«سامى» قال لجيرانه: «محدش يضرب بنتى تانى عشان مانزعلش من بعض» ضربوه بالسنجة فوق راسه.. طبعاً مات
«سامى» قال لجيرانه: «محدش يضرب بنتى تانى عشان مانزعلش من بعض» ضربوه بالسنجة فوق راسه.. طبعاً مات
الجريمة
الشرطة تلقى القبض على المتهمين.. والنيابة حبستهم وصرحت بالدفن بعد تشريح جثة القتيل
«يا جماعة عيب اللى بيحصل ده ابنكم محمود بيضرب بنتى الصغيرة رضوى كل يوم وهى بتلعب قدام البيت يا ريت الموضوع ده ما يتكررش تانى عشان ما نزعلش».. رسالة عتاب من «سامى» إلى جيرانه عقب إصابة ابنته بجرح فى وجهها بعد تعرضها للضرب من ابن الجيران، لكن الموقف تطور وتحول من العتاب إلى مشاجرة بين الجانبين وتعرض صاحب رسالة العتاب إلى الضرب على رأسه من جاريه «محمود وسالم» بسنجة فلفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى أثناء محاولات إسعافه.
زوجة الضحية: جوزى قال لهم حد الله بينى وبينكم وضربوه بالسنجة قدام الناس كلها
حالة الذعر والهلع انتابت الجيران الذين فوجئوا بتبادل الضرب بالأيدى بين الجانبين، فتجمع عدد منهم لمحاولة فض المشاجرة بعد أن تعالت حدة الوعيد من جانب اثنين من الجيران وهما «محمود.س» وشقيقه «سالم» بقتل جارهما «سامى»، وأثناء تحدث الجيران الذين حضروا بقصد الصلح بينهما بكلمات «يا جماعة صلوا بينا على النبى الموضوع مش مستاهل اللى بيحصل ده، هو إيه يعنى اللى حصل ما العيال كل يوم بتضرب بعض، الموضوع من الأساس كله لعب عيال»، رد عليهم المتهم الأول بقوله: «كل واحد يخليه فى حاله مش عاوزين تنظير من حد»، ووسط حالة الهرج والتدافع حضر أحد أقارب الضحية «سامى» وأصر على أن يدخل منزله حتى تنطفئ الفتنة فاستجاب الرجل لطلب قريبه هذا.
المتهم الرئيسى: كنا بنهوشه والسنجة لبست فى دماغه وعرفت من مراتى إنه مات
قرابة 10 دقائق فقط مرت على هدوء تلك المشاجرة وسرعان ما حضر المتهمان «محمود وسالم» إلى منزل جارهما وفى يد أحدهما سنجة ووقفا أمام منزله وانهالا عليه بالسباب والشتائم وتوعدا بقتله، وطلبا منه الخروج إليهما وعدم الاختباء فى المنزل مثل النساء، وأمام عبارات التوبيخ خرج «سامى» إليهما بيديه خاويتين وقال لهما: «يا جماعة حد الله بينى وبينكم كل واحد يخليه فى حاله»، لكن هذه الكلمات لم تجد صدى فى آذان المتهمين اللذين تمكنا من قتله بعد أن تمكن أحدهما من شل حركته بينما أمسك الآخر السنجة وضربه على رأسه حتى سقط على الأرض غارقاً فى دمائه.
دماء الضحية التى سالت على الأرض أصابت المتهمين بحالة من الخوف واعتقدا أنه فارق الحياة، ففرا هاربين من مكان الجريمة خوفاً من القبض عليهما من رجال المباحث الذين حضروا عقب ورود اتصال من أحد الجيران بقسم شرطة البساتين فانتقل المقدم وائل غانم رئيس المباحث على رأس قوة أمنية إلى مكان الحادث وتحفظت قوات الأمن على مسرح الجريمة وأخطر المستشار هشام حمدى المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة بالواقعة. كان الضحية ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء وبجانبه زوجته التى تصرخ: «حرام عليكم تضربوه ضربة موت وهو معملش لكم حاجة، طلع وإيده فاضية وقال الموضوع خلص، حسبى الله ونعم الوكيل فى الظالم»، بهذه الكلمات كانت تشكو زوجة الضحية مأساتها لرئيس المباحث وأفراد القوة الذين ساعدوا فى استعجال سيارة الإسعاف ونقل الضحية إلى المستشفى لكن حالته ساءت وفقد الوعى قبل وصوله إلى المستشفى ولقى مصرعه بعد دخوله غرفة الرعاية المركزة بقرابة 3 ساعات.
