أحمد أبوالغيط يكتب لـ"الوطن": تحديات الشرق الأوسط جعلت أمريكا تبقى على مواقفها الحالية مع مصر
أحمد أبوالغيط يكتب لـ"الوطن": تحديات الشرق الأوسط جعلت أمريكا تبقى على مواقفها الحالية مع مصر
أحمد أبوالغيط
استكمالاً لمقال الأمس حول استدعاء روح أكتوبر فى السياسة الخارجية والداخلية المصرية، أنتقل الآن للحديث عن كيفية استلهام روح أكتوبر فى إدارة مستقبل مصر سياسياً واستراتيجياً.
ثانياً: الإدارة السياسية والاستراتيجية للمستقبل:
وأعود فى بداية هذا الشق لكى أكرر الصفات الأساسية التى أفرزتها وكشفت عنها «روح أكتوبر»، وحيث ستكون هى نفسها صاحبة التأثير والقول فى صياغة وبناء المستقبل المصرى، وكيفية إدارة تعقيداته الخارجية أو الداخلية، وهى مرة أخرى الشجاعة، المبادرة، المبادأة، التصميم، العناد، التضحية، الوفاء، الولاء، الحكمة والوعى بالواقع، والحاجة لتغييره، مثلما فعلنا فى عام 1973، وفى هذا الإطار أود أن أركز على عدد من القضايا الملحة، سواء فى شأن السياسة الخارجية ومتطلباتها واحتياجاتها أو الوضع الداخلى، وتحدياته ومنغصاته وكيفية معالجة مشكلاته الضاغطة وبما يفتح الآفاق لتنمية مستدامة بعيداً عن ضغوط الغضب ورفض التجديد وأخطاره، من هنا فإن التوصيات تتمثل فى:
1- أهمية الاستمرار فى تعميق العلاقات، على المستوى الخارجى، مع القوى الكبرى البازغة أو العائدة وأقصد بهما الصين وروسيا الاتحادية، وهما قوتان لهما تأثيراتهما الكبيرة والمتصاعدة على مستوى العالم والإقليم، ولا شك أنهما -رغم الفروق بينهما- يمثلان نافذة جيدة للسياسة الخارجية المصرية للانفتاح عليهما وبما يمثله هذا من قدرة للاستفادة من تجاربهما وطاقاتهما فى كل المجالات، وسوف تكون لهذا الأمر تأثيراته الإيجابية على الطاقة الاقتصادية المصرية وجذب الاستثمارات وتنمية السياحة والاستجابة للاحتياجات الاستيرادية المصرية فى مجالات محددة محورية لمصر.
2- أهمية الاستمرار فى الانفتاح على القوى الغربية وتطوير العلاقات معها، مع الوعى بحقائق محددة لا يجب السماح بخداع النفس بشأنها، فالغرب فى مواجهته للمسائل والقضايا الاستراتيجية يتبنى مواقف محددة متفقاً عليها بين كل وحداته، ومع وجود فروق فى الأداء تختلف باختلاف كل مجتمع ودولة من دوله، وإن كان هناك بينهم تنسيق لتوزيع الأدوار، حيث تظهر دول إسكندنافية صغيرة فى المقدمة، مثلما حدث فى اتفاق أوسلو أو فصل جنوب السودان عن شماله، والتقدير أن الولايات المتحدة، القوة المهيمنة على هذا العالم الغربى، ستبقى على مواقفها الحالية من مصر، من حيث رؤيتها وأسلوب معالجتها للوضع الداخلى المصرى، وإن كانت ستستمر تتعامل مع مصر بنفس النهج الحالى، للأهمية الاستراتيجية المصرية فى إقليم الشرق الأوسط الذى يواجه أوضاعاً وتحديات غير مسبوقة ولأسباب التطوير الاستراتيجى الحالى الإضافى لقناة السويس وأهميتها لأوروبا الحليف الرئيسى للولايات المتحدة فى الظروف الحالية بالعالم، ومن ناحية مصر، أقدر أهمية الاستمرار فى الحفاظ على، ومحاولة بناء علاقة مصرية - أمريكية صحية، مع التحسب من المفاهيم الأمريكية والاستراتيجيات التى كثيراً ما تنطلق أمريكا فيها ويكشف الوقت والزمن عن فسادها أو سوء تقديرها، وهنا ينبغى الاعتراف بأن الولايات المتحدة، ومعها القوى الأوروبية واليابان ستبقى قوى رئيسية للتأثير الاقتصادى التكنولوجى والثقافى وأخيراً العسكرى لعقود مقبلة، من هنا ضرورة عدم فقدانها بحال من الأحوال مع استخدام الحزم فى التعامل معها كلما ظهر أنها تتجاوز حدود العلاقة الصحية.
