عضو مجلس شورى النظام الأسبق لـ«الوطن»: إيران تنفق المليارات لاختراق الدول العربية.. و70% من الإيرانيين تحت خط الفقر
عضو مجلس شورى النظام الأسبق لـ«الوطن»: إيران تنفق المليارات لاختراق الدول العربية.. و70% من الإيرانيين تحت خط الفقر
قوات من الحرس الثورى الإيرانى فى استعراض عسكرى سابق
كشف عادل الأسدى، مساعد وزير الخارجية الإيرانى الأسبق، أن التحركات الإيرانية فى المنطقة تهدف إلى النيل من استقرار الدول العربية، بتجنيد العملاء عن طريق استغلال التشيع، لافتاً إلى أن الأعمال العدائية التوسعية امتدت إلى اليمن وسوريا والعراق، إلا أن عاصفة الحزم العربية مثلت ضربة قاصمة للنظام الإيرانى، وخلقت خلافات فى أروقة الحكم، فإلى نص الحوار:
■ بداية صف لنا طريقة رسم سياسات الخارجية الإيرانية فيما يخص دول الخليج والدول العربية بحكم كونكم مسئولاً سابقاً فى الوزارة؟
- السياسة الخارجية فى إيران يصوغها المرشد، ووزير الخارجية مجرد واجهة، فجميع الصلاحيات ترجع للولى الفقيه، والسياسة الخارجية تتعين وفق رؤية المرشد، والدستور الإيرانى نص على ذلك، وحينما كنت فى وزارة الخارجية كنا نجتمع لصياغة السياسات وكانت الدولة لا تعمل بها وتأتى الصياغات العامة من مكتب خامنئى، وحدث مرات عديدة حينما كنت أعمل فى دائرة الخليج العربى وكنت عضواً فى المجلس الأعلى للخليج العربى فى وزارة الخارجية، ويشكل من رئيس الجمهورية ووزراء وقائد الحرس الثورى ورئيس المخابرات، ورأيت المؤامرات التى كانت تحاك لاختراق الدول العربية، خاصة الخليجية، وكانت معظم السياسات ضد أمن البلدان العربية وكان لدينا اجتماع فى المجلس الأعلى للخليج العربى، وكان هائرى خومائنى مديراً عاماً لمجلس الخليج العربى، وكان يردد دائماً أنه واجب على إيران أن تضرب العرب على رؤوسهم لنرهبهم من إيران وتلك السياسة استمرت 36 سنة. وتلك السياسة جعلت 70٪ من الإيرانيين تحت خط الفقر.
عادل الأسدى: طهران أرسلت أخطر رجال الحرس الثورى للقاهرة تحت غطاء دبلوماسى ونجح فى تجنيد عناصر شيعية
■ هل هناك وقائع محددة ملموسة فى هذا الشأن؟
- حينما كنت عضواً فى البرلمان الإيرانى وعضواً فى لجنة السياسة الخارجية، وصلنا خبر مفاده أن سفينة مملوءة بالبضائع متوجهة للبحرين واكتشفت البحرين أن بها متفجرات فتوجهنا باستجواب للحكومة فأوفدت قائم مقام أو مساعد وير الخارجية وسألناه بشأن الواقعة فرد أن تلك أعمال الحرس الثورى، خاصة حركات التحرر التابعة للحرس، أيضاً حينما ذهبت للخدمة كقنصل عام فى دبى رأيت عناصر الحرس الثورى تجند الشيعة المتطرفين لزعزعة الأمن وهذا نموذج من كثير رأيته أثناء خدمتى.
■ هناك الكثير من الجدل حول جهاز حركات التحرر التابع للحرس الثورى الإيرانى، حدثنا باستفاضة عن هذا الجهاز؟
- من لحظة انتصار الثورة فى إيران، كنت معارضاً ضد الملك الشاه ولكنى اكتشفت أن الثورة لا علاقة لها بالإسلام بعد اختفاء العدالة الاجتماعية وقمع الشعب، حيث أصبح النظام الحاكم ضد الشعب، ومن بعد انتصار الثورة أسسوا حركات التحرر وركزوا على الشيعة فى الدول العربية، ومنذ 36 سنة وهم يستقطبون الشيعة المتطرفين بالأموال والتدريب على الاستخبارات والأعمال العسكرية، ليعملوا فى البلدان العربية، خصوصاً الخليج العربى، وسبق أن حذرت أن هناك خلايا نائمة فى الدول العربية ولكنها اليوم لم تعد نائمة وإنما نشطت ولديها أوامر لزعزعة الأمن فى الدول العربية، حيث يستغل النظام المذهب الشيعى للأهداف التوسعية خارج طهران، فضلاً عن استخدام الأسباب التاريخية التى تتلخص فى الحضارة الفارسية والإمبراطورية التوسعية، لإقناع الشعب على الصعيد الداخلى.
