9 مشاهد تروى تفاصيل محرقة «ملهى العجوزة»
9 مشاهد تروى تفاصيل محرقة «ملهى العجوزة»
رجال الشرطة أثناء معاينة مكان الحادث
«13 ساعة.. 18 ضابطاً.. 4 متهمين.. 16 قتيلاً».. أرقام فى محرقة ملهى ليلى بالعجوزة صباح أمس الأول والذى راح ضحيته 16 شخصاً من العاملين بالمحل، وكانت تفاصيل الواقعة منذ بدايتها صباح الجمعة، وحتى القبض على المتهمين، بعد تناولهما وجبة الكشرى بحى فيصل بمحافظة السويس، كما سجلتها تحريات الأجهزة الأمنية واعترافات المتهمين على 9 مشاهد.
الجريمة وقعت صباح الجمعة.. والبحث عن المتهمين استغرق 13 ساعة.. و18 ضابطاً شاركوا فى تعقبهم بـ3 محافظات.. والقبض على اثنين بعد تناولهما «وجبة كشرى»
المشهد الأول:
«حماصة».. وصديقه «الملقب بالمجنون».. يجلسان على أحد المقاهى فى منطقة إمبابة محل إقامتهما.. حماصة هو اسم الشهرة للمتهم «محمد عماد» 18 سنة طالب.. وصديقه الملقب بالمجنون اسمه «محمد عبدالرحمن» 19 سنة ميكانيكى، يدور بينهما حوار أثناء جلوسهما على المقهى حول سهرة بملهى ليلى، يبتسم حماصة لصديقه المجنون.. قائلاً له «تصدق النهارده الخميس.. والسهر يحلى».. الضحك يتواصل بين الاثنين.. وينتهى الحديث بينهما بالاتفاق على السهر بملهى ليلى.
المشهد الثانى:
عقارب الساعة كانت تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل من يوم الخميس الماضى، يغادر الاثنان المقهى، حماصة يستقل دراجة نارية ويركب خلفه المجنون، وينطلقان من منطقة إمبابة «المنيرة الغربية»، متوجهين إلى منطقة العجوزة، يبحثان عن ملهى ليلى، وأثناء سيرهما فى شارع النيل، يشاهدان ملهى الصياد، يتوقف الاثنان عن السير، ويتوجهان إلى الملهى بعد ركنهما الدراجة النارية بجوار الرصيف الذى يقع بجوار الملهى والذى يحمل رقم 187 بشارع النيل، يطرق الاثنان الباب، ويدور حوار بينهما وبين بودى جارد المحل، ويحاول بودى جارد المحل منعهما من الدخول وبعد مشادة كلامية يدخل الاثنان المحل.
المشهد الثالث:
يجلس الاثنان على ترابيزة وعقب جلوسهما يسخر منهما العاملون بالمحل، وتحدث مشادة كلامية بينهما وبين العاملين بالمحل مرة أخرى، وتنتهى بطرد حماصة وصديقه المجنون من المحل، وأثناء مغادرة الصديقين المحل يتوعدان بالانتقام من العاملين، ويتوجه الاثنان بعد ذلك إلى ملهى ليلى اسمه الدوحة بوسط البلد ويشرب كل منهما زجاجتى بيرة، ويدور بينهما حوار عن طريقة للانتقام وعمل «نمرة» على العاملين بالمحل لرد اعتبارهما.
المشهد الرابع:
عقارب الساعة كانت تشير إلى الخامسة فجر الجمعة الماضى، يغادران ملهى الدوحة، متجهين إلى منطقة إمبابة، ولا يزال الاثنان يفكران فى الانتقام، يتصلان باثنين من أصدقائهما، ويحضر صديقهما الثالث مكى والرابع سعيد، الأربعة يتفقون على خطة الانتقام، يقومون بشراء زجاجتى بيبسى فارغتين، ويقوم حماصة بملئهما بكمية من البنزين من «الموتوسيكل» المملوك له، ويضعون خطة للهجوم على المحل بإطلاق الخرطوش وإلقاء زجاجتى المولوتوف على المحل «لرد اعتبارهم».
9 ساعات هى مدة البحث عن سكن المتهمين فى حى إمبابة قضاها 5 ضباط و5 أمناء شرطة حتى الوصول إلى أسرهما وأصدقائهما
المشهد الخامس:
ساعة الصفر.. الساعة السابعة والربع، وصل الأصدقاء الأربعة إلى المحل وأطلق «المتهم الهارب.. سعيد»، طلقة خرطوش.. وألقى «المجنون» زجاجتى مولوتوف على واجهة المحل وغادر الأربعة مكان الواقعة، قبل أن يتجمع الجيران وأصحاب المحلات التجارية المجاورة للملهى، حتى لا يتم التعرف عليهم.. الضحك يتواصل بين الأربعة على النصر ورد اعتبارهم.
