مراتى مستشارة حياتى
مراتى مستشارة حياتى
السفير ناصر الشوربجى
لن أفكر فى الارتباط ذلك الوقت، ولكن من أول نظرة حين كان عمرها خمسة عشر عاماً وكنت أنا فى العشرين من عمرى.. أعجبت بها ولا أدرى كيف اخترقت قلبى، عشت معها أجمل قصة حب وفى كل لحظة كنت أشكر ربى على إهدائه لى محبوبتى وزوجتى.. مر 20 عاماً وما زلت أحبها.. دعونى أحكى لكم قصة حبى.. حب بطعم الزمن الجميل الهادئ، كنت أراها من بعيد كأننى ملكت الدنيا كلها، وقتها كانت طريقة الاتصال الوحيدة هى التليفون الأرضى، وأنتم تعلمون أنه لجميع أفراد المنزل. الحب الحقيقى يبقى ويكبر حتى بعد أعوام وأعوام وهذا يعود للرعاية والاحترام والمودة بين الزوجين، فى كل العلاقات يأتى المد والجزر، ولكن مع الحب تذهب كل الأزمات كأنها زوبعة فنجان.. فمن له حبيبة وزوجة مثلى فهو محظوظ؛ فهى التى دفعتنى للنجاح وشاركتنى بكل اللحظات؛ فرح، غضب، حزن، طموح، نجاح.. وهبنى الله منها ذرية من البنات والأولاد.
وهى أم لا مثيل لها فى تربية أبنائها.. كلما رجعت إلى الوراء بذاكرتى أجد أن الحب هو الدافع للنجاح، فمنذ أن أحببت زوجتى قبل الزواج بـ5 أعوام تولد فىّ الطموح والنجاح، وكنت وقتها فى أول سنة بالجامعة، فى ذلك الوقت كنت أعمل بشركة الأهل وحين انتهيت من التعليم قررت أن أبدأ مشوار العمل المستقل بعيداً عن الأهل وكان حبى هو الدافع لتخطى كل صعاب العمل الحر.. وعام بعد عام ازداد طموحى ونجاحى فكلما نظرت إلى زوجتى وأبنائى يزداد عندى حب النجاح لأكون مثالاً وقدوة لأبنائى.. واليوم أرى أنى وفقت فى اختيارى لها.. لأن من يتزوج إنسانة يحبها حتماً سيوفق فى حياته.
واليوم نصيحتى لأبنائى، كل أبناء هذا الجيل، لو توفرت لديكم النية الصادقة فى الحب من شريكة الحياة ابتعدوا عن وسائل الاتصال الحديثة لأنها أصبحت «التفرق الاجتماعى» وليست «التواصل الاجتماعى» ومعظم حالات الطلاق فى هذا الزمن أصبحت بسبب التليفون المحمول.. فالحب ليس عبر شاشة الموبايل ولكنه مشاعر حقيقية تنبع من قلب صادق. هذه قصة حبى لزوجتى متعها الله بالصحة والعافية فشهادتى فيها مجروحة لأنى أحبها هى الزوجة والحبيبة وأم أبنائى هى مستشارة حياتى ومدرسة البيت. وفى كل يوم يمر معها أذكر مقولة الإمام على رضى الله عنه للسيدة فاطمة رضى الله عنها.. وجدتك بعضى بل وجدتك كلى حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابنى وحتى كأن الموت لو أتاك أتانى.