«مش عاوزة دم زوجى يروح هدر يا باشا، إحنا كنا قاعدين فى حالنا وباب البيت مقفول علينا، والبلطجية قتلوا زوجى بدم بارد قدام الناس كلها فى الشارع».. بهذه الكلمات واصلت المتهمة شرح الجريمة أمام اللواء هشام لطفى رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، مضيفة أن الواقعة بدأت عندما ذهب زوجها إلى الجيران لمعاتبتهم بسبب تعرض ابنتها للضرب لكن المشاجرة انتهت بعد تدخل أحد الجيران وأثناء وجودها بصحبة زوجها وابنتها فى المنزل حضر إليها المتهمان يحملان سنجة وقتلا زوجها، قائلة: «أنا كنت واقفة جنب جوزى وهو بيقول لهم حد الله بينى وبينكم لكن ضربوه برضه وهربوا لما وقع على الأرض».
عاينت نيابة البساتين برئاسة المستشار شريف معتز مسرح الجريمة، وأثبتت المعاينة وجود آثار دماء الضحية على الأرض أمام منزله، وتوجه مدير النيابة إلى المستشفى وناظر جثة الضحية وتبين وجود قطع كبير فى الرأس أدى لفقدانه الوعى وتعرضه لكسور فى الجمجمة وفارق على إثرها الحياة، بينما أثبت التقرير الطبى أن المجنى عليه أصيب بارتجاج فى الجمجمة وكسور فى الرأس والجمجمة أدت لتدهور حالته الصحية وفقدان الوعى ثم فارق الحياة أثناء محاولة إسعافه.
24 ساعة فقط مرت على تلك الجريمة وتمكنت مباحث القاهرة بقيادة اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة من القبض على المتهمين فى منزل صديق لهما فى منطقة دار السلام، وبمواجهتهما اعترفا بتفاصيل الجريمة وأقرا أنهما توجها إلى منزل المجنى عليه لتأديبه لاعتدائه بالسباب والشتائم على زوجة أحدهما، وأنهما فوجئا أثناء ضربه بالسنجة بسقوطه على الأرض فاقداً للوعى.
«يا باشا إحنا ماكناش قاصدين نقتله، كنا بنهوش عليه بالسنجة بس دخلت فى راسه بشكل كبير ومات بسبب الضربة دى»، وأقر المتهم «محمود» أمام فريق المباحث الذى يشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية، أن السنجة المستخدمة فى الجريمة خاصة به، وأنه اشتراها منذ قرابة سنتين من أحد أصدقائه بقصد الدفاع عن النفس وأنه كان يحتفظ بها فى المنزل وعندما حضر جارهما «سامى» واعتدى على زوجته بألفاظ نابية قرر الانتقام منه فأحضر السنجة وتوجه إلى منزله بصحبة شقيقه «سالم» واعتديا عليه بالضرب وأنهما كانا يحاولان تأديبه لكنه لقى مصرعه من تلك الضربة الوحيدة التى تلقاها على رأسه.
«السنجة رميتها فى النيل بعد الجريمة، وخدت أخويا ورحنا عند واحد صديقى فى دار السلام، وكنا بنتابع الأخبار مع مراتى وهى اللى بلغتنى أن سامى جارهم مات»، بهذه الكلمات واصل المتهم الأول «محمود» اعترافاته بالجريمة أمام المباحث، واعترف أنه كان يخطط للهروب من منزل صديقه عندما علم بوفاة جارهما ولكنه فوجئ برجال المباحث يلقون القبض عليهما عقب خروجهما من منزل صديقه وتم اقتيادهما إلى قسم شرطة البساتين وتحرر محضر بالواقعة وأحالهما اللواء خالد عبدالعال مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة إلى النيابة التى نسبت إليهما تهمة ضرب أفضى إلى موت، وقررت حبسهما على ذمة التحقيقات وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وانتدبت الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه لمعرفة أسباب الوفاة.
تمثيل الجريمة
وسط حراسات أمنية مشددة اقتادت أجهزة الأمن، بإشراف اللواء هشام لطفى رئيس قطاع مباحث جنوب القاهرة، المتهمين من محبسهما إلى مسرح الجريمة لتمثيل الجريمة، فى حضور مدير نيابة البساتين، وببرود أعصاب وأمام عدد من الجيران مثل المتهمان جريمتهما، وأرشد المتهم الأول عن المكان الذى كان يخفى فيه الأداة المستخدمة فى الجريمة «السنجة» داخل منزله قبل أن يأخذها من أسفل السرير ليضرب بها رأس جاره.
وعقب انتهاء تمثيل المتهمين للجريمة أعادتهما المباحث إلى محبسهما، واستدعت النيابة شهود العيان للإدلاء بأقوالهم فى تحقيقات النيابة.