بين "تزوير توشيبا" و"فضيحة الأوليمبياد".. 2015 عام الفضائح والاعتذارات في اليابان
بين "تزوير توشيبا" و"فضيحة الأوليمبياد".. 2015 عام الفضائح والاعتذارات في اليابان
رئيس وزراء اليابان - شينزو آبي
أعربت الصحافة اليابانية، عن اعتقادها بأن أفضل وصف لـ2015، هو أنها كانت مثالا لـ"القضايا القذرة والاعتذارات"، في البلاد التي تعاقبت فيها الفضائح، بدءا بتزوير حسابات شركة توشيبا، وصولا إلى الارتدادات المتعلقة بالألعاب الأوليمبية في طوكيو.
تقول صحيفة "نيكاي" الاقتصادية: "2015 ستبقى في سجلات الأحداث سنة الفضائح، التي يصعب تصديقها في المجتمعات المتطورة".
من المؤكد أن هذه الصحيفة المرجعية للأوساط الاقتصادية تفكر بتوشيبا، الاسم الذي احتل مرارا الصفحات الأولى للصحف منذ الربيع، وغالبا ما أرفق بصورة لمسؤولين مذهولين أمام آلات التصوير، بسبب عمليات الاختلاس التي كشفت وسائل الإعلام عنها طوال أشهر.
واستقال نصف أعضاء مجلس الإدارة في يوليو، بعد الكشف عن التزوير المتكرر للحسابات بين 2008 و2014، بناء على تعليمات من 3 رؤساء متعاقبين، بالتواطؤ مع المديرين الماليين والخضوع الصامت للمرؤوسين.
وكتب خبراء اختيروا لكشف ملابسات القضية: "ثقافة المؤسسة السائدة لدى توشيبا، تقضي بعدم معارضة ما ترغب فيه الإدارة".
وغالبا ما أججت "تاكاتا" أيضا، أخبار الفضائح، فهذه الشركة المتخصصة في صنع الوسائد الهوائية للسيارات وأحزمة الأمان فيها، كذبت عن سابق تصور وتصميم على زبائنها وعلى السلطات، حيث اعترت عددا كبيرا من الوسائد عيوب، وهي كانت على بينة من الأمر، لكنها تأخرت للاعتراف به، وتسببت العيوب في مقتل 9 أشخاص، منهم 8 في الولايات المتحدة، قبل استدعاء عشرات ملايين السيارات.
وقررت الشركات اليابانية لصنع السيارات، التخلي عن كل أو عن جزء من الوسائد الهوائية المصنوعة لدى تاكاتا.
وتحدثت الصحف مرات عدة أيضا، عن شركة "أساهي كاسي" للمعدات، والتي اضطر أحد فروعها المختص بالبناء، إلى الاعتراف بإقدام موظفين على تزوير معلومات تتعلق بمبان سكنية، وكان بعضها غير ثابت ويحتاج على الأرجح لإعادة بناء.
وفي مجال مشابه، اعترفت شركة "تويو تاير أند رابر" للإطارات، بأن الخصائص المعلنة عن الحواف المطاطية التي تمنع الانزلاق كانت "مغلوطة".
-فضيحة الألعاب الاولمبية-
واحتل الفرع الياباني لـ"ماكدونالدز"، الصفحات الأولى في أخبار الحوادث المتكررة، مثل العثور على أسنان أو قطع بلاستيكية في عدد كبير من الوجبات السريعة المعروضة في مطاعمه، والتي يفوق عددها 3 آلاف في اليابان، واتخذت القضية أبعادا جديدة، مثل تراجع رقم الأعمال، وتهيؤ الشركة الرئيسية في أمريكا، كما تقول الصحافة، لوقف الإشراف على فرعها الياباني.
ووسط هذه الأجواء، أقرت السلطات الرسمية بوقوع حوادث على صعيد وضع الرقم الفردي للضمان الاجتماعي، وتسريب المعلومات المتعلقة بالمتقاعد، لكن الفضيحة المدوية تعلقت بالاستعدادات للألعاب الأوليمبية في طوكيو في 2020، حيث تم التخلي تدريجيا عن الإستاد والشعار اللذين اختيرا قبل بضعة أشهر، الأول بحجة أنه باهظ التكلفة، والثاني لأنه منسوخ كما تبين.
وارتفعت تكلفة أعمال مشروع الإستاد الأولي، الذي أعدته المهندسة المعمارية العراقية-البريطانية زها حديد، كما تفيد المعلومات التي قدمها الجانب الياباني، إلى 252 مليار ين، أي نحو ملياري يورو.
وفي منتصف يوليو، قرر رئيس الوزراء شينزو آبي، التخلي عن العرض الذي كانت تمت الموافقة عليه بسبن كلفته الباهظة، وعشية عيد الميلاد، وافق على عرض آخر قدمه المهندس المعماري الياباني كينغو كوما، وقالت زها حديد غاضبة: "هذه الطريقة في التعامل تشكل صدمة لفريق دولي".
في هذه الأثناء، قررت اللجنة التنظيمية للألعاب الأولمبية في طوكيو، مطلع يوليو، التخلي عن استخدام الشعار الرسمي الذي أعده المصمم الياباني كنجيرو سانو، بسبب الشكوك حيال نسخه عن شعار آخر، وطلب سانو الذي تعرض لانتقادات حادة، سحب الشعار جراء الاتهامات، والحديث عن عملية نسخ في إطار مشاريع أخرى، ومنذ ذلك الحين، عرض ما لا يقل عن 14.599 اقتراحا جديدا، قدمها أشخاص أو مجموعات، وعما قريب، ستختار اللجنة الأوليمبية الشعار الجديد.