بالصور| "دكتور شعاع".. خبير "العلاج بالضحك" في مستشفى سرطان الأطفال
بالصور| "دكتور شعاع".. خبير "العلاج بالضحك" في مستشفى سرطان الأطفال
الدكتور شعاع مع الطفل محمود
داخل غرف بيضاء، وأسرّتها من ذات اللون، المجاورة للعديد من الأجهزة الطبية، لا يدخلها إلا أهالي المرضى والعاملون بالمشفى، يتجول بين أروقتها بزي الطبيب ليخفي ملابسه الحقيقية ووجه المهرج، حاملا بين يديه ألعابه ومهاراته الجاذبة للأطفال التي تذيب نظرات الألم والوهن بالضحك والسعادة، وتمحو ملامح كبر السن لتعيد الطفولة بين وجوههم العذبة الصغيرة، ما يزيد "دكتور شعاع" شهرة وقوة في مجاله كطبيب قلوب أطفال متخصص في العلاج بالضحك".
على الرغم من حصوله على اسم "دكتور شعاع" إلا أنه ليس طبيبا ولم يدرس حرفا في ذلك المجال، حيث تخرج عمرو سامي (28 عاما) من المعهد العالي للحاسبات ونظم العلوم الإدارية، ليعمل في مهن مختلفة، لا تمت بصلة لمعهده، كموظف بخدمة العملاء لأحد شركات الاتصالات والتي يتجه منها إلى ممارسة "البريك دانس" ومنها إلى رياضة "الباركور"، قبل أن يكتشف حبه الشديد لألعاب الأطفال وإسعادهم، ليبدأ تشكيل فريق متخصص في عمل شخصيات الأبطال الخارقين والمهرجين والألعاب السحرية، ومنها اتجه إلى العمل في مدينة ملاهي للأطفال، التي اكتسب بها خبرة كبيرة من خلال تعامله مع صغار السن الزائرين لها.
"رسالتي هي تعليم الأطفال أسس الحياة وتقبل العلاج من خلال حاجات بيحبوها علشان ما بيحبش أشوف طفل حزين".. يصف سامي، لـ"الوطن"، الدافع وراء وجوده في مستشفى سرطان الأطفال 75375، خلال الثلاثة أشهر الماضية، لرغبته في أن يساعد الأطفال في علاجهم الصعب لذلك المرض الخبيث الذي يغتال طفولتهم، فبمجرد أن علم سامي أن الطفل "محمود سامح" سيقضي عيد مولده ذلك العام في المشفى وتنتابه حالة حزن شديدة، في بداية الأسبوع الجاري، أصر على الاحتفال معه لمعرفتهما السابقة ببعضهما البعض.
بالأحمر والأصفر والأخضر والأخضر.. ارتدى "دكتور شعاع"، الاسم الذي اكتسبه من المشفى، ملابس "البلياتشو" وشعره والمكياج المميز له، سريعا ليقضي يوما مميزا مع الطفل محمود، مع الأطباء والممرضات، باستخدام ألعابه السحرية وفقاعات الماء و"البلالين"، ما أضفى السعادة والمرح على وجه الطفل و"رسمنا أحلى ضحكة على وشه".
منذ عام، طلب سامي من مستشفى 75375، تنفيذ فكرته التطوعية بإسعاد الأطفال في غرفهم من خلال تلك الشخصيات، إلا أنهم لم يدركوا ذلك الأمر "افتكروا إني هقدم عرض فقالولي هنحددلك ميعاد بعد شهرين في المسرح"، وهو ما أدى إلى عدم تنفيذه لها مسبقا، وقبل 3 أشهر أعادت إدارة العلاقات العامة التواصل معه لتنفيذ الفكرة كما هي، والتي يجدها مختلفة عن باقي العروض المقدمة بالمستشفى التي تقدم بها هدايا وألعابا، حيث يمنح لكل طفل في غرفته ضحكات عالية وحالة نفسية أفضل كثيرا، ما جعله يزورها ما يقرب من 15 مرة خلال الفترة الماضية، فضلا عن زيارته لفرعها بطنطا.
استوحى الشاب العشريني فكرته من خلاف فيلم "باتش أدامز" للفنان الأمريكي روبن ويليامز، الذي كان يمتهن الطب وبدأ عمله بإسعاد الأطفال بنفس الطريقة بارتداء شخصيات الأبطال الخارقين والمهرجين، وبدوره "سامي" سعى لتنفيذها في مصر تطوعيا بمفرده متكفلا بالملابس والألوان والمكياج بنفسه، بين أطفال مستشفى السرطان والتي وجد أنها تولد داخله طاقة إيجابية كبيرة أوجدت اختلافا ضخما في حياته، متمنيا أن ينفذها في دور المسنين بمصر، فضلا عن تطويرها بملاهي "ديزني لاند" العالمية.