زوجتي العزيزة والخرس الزوجي
زوجتي العزيزة والخرس الزوجي
صورة أرشيفية
أحيانا تمر فترة صمت وركود في الحياة الزوجية، خاصة بعد مرور سنوات طويلة على الزواج، وفي مرحلة منتصف العمر بالنسبة للشريكين، كل طرف يلوذ بالصمت وكأنه قال كل شيء لديه، ويصبح الحوار شبه قليل، مجرد عبارات روتينية.. لا جديد تحت الشمس.
فلا يحاول كل طرف الخروج من تلك الدائرة، يكتفي بالصمت والذي يشبه الخرس، لا أحد يرغب في المحاولة والتجدد، وهذا يعد مشكلة، فكل طرف ينتظر تحركا إيجابيا من الآخر.
الزوج يرى أنه يؤدي رسالته بالإنفاق والرعاية ويحتاج إلى الهدوء والتدليل أيضا، بينما تكون الزوجة تشبعت بالمسؤوليات وتنتظر أن تلتقط أنفاسها، تأخذ هدنة أو استراحة محارب، فتلوذ بالصمت، ولا يلتقيان إلا إذا ظهرت مشكلة على السطح.
زوجتي من هذا النوع الذي وصل به الحال إلى العزلة شبه التامة عن الناس.. لا تحب مشاهدة التليفزيون ولا قراءة الجرائد والمجلات، فقط تجلس صامتة، وحينما أحاول فتح حوار معها تكون إجاباتها مقتضبة، وردها جاهزا وقاتلا في الوقت نفسه: "لقد كبرنا، خلاص كبرنا!".
تشعرني زوجتي أنني رجل عجوز أنتظر نهاية الحياة في المحطة القادمة، ولم يعجبني هذا الحال فأنا رجل يحب الحياة وما زال يملك روح المغامرة.. دعوتها لتجديد حياتنا الزوجية بالسفر بضعة أيام بعيدا عن البيت، لكنها تعللت أنها لا تستطيع ترك البيت بسبب الأولاد.. ذكرتها أنهم كبروا ويستطيعون الاعتماد على أنفسهم، بح صوتي حتى تقبل، ولما ذهبنا للفندق كانت تجلس صامتة بالشرفة، علا صوتي بالصراخ قائلا: "هذه ليست حياة".
تعجبت زوجتي من صراخي ولم تلتفت لسبب هذا الصراخ، قلت لها: "تحدثي معي، اقترحي علي أماكن للتنزه، لا تجلسي هكذا مثل الكرسي"، فغضبت زوجتي وتركت الفندق وعادت للبيت، وما زلت أتساءل: "هل أخطأت بمحاولاتي التجديد في حياتنا الزوجية، وهل يمكن لزوجتي أن تتخلى عن خرسها الزوجي وصمتها الرهيب؟".