«الكريسماس».. موسم بيزنس الدجل والشعوذة
«الكريسماس».. موسم بيزنس الدجل والشعوذة
يحيى الرخاوى
التوقعات الفلكية وقراءة النجوم وتغيير الأبراج لاستجلاب حظ أو فك نحس، أحدث صور الدجل التى اقتحمت حياة المصريين وتنشط بشكل موسمى مع نهاية وبداية كل عام. ملايين الجنيهات تُنفق فى نسخة جديدة من نسخ فيلم «البيضة والحجر»، الذى تطور من طُرقه البدائية إلى طرق حديثة ذات وجاهة، تتخفى وراء العلم تارة، وفى الدين تارة أخرى.
«أبويوسف»: التسعيرة حسب الحالة.. و«الرخاوى»: على الدولة التدخل
العرافون والمنجمون يتسارعون لعرض بضاعتهم، لا سيما فى موسم «الكريماس»، فيحجزون مكاناً ثابتاً فى الفضائيات، وتتوالى الاستشارات على هواتفهم المحمولة المخصصة للعمل، والتى يتولى الرد عليها فريق من السكرتارية أحياناً، إلى جانب جلسات يستضيفون فيها الزبائن بتسعيرة تصل لمئات الآلاف من الجنيهات حسب الاستشارة ونوع الطلب. «مش هنختلف فى الأسعار علشان ده موسم رأس السنة، والناس كلها بتحجز»، هكذا يرد الشيخ أبويوسف، المعالج الروحانى، حسبما يقدم نفسه، فى اتصال لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه متخصص فى الأبراج والفلك والنجوم، وصولاً إلى فك «العمل السفلى» الخاص بالسحر، مضيفاً: «بس ده بيبقى غالى شوية، وحسب حالة المريض». مواطنون كثيرون يلجأون للأمر رغم خرافته. «أحمد حسين»، أحد المواطنين الذين يهتمون بما سماه «قراءة الطالع البرجى والنجمى»، قال: «حاجة نخفف بيها عن نفسنا، الواحد بيبقى مستنى يعرف أى حاجة عن مستقبله يرتاح بيها».
ويقول الدكتور يحيى الرخاوى، أستاذ الصحة النفسية: «يتجه المواطنون إلى الشعوذة، وما نسميه فى الفلسفة «فوق الطبيعة» بسبب وجود مشكلات وهموم فى حياتهم يفقدون السيطرة عليها»، موضحاً أن هناك أزمة اجتماعية ونفسية تدفع هؤلاء «الضحايا والجناة» لمثل هذه الطرق، ويجب على وسائل الإعلام والدولة، ممثلة فى مؤسساتها المختلفة، التصدى لهذه الظواهر. ويقول ياسر عمران، باحث فى الفلك: «هناك جزء يتعلق بالنصب على المواطنين وجزء آخر يتعلق بأعمال السحر وتسخير الجن»، ويحذر بقوله: «على كل حال، يتم استخدام هذه الأمور فى النصب والاحتيال على المواطنين».