أهالى «أنشاص البصل» بالشرقية عقب التمثيل بجثة البلطجييْن: «الحمد لله ارتحنا»
«الحمد لله أخيراً ارتحنا».. كلمات نطق بها أهالى قرية أنشاص البصل فى الشرقية عقب قتلهم اثنين من البطجية والتمثيل بجثتيهما وتعليقهما على أعمدة الإنارة.
الأهالى كشفوا لـ«الوطن» عن أنهم استغاثوا بالشرطة أكثر من مرة لتخليصهم من البلطجيين اللذين حولا حياتهم إلى جحيم، إلا أنها لم تستجب لهم، ولما فاض الكيل قرروا التخلص منهما بأنفسهم، ولم يكتفوا بقتلهما بل مثلوا بجثتيهما وقطعوا أيديهما وأرجلهما.
القرية المشهور عن أهلها الطيبة والتسامح وجدوا أنفسهم أمام قدر محتوم فى ظل تخلى الأمن عن دوره إما أن يقتلوا البلطجيين، أو يتركوهما يعيثان فى الأرض فسادا.
وعلى الرغم من بشاعة ما حدث خاصة بعد التمثيل بجثة البلطجيين فإن الفرحة غمرت الجميع بعد التخلص منهما قائلين «الحمد لله أخيراً ارتحنا».
يقول أحمد عادل، أحد الأهالى: «فاض بنا الكيل من ممارسات البلطجة التى اعتاد عليها كل من حمادة عبدالنبى وشهرته حلوس (32 سنة)، ومحمد المصرى (28 سنة)، وإرهابهما للأهالى منذ عدة أشهر متتالية بعد أن وضعا أيديهما على قطعة أرض فى مدخل القرية وأقاما عليها مقهى من الخشب والبوص حولوه إلى وكر لممارسة نشاطهما الإجرامى من تجارة المخدرات والأعمال المنافية للآداب، بالإضافة إلى مشاجراتهما الدائمة مع الأهالى».
وأضاف: «الأهالى اتفقوا على التخلص منهما بعد آخر جريمة ارتكباها منذ 3 أيام، وأسفرت عن إصابة محمد عزت (26 سنة صاحب كافتيريا متزوج ولديه طفلة تبلغ من العمر حوالى شهرين)، بطلق خرطوش فى ظهره أسفل العنق بسبب نشوب مشادة كلامية بينهم، وإصابته أثرت على النخاع الشوكى، وأصبح طريح الفراش».
والتقط جمال متولى، أحد أهالى القرية، أطراف الحديث قائلا: عقب ذلك فر المتهمان خارج القرية إلا أن الأهالى قرروا طردهما من القرية واقتحم العشرات منزل «حلوس» وأشعلوا النيران فيه، وعقب علمهما بذلك هددا صاحب العقار القاطنين به متوعدين إياه بالانتقام بعد أن سمح للأهالى بدخول المنزل وإشعال النيران فيه، وتوعدا أهالى القرية جميعا بإشعال النيران فى منازلهم باستخدام أسطوانات البوتاجاز، مما زاد من إصرار الأهالى على التخلص منهما، وظلوا يبحثون عنهما طويلا إلى أن أخبرهم أحد أهالى قرية الزهراء المجاورة لقريتهم باختفاء البلطجيين فى هذه القرية.
وأضاف: «فور علمنا بذلك جمعنا أنفسنا فى عدة سيارات، وتوجهنا إلى قرية الزهراء للفتك بهما إلا أن الأهالى حاولوا التصدى لنا، ومنعنا من قتلهما، لكن بمجرد أن روينا لهم ما فعلاه وممارساتهما الإجرامية أتاحوا لنا الفرصة للقصاص منهما، وحاولا الفرار داخل الأراضى الزراعية مستقلين دراجات بخارية، إلا أن الأهالى تتبعوهما، وتمكنوا من الإمساك بهما وضربوهما بالشوم والعصى، وطعنوهما بالأسلحة البيضاء واصطحبوهما عقب ذلك إلى قرية أنشاص البصل، وسحلوهما فى شوارع القرية ثم ذبحوهما، وقطعوا أرجلهما وأيديهما، وعلقوهما على أعمدة الإنارة».
وقال المهندس محمد عبدالحميد: «الأهالى تقدموا بمذكرة للعميد إبراهيم ضيف مأمور مركز شرطة الزقازيق منذ 10 أيام بضرورة تصدى الشرطة للبلطجيين، وحماية الأهالى منهما إلا أن ذلك لم يسفر عن شىء أو تحرك من جانب الشرطة للتصدى لهما، وعقب إطلاقهما الأعيرة النارية على صاحب الكافتيريا، وإصابته، استنجدنا برئيس مباحث مركز شرطة الزقازيق المقدم أحمد نصار، ولكن لم يعر لنا أى اهتمام ولم يسع للقبض عليهما، وتخاذل الشرطة وتباطؤها هو ما دفع الأهالى لقتل البلطجيين، وقبلها أخطرنا الشرطة بوجود مجموعة من البلطجية والهاربين من السجون يقيمون فى القرية بالإضافة إلى وجود مقهى فى مدخل القرية غير مرخص، مما يهدد أمن أبناء القرية خاصة الفتيات، ولكن لا مجيب».
وحمل رمضان السيد الحكومة مسئولية الانفلات الأمنى، وما شهدته القرية لانشغالها بالأمور السياسية، والدستور والجمعية التأسيسية ومجلس الشورى؛ الأمر الذى جعلنا فى مواجهة البلطجية وجها لوجه للقصاص بأيدينا.
وقالت هناء عبداللطيف، مدرسة: «لم أتخيل يوما يقدم فيه الأهالى على ارتكاب مثل هذه الجريمة على مرأى ومسمع من الجميع خاصة الأطفال الذين اصطفوا لرؤية هذا المشهد الدموى، وشارك فيه البعض، والسؤال كيف سيكون مستقبل هؤلاء الأطفال وهل سيلتزمون بالقانون؟».
من جانبه قال اللواء محمد كمال جلال، مدير أمن الشرقية: «أهالى القرى عند تمكنهم من البلطجية يسارعون فى النيل منهم والفتك بهم دون الانتظار لتقديمهم إلى المحاكمة وفق القانون»، لافتا إلى أنه على الرغم من حالة الانفلات الأمنى والأخلاقى التى أعقبت الثورة، وتراجع دور الشرطة التى لم تستعد كافة قواها فإنه لا ينبغى أن يتجه الأهالى لأخذ حقهم بأيديهم حتى لا يتحول المجتمع إلى غابة، والشرطة ليست وحدها المسئولة عن تلك الأحداث فالأمر يحتاج إلى التوعية من جانب رجال الدين والإعلام».