إيران والقنصليات على أراضيها.. تاريخ أسود مليء بالتعديات
إيران والقنصليات على أراضيها.. تاريخ أسود مليء بالتعديات
اقتحام السفارة السعودية
أعاد في الأذهان اقتحام عدد من الإيرانيين مبنى السفارة السعودية وقنصليتها في إيران أزمات عدة مشابهة حدثت في ذات البلد من عدد من الإيرانيين، فعدم احترام القنصليات للبلد الضيف الموجود على أراضيهم كانت هي السمة الغالبة في العديد من الأزمات التي دخلت فيها إيران مع عدد من الدول الغربية.
لم يكن اقتحام السفارة السعودية في إيران حدث فريد من نوعه في تلك الدولة، فقد سبقها اقتحامات عدة من إيرانيين أيضا في فترات مختلفة، الغريب في الأمر هو تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان عقب اقتحام السفارة السعودية في مدينة مشهد الإيرانية بأن إيران هي الأكثر أمانا للبعثات الدبلوماسية، حيث جاء ذلك التصريح متعارضا مع التاريخ الإيراني الحافل باقتحامات متشابهة كانت أقواها اقتحام السفارة الأمريكية وأسر عدد من العاملين فيها.
- الهجوم على السفارة السعودية عام 1987
وقعت أحداث شغب إيرانية في موسم الحج في عام 1987، تلتها مهاجمة مجموعات إيرانية مقر سفارة المملكة في طهران، حيث احتلت المبني واحتجاز الدبلوماسيين السعوديين بداخلها، واعتدى المهاجمون على القنصل السعودي بطهران حينها رضا عبدالمحسن النزهة، فيما اقتاه قوات الحرس الثوري بعد توجهه للمستشفى لتلقي لعلاج واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.
- اقتحام السفارة الأمريكية 1979
في نوفمبر عام 1979، اقتحم مئات الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران حيث احتجزوا 52 مواطنا أمريكيا لمدة 444 يوما حتى 20 يناير 1981، وعلى إثر ذلك، تدخلت الولايات المتحدة متفاوضة للإفراج عن المعتقلين إلا أنها فشلت في إطلاق سراح الرهائن، ونفذت عملية عسكرية لإنقاذهم في 24 أبريل 1980، لكنها فشلت وأسفرت عن مقتل 8 جنود أمريكيين.
انتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاق في الجزائر يوم 19 يناير 1981، وتم بموجبه الإفراج عن الرهائن رسميا في اليوم التالي، في ذات اليوم الذي تولى فيه الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان الحكم، واعتبرت الأزمة أداة مهمة لتعزيز وضع المرشد الأعلى الإيراني علي الخميني والذي بدوره استفاد بشكل مباشر من تلك الأزمة.
- اقتحام السفارة البريطانية 2011
اقتحم عدد من الإيرانيين السفارة البريطانية في العاصمة طهران في يوم 29 نوفمبر عام 2011، حيق اعتقد أنهم من قوات التعبئة العامة (الباسيج) وحطموا النوافذ وأضرموا النار في سيارة وحرقوا العلم البريطاني، حيث جاء هذا الاعتداء بعد إعلان لندن عقوبات على طهران بسبب نشاطها النووي، فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إن اقتحام السفارة ما كان ليحدث لولا موافقة السلطات الإيرانية.
أعقب اقتحام السفارة البريطانية في طهران طرد بريطانيا البعثة الدبلوماسية الإيرانية وأغلقت سفارتها في لندن، والتي أعيدت مرة اخرى بشكل كامل في 21 أغسطس عام 2015، بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع الغرب.
- محاولة إحراق السفارة الفرنسية 2006
في 12 فبراير عام 2006، تجمع مئات الأشخاص أمام السفارة الفرنسية في طهران، احتجاجا على نشر رسوم مسيئة للرسول في الصحف الغربية، حيث رشق المتظاهرون مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة والحجارة، وحاولوا اقتحام حرم السفارة لكن قوات الأمن منعتهم.