إن التوأم الأوروبى فى الإطار الغربى له أهميته ومصالحه مع مصر، ويجب عدم السماح بفقدانه أو خضوعه بشكل كامل للرؤية الأمريكية، من هنا السعى لتنمية العلاقة مع ألمانيا وبريطانيا باعتبارهما قوتين أوروبيتين شماليتين لهما تأثيرهما الكبير على الاتحاد الأوروبى، إلا أن دول الجنوب الأوروبى، ومن بينها فرنسا ثم إيطاليا وإسبانيا، تبقى أطرافاً يجمعها وفاق طبيعى تاريخى مع مصر ويجب الحفاظ عليه بكل الوسائل.
ولا شك أن هذه المنظومة الغربية فى العلاقات الإيجابية، ومعها منظومة القوى الكبرى الصاعدة والبازغة، الصين وروسيا، يمكن أن يكون لها تأثيرها بالغ الإيجابية فى المساعدة على خلق مناخ صحى للتطوير الاقتصادى والاجتماعى المصرى، مع إعطاء أهمية خاصة للصف الثانى من دول الاقتصاد البازغ مثل الهند وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل.
3- الاستمرار فى توطيد وبناء علاقات استراتيجية محورية مع أطراف عربية فى منطقة الخليج والجزيرة، والمؤكد أن إحساس هذه الأطراف بالتهديدات الخارجية، وفى مقدمتها الأداء السلبى للجمهورية الإسلامية الإيرانية يمثل عنصراً مهماً فى هذا البناء الاستراتيجى بين مصر ودول الخليج ومعها بطبيعة الأحوال الأردن، ويجب الاستمرار فى الدفاع عن فكرة المصير المشترك فى مواجهة التهديدات الخارجية لهذه المجموعة من الدول، مع عدم السماح بوقوع اختلافات رئيسية أو استراتيجية فيما بينها، بل ينبغى العمل على إقامة أطر مؤسسية تجمع هذه الأطراف وتتجاوز ما يمكن أن تتيحه الجامعة العربية من عمل عربى حالياً، وفى هذا السياق من المهم أن نعى أن الأوضاع السورية والعراقية والليبية واليمنية واحتمال اللبنانية ستبقى تضغط على الأوضاع العربية ونسيج هذه العلاقات لسنوات ممتدة، وهو الأمر الذى سيوفر للقوى الخارجية الإقليمية فرصة ذهبية للتدخل فى الشأن العربى، وهو ما يجب عدم السماح به، بل والتصدى له.
4- استمرار التصدى للتهديدات الخارجية، وهنا يبزغ البعد الإقليمى المتمثل فى القوى الإسلامية ذات الأطماع فى الأراضى العربية، ونقصد بهما هنا تركيا وغريمتها إيران، ورغم الاختلافات البينية بينهما فإنهما تتحركان دون تنسيق لتحقيق مصالحهما فى الأراضى الإسلامية العربية إلى الغرب من إيران والجنوب من تركيا، ويجب فى هذا المجال أن تتحسب مصر من كليهما، طالما بقيت سياساتهما تهدف إلى التوسع فى النفوذ على حساب القوى العربية المنهارة حالياً فى سوريا والعراق، ولا شك أن تركيا بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية -وتحت حكم أردوغان- تمثل معضلة تتجاوز كثيراً الكيفية التى يمكن الاتفاق فيها مع الخليج على مواجهة إيران، إذ إن تركيا ستبقى نقطة استقطاب ستسعى دول الخليج لجذبها وتوظيفها فى مواجهة إيران، وللتأثير على الوضع العراقى والسورى، خاصة مع الارتباطات التركية مع حلف الأطلسى الذى له نفوذه أيضاً مع هذه الأطراف العربية.
5- الاستمرار فى التصدى للتهديدات الملحة على محاور الدفاع والاهتمام المصرى سواء فى الجنوب أو الغرب، وأخيراً الشرق، وفيما يتعلق بالجنوب، فإن مسألة المياه تأتى فى أولوية الاهتمامات المصرية، إذ إن نهر النيل يمثل عصب الحياة لمصر، من هنا يجب السعى لحماية حصص مصر فى مصادر المياه بكل الوسائل القانونية المشروعة وعدم السماح بأى تهديد لها، والحقيقة أنه وبالرغم من المصاعب الحالية فى التعامل مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الذى يجرى بناؤه، فإن المؤكد أن الفرصة ما زالت سانحة لاستخدام كل القدرات المصرية للتأثير على إثيوبيا للاستجابة للمتطلبات المشروعة والحيوية لمصر فى مسألة المياه.
