فاطمة فؤاد: «غرفة الإعلام» مسئولة عن تهذيب فوضى الفضائيات
فاطمة فؤاد: «غرفة الإعلام» مسئولة عن تهذيب فوضى الفضائيات
فاطمة فؤاد
أكدت الإعلامية فاطمة فؤاد، عضو لجنة تقييم الأداء الإعلامى، أسفها لانحسار الأخلاقيات فيما يخص الأداء الإعلامى، وأشارت إلى أن هذه الظاهرة تتضح بشكل كبير فى الإعلام الخاص، وإلى أن التليفزيون المصرى يعتبر الجهة الوحيدة التى ما زالت ملتزمة حتى الآن، بمفاهيم وقوانين ونظريات العمل الإعلامى.
المعايير المهنية تحكم «ماسبيرو».. ونتخذ الإجراءات القانونية تجاه من يتجاوزها
وقالت «فؤاد» لـ«الوطن»: «الضوابط المهنية التى حكمت العمل فى التليفزيون المصرى، منذ نشأته وحتى الآن، ما زالت هى الحاكمة، فيما يخص آداب وأخلاقيات المذيعين على الشاشة، سواء فى أحاديثهم مع الضيوف، أو فى المداخلات الهاتفية، ومهما كان موضوع الحلقة يجب ألا يخل مقدم البرنامج على الإطلاق، بالقواعد والأعراف المهنية والأدبية المتعارف عليها، وممنوع نهائياً أن يقوم أى ضيف أو مذيع، بالتفوه بألفاظ غير لائقة على الهواء، أو توجيه هجوم على أى جهة، أو شخص غير موجود فى الحلقة، حيث إن المذيع يجب أن يحفظ حق الضيف الغائب فى أى نقد يوجه له».
وحول طبيعة مذيعى التليفزيون المصرى قالت: «مذيع التليفزيون المصرى يعلم جيداً أن دوره مقتصر على كونه مذيعاً فقط، لهذا فليس من حقه توجيه أى نقد أو هجوم، على أى فرد أو جهة على الإطلاق، كما أنه ممنوع تماماً من الإدلاء برأيه الشخصى فى أى موضوع يناقشه، أو حتى توجيه آراء الضيوف، حسب أهوائه واتجاهاته الشخصية، إلا فى بعض الحالات النادرة، عندما يسعى البعض لتقليد مذيعى الفضائيات الخاصة، وهنا يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، لمنع تكرار مثل هذه الحالات، وهذا الأمر لا علاقة له بالموضوعات المطروحة، أو بوجود خطوط حمراء يضعها «ماسبيرو» كما يدعى البعض، لأن القانون يطبق هنا للحفاظ على الأخلاقيات والقواعد والضوابط المهنية».
وفيما يتعلق بالإعلام الخاص ومدى التزامه بالمهنية قالت «فؤاد»: «شهد الإعلام الخاص طفرة كبيرة بعد ثورة 25 يناير، كما أنه ساهم فى نشر الأخلاقيات السيئة بين فئات المجتمع المصرى، بغض النظر عن الدور القوى لهذه القنوات، فى كشف الفساد، وأزمات الشارع والمجتمع المصرى، من خلال كاميرات البرامج المختلفة، وهذا دور نقدره جداً، ولكنها فى المقابل عملت بمفاهيم لم نرها أو ندرسها من قبل فى الإعلام، لأن كثيراً من المذيعين لا يكتفون بدورهم الإعلامى، بل اعتبروا أنفسهم زعماء، يجب أن يسير كل ضيف حسب آرائهم وتوجهاتهم الشخصية، وإذا ظهر معه ضيف عكس توجهاته، ينهى معه الفقرة مباشرة، فالمذيعون يرفضون أن يحصل الضيف على كامل حقه فى التعبير عن وجهة نظره».
وعن تفسيرها لهذا السلوك قالت «فؤاد»: «الأزمة أصبحت أن هناك مذيعين يتعمدون استفزاز الضيوف لتوجيه ألفاظ وشتائم حادة لخصومهم على الهواء، أو استغلال برامجهم لتصفية خلافاتهم الشخصية مع زملاء المهنة بالقنوات الأخرى، وتابع الجميع ما دار الأسبوع الماضى، بين مذيعين فى نفس الوقت على الهواء، من شتائم وخروج عن النص، وتهديدات متبادلة بنشر فضائح شخصية لكل منهما، وهذا هو الإعلام الذى أصبح يشاهده المواطنون فى منازلهم، ويجب أن يكون عاملاً مهماً فى تثقيف شعب، ومجتمع تتدنى أخلاقياته كثيراً، فمع الأسف، ما نشاهده حالياً على القنوات الخاصة، ليس إعلاماً، بل إسفاف، وعشوائية، وإخلال بالقواعد والأخلاقيات والقوانين المتعارف عليها، وهذه الفوضى أصبحت تعمل ضد الوطن والمجتمع».
وأضافت: «ما تقوم به غرفة صناعة الإعلام حالياً، هو محاولة جيدة لإعادة ضبط المنظومة الإعلامية، مع كل ما يحدث فيها من تجاوزات.وتابعت: «من الجيد صدور قوانين الإعلام بشكل رسمى، لتنظم عمل «نقابة الإعلاميين»، و«المجلس الوطنى للإعلام»، وجار عمل ميثاق شرف إعلامى يعترف به الجميع، كما ستكون هناك آليات أخرى لمواجهة أى خروج عن النص من جانب أى مذيع، أو قناة فضائية.