أخصائية نفسية تعالج المدمنين بالمزيكا: "الفن يهدئ الأعصاب"
مستشفى الأمراض العقلية
ممر يتسع لمجموعات من المرضى في طريقهم لتلقي دروسا علاجية داخل حجرة اكتست جدرانها بالألوان المبهجة بها زخارف رائعة في الحجرة، يجلسون على شكل حلقات دائرية تبعد موائدها عن الأرض بنحو نصف المتر، وتُزين أحاديثهم مزهريات متراصة حولهم.
ووسط ابتسامات البعض، تبدأ أسماء حليم الأخصائية النفسية بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية في مستشفى العباسية، جلسات علاج الإدمان بالفن التشكيلي والمزيكا، حيلة مميزة لاستجابة مريض الإدمان للتعافي في وقت قصير.
داخل القسم العلاجي للإدمان بالمستشفى العباسية، قررت أسماء أن تنتج خيطًا جديدًا من التعافي من الإدمان وهو "الاستماع إلى المزيكا والرسم والتمثيل الدرامي"، وذلك حتى لا يّمل المريض ويشعر بالتقليدية من حياته أثناء الإدمان وحتى طوال فترة علاجه على حد قولها، لتضيف "الفن بيخلي المريض ميتكلمش يحتاج بس يشوف جمال الألوان حوليه ويحس أنه منفصل عن العالم"، موضحة أن مريض الإدمان مريض نفسي لم يفقد عقله، وقادر على استيعاب الوضع الواضحة في أحاديثه المطلقة، والفن يحتاج التلقائية واللغة البسيطة التي تنطلق من القلب دون أن تعبر على العقل.
فمنذ 7 أشهر، بدأت "حليم" أولى خطوات البدء في تنفيذ تلك الحجرة، التي بنت عليها فرضيات لتعافي المدمن، دون شعوره بأنه نكره وشخص غير مرغوب فيه بالمجتمع، لتقول: "أي مشكلة بتقابل المريض ممكن سهلة بالنسبة له لو قعد في مكان عينه ترتح له ويشعر بالسعادة بأنه هيحكي عن أزمته برغبته وبدون إجبار"، موضحة أنها انتظرت قرابة 60 يومًا لجمع تبرعات لتنفيذ تلك الغرفة.
وتابعت: "المريض بيبقى فاكر أنه طفل ويقول هو أنا صغير لسه هروح أرسم وألون.. وبمجرد دخوله الحجرة بيشعر براحة تمنحه السعادة لحد الجلسة التالية"، تلك هي الحالة التي تنتاب مريض الإدمان الذي وجد من العلاج وسط المزيكا والتمثيل المعتمد على تخيل بعض المواقف المستقبلية، وكيفية التصرف بها في حال كونه مدمن.
وعّبرت "حليم" عن استيائها نظرًا لإهمال الجانب الفني لمعالجة المريض نفسيًا، حيث تقول: "أن مريض الإدمان علاجه قائم على الناحية النفسية.. فلابد من الاهتمام بتلك الزاوية التي أثرت بدورها على تماثل الكثير للشفاء، وتغيريهم إلى أفراد منتجين ولهم تأثيرًا إيجابيًا داخل المجتمع".