بروفايل: سليمانى.. حارس مملكة الولى الفقيه
بروفايل: سليمانى.. حارس مملكة الولى الفقيه
صورة تعبيرية
قسمات وجهه الخشنة، تفسر جزءاً من تفاصيل حياته، نظراته الثاقبة ترسل إشارة خوف لمحاوريه، وتؤكد أنه ليس بالرجل الهين، تعتليه حالة من الهدوء والسكينة، يتعمد اصطناعها فى كل لقاءاته التى لا تفارقه فيها مسبحته البيضاء، إنه الثعلب، أو الشهيد الحى، الجنرال، أو الشبح، كلها ألقاب أُطلقت على قائد الحرس الثورى الإيرانى السابق قاسم سليمانى، الذى ارتبط اسمه ببؤر الصراع والتوتر فى المنطقة، شائعات موته كانت أكثر من عملياته التى قام بها فى العديد من البؤر الملتهبة، شارك فى نشر الفوضى فى الأماكن المستهدفة فتحول من مجرد فنى بسيط فى شركة مياه إلى عصا إيرانية غليظة فى المنطقة.
تتردد حكاياته بين الإيرانيين والشيعة المقربين كالأساطير، يعتبرونه داهية عسكرية واستراتيجية، ورأس الحربة الميدانى فى مخططات التوسع الإيرانى فى العالم العربى، فالرجل يجمع كل المتناقضات فى شخصه، يتحول إلى سنى فى لقاءاته مع السنة، وشيعى متطرف فى لقاءاته مع المتشددين، وبراجماتى نفعى فى لقاءاته مع الساسة والعلمانيين، ودائرة نفوذه تمتد من باكستان إلى المغرب ومن الشمال الأفريقى إلى جنوبه.
نشأ سليمانى فى أسرة فقيرة، ولم يكمل تعليمه مكتفياً بالثانوية العامة، ليلتحق بشركة مياه الشرب للعمل كفنى بسيط، وبعد قيام الثورة الإسلامية فى إيران، دعا الخمينى إلى تشكيل قوات الحرس الثورى لحماية المرجعية والولى الفقيه خوفاً من انقلاب الجيش الذى كان يحوى الكثير من القيادات المؤيدة للشاه، وحينها تطوع سليمانى للانضمام فى صفوف الحرس فى محافظة تركمان، وأثبت جدارة غير عادية سواء على مستوى التدريبات أو تنفيذ المهام، ونجح فى تحجيم عمليات التهريب من أفغانستان عبر الحدود، كما شارك فى حرب حزب الله على إسرائيل فى عام 2006 وظل موجوداً على الأراضى اللبنانية حتى انتهاء الحرب. نجاحه فى تنفيذ العمليات قفز به إلى أعلى المناصب فى وقت بسيط وشارك فى الحرب على العراق كقائد لفيلق «ثأر الله» ثم قائداً لفيلق القدس، أهم قوات الحرس الثورى، ويطلقون عليها قوات النخبة، بعد الحرب الإيرانية العراقية بدأت المهام الخارجية الإيرانية التى أثبت سليمانى فيها جدارته، فكلما نجح فى إثارة الاضطرابات والقلاقل وعمليات التخريب فى المناطق المستهدفة ذاع صيته وارتفعت شعبيته، وهو ما كان سبباً لإسناد مهمة تخريب العراق إليه بعد دخول الأمريكان، حيث كلفه خامئنى شخصياً بتولى الملف العراقى عسكرياً وأمنياً وسياسياً، وكان هدف سليمانى هو طرد الأمريكان وسيطرة الشيعة على الحكم، فكانت الميليشيات المسلحة هى الضربة القاضية التى وجهها إلى الأمريكان وقبلها الدول العربية لتسقط العراق رهينة تحركات رجل إيران القوى الذى نجح فى وضع الدولة رهينة فى خزينة الولى الفقيه.
لم يتوان سليمان عن إدارة الصراع فى سوريا رغم تركه لقيادة الحرس الثورى، فوجد على الأراضى السورية وشكل ميليشيات مسلحة من العراق وسوريا وحزب الله وشيعة أفغانستان للقتال إلى جانب الأسد، فضلاً عن عمليات الإمداد بالسلاح والعتاد الصعبة من إيران إلى سوريا، ووصل أيضاً إلى اليمن لدعم تمرد الحوثيين واستمر صمودهم لفترة طويلة أمام عمليات قصف قوات التحالف العربى، بسبب دعم طهران الذى نفذه سليمانى، فضلاً عن تخطيطه للعديد من العمليات الإرهابية، خاصة فى المملكة العربية السعودية، ويتردد فى الأروقة المغلقة فى طهران أن الرجل على علاقة قوية جداً ببعض القادة فى تنظيمى داعش والقاعدة.