«فاروق»: إعلاء دولة القانون وإرساء المبادئ أفضل من «التسوية»
«فاروق»: إعلاء دولة القانون وإرساء المبادئ أفضل من «التسوية»
عبدالخالق فاروق
قال الدكتور عبدالخالق فاروق، مدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إن التصالح مع رجال الأعمال والمستثمرين الفاسدين «ينسف» منظومة الردع العام، ويبعث برسالة طمأنة إلى الفاسدين القدامى والجدد، باعتباره دعوة للإفساد والتربح. وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن إرساء دولة القانون أهم بكثير من استعادة الأموال من السارقين، وأن ما ستحصل عليه الدولة جراء التصالح لن يتعدى 1% مما سُرق منها.. وإلى نص الحوار.
مدير «النيل للدراسات»: «التصالح» ينسف «الردع العام»
■ بداية، ما رأيك فى تصالح مع رجال الأعمال؟
- أنا ضد التصالح مع رجال الأعمال والمستثمرين الفاسدين الذين نهبوا ثروات ومقدرات المصريين، فكيف أتصالح مع من سرق أموالى ونهب ثروات أبنائى؟!
■ لكن البعض يرى أن التصالح والتسوية سيجلبان الأموال المهربة؟
- إعلاء دولة القانون وإرساء المبادئ والقواعد أفضل بكثير من التصالح والتسوية مع رجل أعمال فاسد، والدول الكبرى المتقدمة اقتصادياً تُفعّل القوانين وتساوى بين حقوق الدولة والمستثمرين، وبهذا تستقر وتنمو الدول، وحتى مع فرضية التصالح فلن يعيد السارق كل ما سرقه، ولن يعيد للدولة سوى القليل جداً مما سُرق ولن يتعدى 1% منه، وبالتالى فلن تكون هناك استفادة اقتصادية للدولة، من الناحية الاقتصادية لا يوجد فى التاريخ الإنسانى أن فتحت دولة ما باب التصالح مع فاسد أو سارق أموال، والاستفادة القصوى من التصالح والتسوية مع الفاسدين، لن تساوى أبداً إرساء دولة القانون ومبادئ الدولة القوية الثابتة.
■ هل ترفض قرار عدلى منصور، بتحصين العقود؟
- نعم أرفضه جملة وتفصيلاً، وأعتقد أنه قرار خاطئ بنسبة 100% قولاً واحداً، لأنه سلب أحد الحقوق الأصيلة للمواطن المصرى، بعد أن كفلتها جميع الدساتير المصرية على مر العصور، ولم يحدث فى كل الدساتير التى أقرت فى مصر منذ دستور عام 1848، الذى وضعه محمد على باشا، وكان يطلق عليه «السيستنامة» أو النظامية، الذى كان يكفل حق المواطن فى التقاضى وحماية الملكية العامة آنذاك.
■ ولكن «منصور» لجأ إلى تحصين العقود بعد استغلال البعض لآلية الطعن؟
- بالفعل استغل بعض أصحاب النفوس الضعيفة حرية الطعن على العقود الاستثمارية التى توقعها الحكومة مع المستثمرين ورجال الأعمال، لاستغلال الطرفين سواء الحكومة أو المستثمر، وهذا حدث فعلاً خلال الفترة القليلة الماضية، ولكن على الرغم من ذلك.