«سعد» خسارته خسارتين.. «لا انتخب» و«لا باع الخضار»
«سعد» خسارته خسارتين.. «لا انتخب» و«لا باع الخضار»
سعد أمام «فرشته»
بجوار لجنته الانتخابية بمدرسة الوحدة بمنطقة زهراء المعادى، قرر «سعد» الوقوف بتروسيكل الخضار ليحقق فائدتين، الأولى يدلى بصوته الانتخابى دون معاناة أو مشوار طويل يقطعه، والثانية يسترزق من الناخبين المترددين على اللجنة، لكن خطته باءت بالفشل على كلا المستويين، بعد منعه من دخول اللجنة، وعزوف الناخبين عن فرشته. حالة من الحيرة شعر بها «سعد محمد»، بائع الخضار، فلجنته الانتخابية وقف أمامها قبل فتح صناديق الاقتراع فى إعادة المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، يتساءل بعد منعه من دخول اللجنة لعدم توافر بطاقة الرقم القومى الخاصة به: «إزاى بيقول لى مش هينفع تنتخب؟ أنا بطاقتى الشخصية اتسرقت منى، لكن اسمى مكتوب فى الكشف جوه»، حاول أن يشرح للمشرفين على اللجنة الانتخابية، لكن محاولاته فى تبرير موقفه لم تُجد نفعاً، ليعود إلى فرشة الخضار دون أن يدلى بصوته: «خلاص، أنا عملت اللى عليّا وجيت أنتخب، وأنتم اللى منعتونى»، مستدركاً: «أشوف أكل عيشى أحسن». ساعات طويلة، وقف «سعد» فى مكانه فى انتظار «أكل العيش» الذى جاء لأجله، بعد فشله فى الغرض الأول وهو الإدلاء بصوته، لكن الساعات أخذت تمر دون إقبال عليه من قبل المواطنين، الذين عزفوا عن شراء الخضار كما عزفوا عن التصويت - على حد قوله: «الدنيا نايمة خالص، ماحدش جه يشترى، مفيش غير 3 زباين من صباحية ربنا، لا حد بيقرب على الخضار، ولا فى طوابير عند اللجنة زى زمان».
فقد بطاقته الشخصية وغاب الزبائن عن فرشته
قرر الرجل الأربعينى أن يغير مكانه، مع انتهاء اليوم الأول من انتخابات الإعادة، ليبحث بعد ذلك عن مكان آخر يعرض فيه الخضار الذى يعول منه أسرته، لعله يعوض ما خسره: «آخر مرة أقف هنا تانى، أنا قلت جمب اللجنة بتاعتى، وهتبقى فيه طوابير ناخبين وناس كتير بينتخبوا ويشتروا، لكن مالقتش حد، ولا حتى عرفت أصوّت بسبب سرقة البطاقة الشخصية».