكن يتعين بذل جهود كبيرة للتوصل لاتفاق على مستوى الرهانات".
وضاعف نحو 150 قائد دولة، أمس، في لوبورجيه، النداءات من أجل التحرك ضد ارتفاع حرارة الأرض، من الرئيس الأمريكي بارك أوباما، إلى الرئيس الصيني شي جينبينج، مرورًا برئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي.
وفي مؤشر إلى وعي غير مسبوق لمخاطر الاحتباس الحراري، لم يشهد أي مؤتمر حول المناخ من قبل مشاركة هذا العدد من قادة العالم، فيما أثنت المنظمات غير الحكومية، على الدفع السياسي الذي أعطاه قادة العالم بأسره، لكنها تنتظر لترى "كيف سيترجم ذلك خلال المفاوضات".
ويوزع النص المطروح لإقراره في نهاية المؤتمر على 50 صفحة، ويتضمن فصولًا رئيسية، بينها: "خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وهو هدف بعيد الأمد، والتكيف مع التغير المناخي، وتمويل سياسات دول الجنوب على صعيد المناخ، وآلية لرفع التزامات الدول بصورة منتظمة، وغيرها".
والهدف من هذين الأسبوعين، التوصل لأول اتفاق تلتزم بموجبه الأسرة الدولية، وهو تقليص انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة، لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين، قياسا إلى الحقبة السابقة للثورة الصناعية، غير أن مواقف المفاوضين تكون أحيانًا متباعدة جدًا، بحسب مدى اعتماد الدول على مصادر الطاقة الأحفورية (الفحم والنفط والغاز) ومستوى التطور وموارد كل بلد.
وتطالب الجزر التي باتت في "حال طوارئ مناخية"، بسبب ارتفاع مستوى مياه المحيطات، باتخاذ تدابير قوية وسريعة، في حين أن الدول النفطية مثل دول الخليج، والدول المنتجة للفحم مثل أستراليا، تتمنع عن الخوض في عملية انتقال إلى الطاقة النظيفة تكون مخالفة لمصالحها، أما الهند، التي تعتبر من الأطراف المحوريين في المفاوضات، ويترتب عليها تأمين الكهرباء لـ300 مليون نسمة ومكافحة الفقر، فتعول كثيرًا على الفحم الذي يعتبر من مصادر الطاقة الأكثر تلويثًا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، بعد 6 أعوام على فشل مؤتمر كوبنهاجن، محذرًا: "لن نتوصل لاتفاق مثالي"، داعيا المفاوضين لـ"إبداء ليونة وحس بالتسوية".
ويفترض في الاتفاق، الذي تأمل الأطراف في التوصل إليه بحلول 11 ديسمبر، أن يسمح للعالم بدخول منعطف تاريخي للابتعاد عن مصادر الطاقة الأحفورية التي تؤمن اليوم قسمًا كبيرًا من الطاقة في العالم، غير أنها تتسبب باحتباس حراري غير مسبوق.
ومن أجل الحصول على موافقة دول جنوب الكوكب، يترتب ضمان تمويل يسمح لها بمواصلة تنميتها بواسطة الطاقات النظيفة، ومواجهة عواقب التغير المناخي، مثل تراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع مياه البحار وذوبان الجليد وتضاعف الظواهر المناخية القصوى وغيرها.