أزهريون بعد الاعتداء على "قاعة صلاة" للمسلمين بفرنسا: مصالح سياسية لعودة "الإسلاموفوبيا"
أزهريون بعد الاعتداء على "قاعة صلاة" للمسلمين بفرنسا: مصالح سياسية لعودة "الإسلاموفوبيا"
صورة أرشيفية
هجمت مجموعة من المتظاهرين على قاعة للمسلمين مخصصة للصلاة في حي شعبي بجزيرة كورسيكا الفرنسية، أمس، وأحرقوا المصاحف وكتبوا عبارات مناهضة للعرب، على خلفية حادث الاعتداء على الإطفائيين والشرطي الفرنسي ليلة الخميس الماضي.
وندد المرصد الوطني لمناهضة كراهية الإسلام، التابع للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي، بهذه الأحداث، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، وهو ما يطرح التساؤل حول عودة ما يعرف بـ"الإسلاموفوبيا" من جديد على خلفية أحداث باريس الدامية التي وقعت في نوفمبر الماضي.
ويقول الشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً: "هناك ما يعرف بمسلسل صراع الحضارات ولا شك في أن هناك مصالح سياسية تحرك هذه الأحداث للدفع نحو الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام والمسلمين".
وأضاف إسلام لـ"الوطن": "لماذا يؤخذ المسلمون بذنب يرتكبه الآخرون ونتحمل جميعاً نتيجة أي خطأ فردي"، لافتاً إلى أن ما يحدث تجاه المسلمين في الغرب يرجع إلى عنصرية اليمين المتطرف.
وأشار عضو الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً إلى أن حادث الاعتداء على قاعة الصلاة للمسلمين في كورسيكا وتصريحات المرشح الأمريكي دونالد ترامب وغيرها من الهجمات ضد المسلمين هو شيء من مسلسل صراع الحضارات.
وأدان هذا الحادث بقوله: "ندين كل هذه الهجمات ضد المسلمين لأنها نوع آخر من الإرهاب ونتمنى من فرنسا والغرب عامة أن يعامل المسلمين معاملة راقية، فالاختلاف العقائدي لا يمنع من التعايش والتعامل الراقي مع الآخرين والإسلام دين تسامح ومودة ورحمة ولا تزر وازرة وزر أخرى".
ويقول الدكتور محمد عبدالعاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر: "هذه الأحداث ضد المسلمين ردود فعل متوقعة بعد انتشار الجماعات الإرهابية التي تقتل البشر باسم الإسلام فلكل فعل رد فعل، ولكن لا نبرر ما فعله الفرنسيون بحق المسلمين في قاعة الصلاة بكورسيكا أمس فهو تصرف غير لائق تماماً".
وأضاف عبدالعاطي، لـ"الوطن": "هؤلاء الفرنسيون عليهم أن يدركوا أن الإسلام يدعو للسلام والمودة وتعميم الأخطاء الفردية على كل المسلمين ليس حلاً، فعلى الفرنسيين أصحاب الفلسفات الراقية ألا يقعوا في الأخطاء التي وقع فيها الإرهابيون"، في إشارة منه إلى أحداث باريس الدامية التي وقعت الشهر الماضي.