خطاب الفكرة
إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب.. فكرة
وأن يرفع الأرض، أعلى من الأرض، فكره
وأن يفصل الوعى عن واقع الوعى.. من أجل فكرة
.. فعندئذٍ يصبح الشعب شعباً جديراً بحزب.. وثورة!
* * *
أقول لكم ما يقول لى الحزب، والحزب فوق الجماعة
سنقفز فوق المراحل عصراً وعصرين.. فى كل ساعة..
لنبنى جنة أحلامنا اليوم فى نمط من مجاعة
سنلغى الحرف
سنمنع صيد السمك
ونمنع بيع الدجاج، وبيض الدجاج
وملكية الظل ملكية خاصة
فلنؤمم، إذن، كل أشجارنا الجائعة
وكل نباتاتنا الضائعة:
ثمانين نخلة
وتسعين تينة
وعشرين زيتونة
وألفاً وسبعين فجلة
سنلغى الزراعة
وندخل عصر الصناعة
بحزب، وشعب، وفكرة
* * *
أقول لكم ما يقرره الحزب، والحزب سلطتنا المطلقة
سننشئ من أجل برنامج الحزب، من أجلكم، طبقة
هى القوة الصاعدة
ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء على الفقراء
فليس على أرضنا أغنياء
لنأخذ أملاكهم. فلنوزع، إذن، فقرنا
على فقرنا، فى إذاعتنا والجريدة
سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين.. أهل العقيدة
ونتهم الأنبياء بداء البكاء على حصة فى السماء
إذا الشعب يوما أراد
فلا بد أن يستجيب الجراد.
فهيا بنا أيها، الكادحون وصنّاع تاريخنا الحر، هيا بنا
لنحرق شعر المديح، وشعر الطبيعة، والحب، والعبرات
وكل الروايات، والأغنيات القديمة، والوجع العاطفى
وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات..
وهيا بنا..
لنصنع من كل حبة رمل خلية
وننجز خطتنا المرحلية:
سننتج فى اليوم ألف شعار وعشرين «شاعر»
فإن الأرض كانت «عاقر»
فإن القيادة حُبلى بما يجعل الأرض خضراء..
حطوا الشعار وراء الشعار وراء الشعار
وهزوا الشعار.. ليساقط الوعى فكرة
تدير المصانع، والثورة المستمرة
فنحن الذين
سننشئ جنة عمالنا القادمين
من الفكرة المطلقة
إلى الفكرة المطلقة
ونحن الذين
سنحرق كل المراحل، كى نصنع الطبقة
من المصنع اللُّغوى، وكى نرفع الطبقة
إلى سُّدة الحكم حتى نعبر عنها
بحزب.. وثورة!
* * *
.. ويا شعب، يا شعب حزبك، شد الحزام
لتحمى النظام
من الفكرة البرجوازية الفاسدة..
سنبحث عشرين «عام»
عن القيمة الزاندة
وعن سارقى عرق الفقراء الحرام
لنعرف أين التناقض فى المجتمع؟
وأين التعارض بين القيادة والقاعدة؟
لنعرف أنماطنا، والبنى، وطبيعة هذا النظام..
ولكننا ندرك الآن أن الطبيعة أفقر منا
وندرك أن السلع
دليل على النمط البرجوازى، فاجتنبوها
لننتج وعياً جديداً
وربوا الشعارات.. وادخروها
وإن صدئت طوروها
وإن جاع أولادكم فاطبخوها
وفى عيد مايو كُلوها
وصلوا لها واعبُدوها
وإن مَسَّكم مرض.. علقوها
على موضع الداء، فهى الدواء..
وثروتنا فى بلاد بغير معادن
وواقعنا ما نريد له أن يكون
وليس ما هو كائن..
فماذا سننتج غير الشعارات؟
وهى رسالتنا الرائدة..
إذا استثمرت جيداً أثمرت بلداً سيداً
حالماً سالماً
بحزب.. وفكرة
* * *
.. وصفوا التماثيل أعلى من النخل والأبنية
وصف التماثيل أفضل للوعى من أمهات النخيل
تماثيل ترفع كفى إليكم، وتُعلى تعاليم حزب لشعب نبيل
تذكركم بنشيد
تذكركم بنشيد الطلائع: نحن أتينا لكى ننتصر
ولا بد للقيد أن ينكسر
ولا بد مما يدل على الفرق بين النظام الجديد
وبين النظام العميل
ولا بد من صورة الفرد كى يظهر الكلُّ فى واحد..
تماثيل تعلو على الواقع المندحر
وتخلق مجتمع الغد من فكرة تزدهر..
فلا تجدعوا أنفها عندما تسغبون
ولا تملأوا يدها بالرسائل ضدى.. وضد السجون
ولا تأذنوا للحمام المهاجر أن يستريح عليها
ولا ترسموا حول أعناقها صورة للرغيف الحزين
ولا تبصقوا حولها ضجراً..
ولا تنظروا شذراً..
سأزرع حول التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية
وجيش مكافحة السُخرية
سنصمُد مهما تحرش هذا الجفاف بنا
سنصمُد مهما تنكر هذا الزمن
سنصمُد، حتى نهاية هذا الوطن
سنصمُد، حتى تجف المياه.. لآخر قطرة
وحتى يموت الرغيف الأخير.. لآخر كِسرة
وحتى نهاية آخر مَن كان يحلُم مثلى.. بآخر ثورة
فإن مات هذا الوطن
فقد عشتُ من أجل فكرة
فموتوا، كما لم يمت أحدٌ قبلكم
ولا تسألوا الحزب: من أجل أية فكرة
نموت؟
ومن أجل أية ثورة
نموت؟
فمن كل فكرة
ستُولد ثورة..
ومن كل ثورة
ستولد فكرة
سلام عليكم
سلام على فكرة
سوف تولد من موت شعبٍ.. وفكره!!