«إسلام» عمره 16 سنة.. خرج لمساعدة والده فصدمه الواقع: «الأجرة 1200 جنيه بندفع ربعهم مواصلات»
«إسلام» عمره 16 سنة.. خرج لمساعدة والده فصدمه الواقع: «الأجرة 1200 جنيه بندفع ربعهم مواصلات»
إسلام طه
شاب طويل البنية، ذو ابتسامة لا تغيب عن وجهه، بالرغم من شكواه بضيق الحال، إسلام طه، طالب فى دبلوم تجارة، 16 سنة، يقول إنه يضطر للخروج من أجل العمل، فى كل إجازة صيف، وأنه بالرغم من صغر سنه، فقد عمل فى الكثير من الورش، كما عمل كعامل خرسانة، فى محاولة منه للحصول على أجر يعين به والده على مصاريف البيت.
السمسار كان بيجمع 40 واحد فى شقة فى أكتوبر مساحتها 60 متر
يقول «إسلام»: «دلوقتى مش لاقى شغل غير إنى أطلع مزارع فى الصحرا، ودى شغلانة ظروفها صعبة»، بينما يحكى «إسلام» عن تجربته القاسية فى العمل فى أحد المصانع الخاصة فى السادس من أكتوبر، حيث عمل هناك لمدة شهر واحد، ثم اضطر للتوقف عن العمل بعد ظروف غير آدمية تعرض لها.
«رحت أشتغل فى مصنع لمبات موفرة شهر واحد»، ثم يضيف قائلاً إنه صُدم من شدة صرامة القوانين الموضوعة للمكان، حيث كان من غير المسموح دخول المصنع بالهواتف المحمولة، وكان يتم تفتيش العمال قبل دخولهم.
ويضيف «إسلام»: «من ضمن نظام العمل، أن المستجدين يعملون فى الطابق العلوى، ويقومون بتركيب الدواية فى اللمبات فقط، وبعد عدة أشهر، يقرر المشرف أن ينزلوا للطابق السفلى، وهناك العمل أكثر صعوبة، حيث يكون هناك تعامل مباشر مع مادة البودرة الموجودة بداخل اللمبات».
ويكمل «إسلام» حديثه قائلاً إن المصنع يعمل ورديتين، كل وردية منهما تستمر 12 ساعة، ويعتمد المصنع فى معظم عمالته على القصَّر، لأنهم لا يشتكون ولا يتمردون على العمل، أما عن الأجر، يقول إسلام إن أجره الشهرى لم يتجاوز الـ1200 جنيه، بينما يضطر لدفع 300 جنيه ثمن العربات التى تنقله من الفيوم إلى القاهرة كل يوم قبل الفجر، وتعيده إلى الفيوم مرة أخرى بعد الساعة العاشرة. ويكمل «إسلام» حديثه، مؤكداً أن زملاءه ممن قرروا المبيت فى 6 أكتوبر، أخبروه بأن الشقة التى وفرها السمسار مساحتها لا تتجاوز الـ60 متراً، بينما يضطر أكثر من 40 شاباً بعضهم قصّر، للمبيت فيها، فى ظروف غير إنسانية على الإطلاق. ويختم «إسلام» حديثه: «كل حاجة كانت بمزاج سمسار التوظيف، يعنى لو اتضايق من حد ممكن يمشيه.