المجمع العالمى لأهل البيت وحركات التحرر والتقريب بين المذاهب أبرز الأدوات لاختراق المجتمعات الإسلامية.. ومصادر تمويلهم من أموال «الخُمس»
■ هل من الممكن أن تحدثنا عن المخططات الإيرانية وسيناريوهاتها المستقبلية فى المنطقة بعد «عاصفة الحزم» وتطور الأحداث فى سوريا؟
- مخطط إيران للمنطقة مخطط واسع، وأنا كمسئول سابق تيقنت أنه يتركز على المملكة العربية السعودية كمركز دينى لأهل السنة والجماعة، ويركزون أيضاً على مصر كمركز فكرى وثقافى لأهل السنة، وكانوا يتصورون أن سوريا والعراق أصبحتا جزءاً من إيران، ولكن الثورة السورية قضت على أحلامهم ووضعتهم فى ورطة كبيرة، فضلاً عن عاصفة الحزم التى قصمت ظهر المرشد فى اليمن وضربت المخطط الإيرانى ضربة قاصمة.
■ وكيف ترى العلاقة بين الشعب الإيرانى وهذا الجهاز القمعى؟
- لا ننسى أن عام 2010 خرج الملايين من الإيرانيين فى الشوارع ووضعوا صور خامنئى تحت أقدامهم، فالشعب يكره النظام ولم تعد له قواعد جماهيرية بعد رفض الأغلبية طريقة إدارته للدولة، ولأول مرة ظهرت شعارات ضد ولاية الفقيه وضد المرشد والديكتاتورية باسم الدين، فقمع النظام الثورة وضرب النساء والشباب وقتل من قتل واعتقل من اعتقل، ووضع رئيس الوزراء حسين موسوى ومهدى كروبى رهن الإقامة الجبرية لمدة طالت لست سنوات، ولكن الشعب الإيرانى أدرك حقيقة هذا النظام القمعى من بعد 2010 رغم أن معاناته طالت لـ36 سنة، بسبب عدم وجود عدالة اجتماعية وحرية للتعبير عن الرأى، بالإضافة إلى أن المادتين 57 و110 فى الدستور الإيرانى، أصبحتا حديث الجميع لأنهما تعطيان للولى الفقيه كل الصلاحيات، فصارتا مادتين سيئتى السمعة، وعرف الشعب مرادفاً جديداً لمصطلح الولى الفقيه.
■ ماذا عن أموال الخمس التى يجمعها المرشد وتصب فى خزانته؟ وما حقيقة ما يتردد بشأن تخصيص تلك الأموال لاختراق الدول العربية وتصدير الثورة؟
- أموال الخمس حق مقدس للمرشد يتصرف فيها كيفما شاء، فضلاً عن أنه يملك حصة خاصة به من وزارة النفط الإيرانية، ويضخ كل هذه الأموال فى دعم نشاط حركات التحرر التابعة للحرس الثورى الإيرانى، التى ذكرنا سابقاً أنها تستخدم فى اختراق الدول العربية باستقطاب الشيعة وتدريبهم على أعمال تخريبية على كل الأصعدة، الإعلامية والاقتصادية والسياسية وأيضاً الإرهابية، لضرب أهل السنة، والحقد الموجود فى إيران ضد أهل السنة لا يمكن وصفه، وتم فضح أعمال المجمع العلمى لأهل البيت وحركات التحرر والتقريب بين المذاهب التى تعد أبرز الأدوات لاختراق المجتمعات الإسلامية التى تستقطب علماء السنة تحت عنوان التقريب بين المذاهب.