المشهد السادس:
الأربعة يتفرقون بسرعة، و«حماصة والمجنون» يتفقان على الهرب إلى محافظة السويس بالدراجات النارية التى استخدموها فى الحادث، وذلك للاختباء لدى ربة منزل تدعى «أم كريم» تعرف عليها حماصة منذ 3 أشهر فى الإسكندرية، وكان يتردد عليها. انطلق «حماصة والمجنون» وكانت الشرطة بقيادة اللواءين خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، ورضا العمدة مدير المباحث الجنائية وعبدالحميد أبوموسى مفتش مباحث وسط الجيزة، والمقدم أحمد الوليلى رئيس مباحث العجوزة، والنيابة تحقق فى الواقعة، وتستمع لأقوال عدد من الشهود ومدير المحل الذى أخبر الشرطة بأن «حماصة» وصديقه الملقب بـ «المجنون» وراء الواقعة، وهما مقيمان فى منطقة المنيرة الغربية فى إمبابة.
المشهد السابع:
اللواء كمال الدالى مساعد أول وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام، يأمر بتشكيل فريق بحث وتحرٍّ قاده العميدان محمد عبدالتواب رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، وعبدالحميد أبوموسى مفتش مباحث وسط الجيزة، وتنطلق القوات فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباح يوم الجمعة، إلى منطقة إمبابة وبالتحديد فى منطقة المنيرة الغربية، وبدأ فريق البحث بقيادة العميد عبدالحميد أبوموسى، فى البحث عن أكثر من 350 شخصاً مشهوراً باسم «حماصة»، الوقت يمر ويظهر المئات ممن يحملون اسم حماصة كاسم شهرة، وتمكنت القوات بعد فحص 4 أشخاص من تحديد هوية المتهم الثانى المجنون، وتوجهت القوات إلى منزله وأخذت صورة له، وتعرف عليها مدير المحل وأكد أنه كان بصحبة «حماصة»، واستمرت القوات فى البحث عن «حماصة»، وتبين بعد فحص الخطرين بأن «حماصة» تم ضبطه منذ فترة فى كمين بمنطقة بولاق الدكرور، وأنه كان على علاقة بأحد المتهمين بسرقة طبنجة مجند كان يقف خدمة على سفارة الكونغو، وحضر أحد أصدقائه للعميد عبدالحميد أبوموسى، وأخبره بأن «حماصة» على علاقة بربة منزل فى محافظة السويس.
المشهد الثامن:
عقارب الساعة تشير إلى الرابعة عصر يوم الجمعة بعد رحلة بحث استمرت 7 ساعات حتى تمكنت القوات من تحديد هوية المتهمين بالكامل وأسمائهم وحصلت على صور لهم من منازلهم وتعرف عليها مدير المحل، ولم يتردد العميد عبدالحميد أبوموسى وفريق البحث الذى يضم كلاً من المقدم أحمد الوليلى رئيس مباحث العجوزة والرائد مصطفى عبدالله رئيس نقطة المهندسين والرائدين عمرو نصير وشريف الحجار، معاونى المباحث، فى السفر إلى محافظة السويس، وأخطر اللواء خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، اللواء جمال عبدالبارى مدير أمن السويس، بأن مرتكبى واقعة الهجوم على ملهى ليلى العجوزة مختبئان فى السويس، وتم التنسيق، وانطلقت القوة من منطقة إمبابة إلى السويس.
المشهد التاسع:
وصلت القوات إلى بوابات محافظة السويس، وأثناء السفر إلى السويس تمكنت القوات من تحديد مكان المتهمين وتبين أنهما مختبئان فى حى فيصل وبالتحديد شارع نجدى، وصلت القوات إلى شارع نجدى فى تمام الساعة الثامنة والنصف، وفور وصولهم شاهد العميد عبدالحميد أبوموسى مفتش مباحث وسط الجيزة، الدراجات النارية الخاصة بـ«حماصة» و«المجنون» مركونة أمام محل كشرى، وتفقد المحل بهدوء وشاهد المتهمين يتناولان وجبة كشرى وتركهما حتى تناولا الطعام، وعقب خروجهما ألقت القوات القبض عليهما، وفور مشاهدتهما للعميد عبدالحميد أبوموسى، قال «حماصة»: «يا باشا إحنا كنا بنعمل نمرة.. ومااعرفش أن الناس دى كلها هتموت.. مااتخلقش اللى يعلّم على حماصة». تم استجواب وتسجيل اعترافات المتهمين فى محضر الشرطة، واستمرت القوات فى مناقشتهما، وعقب ذلك أمر اللواء رضا العمدة مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بإخطار المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وخضع المتهمان للتحقيقات أمام نيابة العجوزة برئاسة المستشار هادى عزب رئيس النيابة، ووجهت لهما النيابة القتل العمد لـ16 شخصاً والحريق العمدى وحيازة مولوتوف.