طلاب «مطار إمبابة»: اطلبوا العلم.. ولو على «قضبان قطار»
طلاب «مطار إمبابة»: اطلبوا العلم.. ولو على «قضبان قطار»
مخاطر عديدة يتعرض لها الطلاب أثناء عبورهم شريط القطار
كان القطار مقبلاً بسرعته المعهودة، بينما الأطفال ينتظرون مروره، حتى يعبروا القضبان للوصول إلى الناحية المقابلة حيث توجد مدارسهم فى منطقة مطار إمبابة، غير عابئين بالأتربة والقمامة التى تتناثر عليهم من قوة دفع القطار، فيمضون مسرعين التزاماً بنصائح آبائهم.
حوادث متكررة تشهدها المنطقة أثناء ذهاب الطلاب إلى مدارسهم والسكان يعزفون عن استخدام كوبرى المشاة بسبب ارتفاعه
من بين الأطفال الذين اعتادوا على المشهد الخطر، كان زياد رأفت، الطالب فى المرحلة الابتدائية يشعر بخوف شديد حين رأى القطار مسرعاً، بالرغم من مروره فى المنطقة يومياً، فصورة الطالب الذى دهسه القطار أمام عينيه ذات مرة، والتاكسى الذى اصطدم بقطار آخر، وحوادث كثيرة لا تمحى من ذهنه، لكنه مضطر للمخاطرة بحياته طلباً للعلم.
«ما لوش ميعاد محدد، ساعات بيعدى من غير صفارة، ومرة كان هيدهس بنتى ومسكتها رميتها الناحية التانية»، تقولها «أم حبيبة»، التى تشعر بمسئولية تجاه الأطفال الذين يتعرضون للخطر يومياً، فتظل تراقبهم أثناء عبورهم إلى الناحية المقابلة، وأحياناً تمسك بأيديهم وتسير معهم لتصل بهم إلى بر الأمان، خاصةً أنها شاهدت أكثر من حادث وقع فى نفس المكان.
«لسَّه القطر داهس واحدة وشلتها على إيدى، وواحد مات وعرفوا شخصيته من البطاقة بس، وكمان لحقت واحدة من قدامه وشيلتها بعد ما جالها سكتة قلبية من هواء القطر»، تقولها «أم حبيبة»، التى تؤكد أن هناك كوبرى مشاة يتجنبه السكان، خاصةً الأطفال وكبار السن، بسبب ارتفاعه الكبير ودرجات السلم التى لا تنتهى.
أما «أم أحمد» فتحرص على الذهاب مع ابنها، الطالب فى المرحلة الابتدائية، إلى المدرسة يومياً، خوفاً عليه من عبور شريط القطار، خاصة أنه لا يقوى على صعود السلم بسبب معاناته مع حساسية الصدر.
«المنطقة فيها أكتر من مدرسة، والطلبة بيضطروا يستنوا القطر ويعدوا»، يقولها محمد صلاح، أحد السكان، الذى لفت الانتباه إلى مشكلة أخرى يعانون منها يومياً، تتمثل فى تراكم القمامة على شريط القطار، ما يسبب أذى بصرياً وإعاقة لحركة السير: «فيه ناس بتتزحلق من الزبالة، وبرضه بيضطروا يعدوا.. أصل لا كبير ولا صغير هيقدر يطلع الكوبرى».
أحمد رمضان، طالب فى «6 ابتدائى»، أكد أن شقيقه سقط ذات مرة أثناء مروره مسرعاً على شريط القطار، لكن الأمر مر بسلام، حيث انتشله أحد المارة فى اللحظات الأخيرة، وهنا قاطعه يوسف سراج، الطالب فى الصف الأول الإعدادى، قائلاً: «شُفت طالب كان عنده 16 سنة، اتزحلق ومات».