مشوار يومى اعتادته من المريوطية إلى مدينة نصر، تارة بالمواصلات العادية وتارة أخرى بالتاكسى فى حالات التأخير الشديدة، بسنت القاسم، الشابة الثلاثينية، أصبحت لديها خبرة لا بأس بها مع سائقى التاكسى الجشعين، تشم رائحتهم على بعد، بحسب تعبيرها، صادفت أحدهم مؤخراً وقررت أن تواجه جشعه بطريقتها الخاصة جداً. «أسلوبهم بيكون واضح جداً، آخرهم اللى ركبت معاه وبمجرد ما حطيت رجلى فى التاكسى شغل العداد وقالى بتروحى المشوار بكام، طبعاً لأنها مش أول مرة بقيت أعرف المشوار بكام بالظبط، سألته هو العداد مش شغال، قالى لا، أصل هو ساعات بيعلق». سوء ظن كبير أثبت السائق صدقه:
تترك رسائل تحذيرية على كنبة السيارة لتحذير الركاب من جشع السائقين
«كان بيتعمد يدخلنى فى طرق زحمة ومعروف إنها واقفة، زعقت معاه قالى ما حضرتك ده أسرع طريق قلتله مستحيل، وبدأ يلففنى كتير فى أماكن معرفهاش، غير البطء الشديد اللى كان ماشى بيه ولما اشتكيت قالى هعملك إيه يعنى!». لم تكن «بسنت» تملك خيار النزول: «أنا راكباه عشان متأخرة، لكن عشان التجربة ماتتكررش مع حد تانى طلعت ورق معايا وبدأت أكتب رسايل لكل اللى هيركبوا بعدى يخلوا بالهم وقلتلهم السواق هيطلب زيادة وهيقول العداد بايظ وهو شغال أصلاً، دا نصاب وعايز فلوس زيادة انزل فعلاً، هيضحك عليك ويلف بيك كتير انزل». الرسائل التى وجهتها «بسنت» لكل الركاب من بعدها شكلت تحدياً بالنسبة لها: «اترددت إنى أعمل كدا، لكن أسلوبه الاستغلالى شجعنى، المشوار اللى أحياناً بدفع فيه 29 جنيه، و39 جنيه، خلانى أدفع فيه 60 رغم إن العداد كان عامل 46 جنيه اللى هو أكتر من الطبيعى أصلاً، دفعت ورغم النصب كنت مبتسمة عشان بعد كدا اللى يقعد مكانى يقرأ وينزل ومايركبش مع السواق الاستغلالى ده، الفكرة إن مش كل الناس اللى لابسة كويس أغنياء ومش كل اللى بيركب تاكسى معاه فلوس كتير».