«وشهد شاهدٌ من أهلها»: أحدث وسيلة لإقناع الطرف الآخر
أن يخرج تصريح من أحد المشايخ يؤيد موقف الليبراليين، أو أن يقف أحد المحسوبين على النخبة فى صف التيارات الدينية، هو أحدث وسائل الإقناع والترويج للأفكار، بل والحروب التى يشنها كل من التيارات الدينية والليبرالية، على بعضهما البعض، فالفريقان اللذان انقسم المصريون حولهما، حاولا إثبات صحة مزاعمهما، فى ما يتعلق بقرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة، من خلال الحديث بلغة الآخر، والاستشهاد بمن يتبنى موقفهما ويكون محسوباً على الطرف الآخر.
«من يحكم على مؤمن بالردة أو يكفره أو يتهمه بالنفاق الشرعى لمجرد مخالفته لتوجهه السياسى، ينبغى أن يُحاكم بتهمة ازدراء الأديان».. قالها الشيخ الحبيب على الجفرى، واستشهد بها أنصار التيار الليبرالى لإثبات صحة آرائهم، وهو ما تكرر أيضاً فى مقولة تم تداولها على لسان الداعية الإسلامى الدكتور طارق السويدان جاء بها: «لا أفهم لماذا يعتبر بعض الإسلاميين المعارضة لاجتهاداتهم السياسية، معارضة للإسلام نفسه، وليتذكروا أنهم بشر، فالإسلاميون ليسوا الإسلام».
على الجانب الآخر استشهدت بعض المواقع الإلكترونية الإسلامية برأى الكاتب والمفكر فهمى هويدى فى ما يتعلق بالأزمة الراهنة، وأخذت تتداول بعض كلماته مثل «من مميزات مسوّدة الدستور تقييد سلطات رئيس الجمهورية، وضبط العلاقة بين سلطات الدولة»، كما استعانوا برأى الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشئون القانونية والنيابية، فى «التأسيسية»، قائلاً: «لأول مرة فى التاريخ ينسحب البعض من تأسيسية بعد 5 أشهر، وقبل انقضائها بشهر».
الدكتور بسيونى حمادة، أستاذ الإعلام والرأى العام فى جامعة القاهرة، يرى أن هذا الأسلوب يمثل «انتقاءً تعسفياً» لآراء بعض الشخصيات، ولا يبرهن بالضرورة، على أن هؤلاء الأشخاص يتفقون مع وجهة نظر من استشهدوا برأيهم بشكل كامل، أى أن ذلك يعد نوعاً من التعمية على الرأى العام. المشكلة أن المجتمع لا يزال على أعتاب الديمقراطية، ولم ينضج سياسياً أو فكرياً، وهو ما يؤدى إلى حالة الاستقطاب التى نشهدها وعدم البحث عن قوائم مشتركة فى حال وجود خلاف فى الرأى.