وفى هذا المجال يجب أن تعمل مصر على التحرك المشترك مع السودان وربط مصالح البلدين بعضهما البعض برباط وثيق، خاصة أن السودان يمثل فعلاً وعملاً لمصر عمقاً استراتيجياً لكل شىء، سواء الغذاء أو الأرض الزراعية وأخيراً المياه، وعلينا ألا ندخر جهداً فى إزالة بعض الحساسيات فى العلاقة، فما يجمعنا هو الأساس الصلب الذى يمكن معه معالجة الأمور الصغيرة بالحكمة.
أما الغرب والتهديدات المحتملة لمصر من جهة الأراضى الليبية فيجب التيقظ الكامل لخطورة هذه التهديدات المحتملة لمصر وارتباطاتها عبر الحدود الليبية مع التيارات الجهادية الموجودة بالقارة الإفريقية جنوب الصحراء، ابتداء من منظمة الشباب فى الصومال وشرق أفريقيا حتى بوكو حرام وفروعها الممتدة إلى موريتانيا غرباً وفى الحزام الإسلامى الخارجى لشمال أفريقيا، سواء فى شمال نيجيريا أو النيجر أو مالى أو إفريقيا الوسطى أو تشاد، والمتصور أن مصر يمكن أن تعمل، ليس فقط مع العناصر المعادية لهذه التيارات داخل ليبيا ولكن أيضاً فى تونس والجزائر وأيضاً المغرب.
ويبقى الشرق المصرى وتهديداته التقليدية أو الجديدة، ويجب هنا استمرار المساعدة فى خلق الظروف التى تسمح بتسوية مرضية للقضية الفلسطينية التى هى العنصر الرئيسى فى إطلاق كل هذه الأمراض والصدمات التى مرت بالإقليم خلال العقد الأخير، من هنا أهمية استعادة إيقاع التسوية الجادة للقضية الفلسطينية، وحيث سيكون لذلك تأثيراته الإيجابية على كل أوضاع الإقليم، وتبقى المشكلة فى هذا السياق فى نقطتين أساسيتين، أولاهما كيفية إقناع إسرائيل بالتحرك الجاد فى اتجاه التسوية، خاصة أنها تتصور أن الأوضاع العربية الحالية تخدم سياسة رفض كل تسوية!! وثانيتهما هى كيفية إقناع الجانب الفلسطينى -حماس وفتح- بالعودة لعمل عربى فلسطينى مشترك يحقق المصالح وآمال الشعب فى الحصول على دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة. وهى أمور تزداد صعوبتها مع الأوضاع الجارية فى العالم العربى، ولكننا لا نملك ترف اليأس.
6- إعطاء أكبر قدر من الاهتمام لمعركة مكافحة الإرهاب سواء فى مصر أو على مستوى الأقاليم، وأخيراً العالم فى شموليته، ولا شك أن ربط المنظومة المصرية بالمنظومة العالمية فى هذا الصدد له تأثيره الكبير فى تحقيق الهدف المصرى فى كل عناصره فى هذه المعركة.
إن المعركة فى هذا المجال كثيراً ما تبدو كأنها تتناقض مع مسائل حقوق الإنسان وضرورات احترامها، وحقيقة الأمر أنه يجب بذل جهد جاد وصادق للمواءمة بين معركة مكافحة الإرهاب وضرورات احترام حقوق الإنسان فى كل عناصرها، ومع ذلك فإنه وإن ظهر أن هناك تناقضاً حاداً أو حال بين المسألتين، حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، أو بمعنى أكثر صدقاً، الحق فى حماية الإنسان والمجتمع من الإرهاب، فإن حماية الإنسان تسمو على حقوق الإنسان التى يجب أن تنزوى لحين النجاح فى مكافحة الوضع الحالى الضاغط على المجتمع المصرى.
7- لا شك أن استكمال تنفيذ خريطة طريق 30 يونيو بإتمام المرحلة الثالثة منها بنجاح سيوفر لمصر وضعاً قوياً تستطيع من خلاله تعزيز أوضاعها وعلاقاتها الخارجية وبما يفتح الطريق للمزيد من الانفتاح الاقتصادى والاستثمارى على أرضها، خاصة مع اقتران ذلك التطور بالإجراءات الاقتصادية التى تفتح الطريق أمام الاستثمار الأجنبى والعربى، وفى إطار توافق مصرى على سيادة القانون على الأراضى المصرية وأن لا قوة تسمو على القانون على هذه الأرض.
فإذا ما توافرت هذه العناصر وصحبتها صحوة إعلامية تتحرك بأسلوب إيجابى لخدمة المصالح والأهداف المصرية، سواء أمام المجتمع الدولى، أو على المستوى الداخلى، فإن هذا الأمر يمكن أن يكون له مزاياه التى لا يمكن قياس أبعادها حالياً.
