سألوا «هانى» عن وظيفته.. فقال: سواق توك توك «معاق»
سألوا «هانى» عن وظيفته.. فقال: سواق توك توك «معاق»
هانى
جاءته وظيفة ضمن الـ«5% معاقين» بنظام «تعالى اقبض وروّح»
مات والداه، وتزوج أشقاؤه جميعهم فيما عدا واحداً، وهو عاطل عن العمل، إذا اعتمد على نفسه مات جوعاً، وإذا تحرك هو لا بد أن يحسب كل خطوة يتخذها، لأنه فى نظر الجميع «معاق» قليل الحركة بسبب قدميه المشلولتين منذ صغره، برغم ذلك أصر «هانى» على أن يحصل على «توك توك» بالقسط يسدد ثمنه من عمله الشاق يومياً، حتى يتمكن من مواصلة حياته دون أن ينتظر شفقة أو إحساناً من أهالى شارع الوحدة بإمبابة. فرامل يدوية، التعديل البسيط الذى أحدثه هانى لطفى (36 عاماً) على «التوك توك» قبل 8 سنوات حتى يتمكن من قيادته بواسطة ذراعيه والاستغناء عن نصفه السفلى الذى لم تعد تدب فيه الحركة منذ أن بلغ سن التطعيم «خدت حقنة غلط ومن يومها وأنا مشلول»، الجميع يتعجب من قدرته على القيادة، والبعض منهم يتردد فى الركوب، لكن صدق نواياه وعزمه للحصول على وظيفة يأكل من ورائها بـ«الحلال» ذللت أمامه جميع العقبات إلا عقبة وحيدة «بتوع المرور، ناس صعبة جداً، محدش فيهم ممكن يمسكنى عشان أنا ذوى احتياجات لكن يوقفونى طمعاً فى التوك توك»، السمعة التى لازمت معظم السائقين أبعد عن صفات الشاب الذى لم يؤسس أسرته حتى الآن «أخويا عايش معايا، ده غير أن ظروف الحياة مش سامحة بالجواز.. أنا عايش بستر ربنا ومش عاوز حاجة إلا أن الناس تحس والمرور يراعى ربنا». المفارقة فى حياة «هانى» كانت الوظيفة التى قدم عليها فى وزارة القوى العاملة ضمن نسبة الـ5% المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة، وتم قبوله بالفعل فى إحدى المؤسسات الخاصة، لكن اسماً فقط «تعالى كل شهر اقبض وامشى»، الرد الصادم الذى حطم آمال «هانى» الذى لا يعلم وظيفته داخل المكان وكل ما يعلمه أن 200 جنيه سيتحصل عليها شهرياً، بالإضافة إلى معاش 150 جنيهاً عن والده فى مكتب معاشات وسط البلد الذى يتحصل عليه بمعاناة شديدة «التوك توك ممنوع أسوقه هناك، ولو رحت بتاكسى بيضيع نص المعاش، والعملية مش مستحملة نفسى الإجراءات تبقى سهلة، ولا هو إحنا أسوياء فى الشقا ومعاقين عند طلب الحقوق».