8- إن الصحوة المصرية تتطلب، ليس فحسب تعديلات فى القوانين واللوائح وأداء البيروقراطية المصرية، ولكنها ينبغى أن تعطى تركيزها الأساسى والموازى لثورة ثقافية فى الفكر فى كل عناصره، وبشكل يعدل من الأداء والقناعات الإنسانية المصرية، ويأخذ مصر الإسلامية والمسيحية إلى آفاق جديدة من التطور والحداثة والانفتاح على العالم، وبما يسهل من عملية الارتباط بهذا العالم الخارجى وتفاعله مع تطوراتنا الداخلية، وهو الأمر الكفيل بخلق هذه المنظومة المتكاملة للمصالح المشتركة التى تحقق فى النهاية كل الآمال المصرية فى التطور والنمو والحداثة واللحاق بالقرن الحادى والعشرين.
9- إن العنصر البشرى المصرى يمثل لمصر فى الحقيقة ثروة كبيرة يجب إتقان توظيفه لخدمة آمال المجتمع، إلا أن المؤكد أن الشجاعة تتطلب القول اليوم إن هذا النمو الديموجرافى غير المسبوق فى التاريخ المصرى يهدد المستقبل المصرى ويفرض على المجتمع أن يعى أخطاره ومن ثم وضع، والاتفاق على، أساليب لمعالجته، بل ومقاومته لشروره على المستقبل المصرى.
10- وفى هذا السياق، فإن الاعتماد على الجاليات والوجود المصرى الخارجى يجب أن يمثل نقطة قوة للمجتمع المصرى يمكن استخدامه كخط دفاع متقدم ونقاط رصد خارجية، كما أنه يمثل مصدراً كبيراً للثروة المادية للاستثمار بداخل مصر وكذلك المساعدة على توفير الكادر القادر على مد يد العون للداخل المصرى فى معركة البناء.
إن كل هذه التوصيات، ولعلى أقول المتطلبات والاحتياجات، تفرض على المجتمع المصرى أن يفكر ملياً فى «مفهوم روح أكتوبر»، والاعتماد على كل عناصر هذه المواجهة الناجحة التى قام بها المجتمع المصرى وقواته المسلحة لهزيمة الاحتلال والعدو الخارجى فى عام 1973، لتكرار هذه المعركة اليوم وباستخدام نفس العناصر لتحقيق النجاح المصرى فى مواجهة تحديات اليوم، الشجاعة والانضباط والولاء والوفاء والمبادرة والتصميم والتخطيط السليم، وأثق أن لدينا منها الكثير، أثق أن مصر قادرة على اعتماد وتطوير نظام تعليمى أكثر تقدماً وخدمة للمجتمع المصرى، أثق أن مصر قادرة على تطوير نظام صحى يحقق لمواطنيها الخدمات المطلوبة، والحفاظ على البيئة خاصة فيما يتعلق بشريان الحياة، وأثق أخيراً أن مصر قادرة على ضبط إيقاع البيروقراطية والخدمات الحكومية للمواطن والمجتمع وعقاب كل إهمال وتخاذل وبما يسهّل الحياة على أرض مصر ويفتح الآفاق لتطوير غير مسبوق للحياة على هذه الأرض الطيبة.
فإذا ما نجحنا فى تحقيق هذه الاحتياجات أو المتطلبات نكون قد مهدنا الطريق لبناء هذه المنظومة للعمل الاستراتيجى المصرى بكل أبعاده، السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، الذى يحقق تأثير مصر فى مجالها الحيوى، وكذلك بناء رأى عام عالمى مؤيد للمشروع القومى المصرى وأخيراً وليس آخراً بناء منظومة لدعم الجهود فى جذب الاستثمارات الخارجية وإطلاق الاقتصاد المصرى.
إن القوات المسلحة المصرية وفقاً للدستور هى ملك الشعب، وفى الأمر الواقع تتكون من أبناء هذا الشعب، وهى أكثر الأبناء وفاء وولاء للوطن واستعداداً للتضحية.
لقد كتب ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية جملة خالدة فى وصف المعركة التى وقفت فيها بريطانيا فى عام 1940 تقاوم، بمفردها، ضربات النازى وجحافله وأساطيله الجوية، حيث قال «إنها أعظم لحظات شعب بريطانيا فى انتصاره على النازية Their Finest hours.
وأقول من جانبى إن التاريخ المصرى سيقول فى هذه الأيام التى نحيا فيها التحديات ونستجيب فيها لمطالبها فى التنمية والأمن وتحقيق الرخاء والرضا، إنها أكثر لحظات شعب مصر زهواً Our Finest hours.
عاش جيش مصر سيفاً ودرعاً لأمتنا.
«نصر أكتوبر» غير عقيدة المقاتل المصرى
«السادات» خلال زيارته للجبهة أثناء الحرب وبجواره المشير أحمد إسماعيل