«الوطن» فى محيط قصر الاتحادية بعد المذبحة: الحرس الجمهورى يوزع الشيكولاته على المتظاهرين من خلف الأسلاك الشائكة.. والمئات يعتصمون
اعتصم مئات المواطنين المعترضين على الإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور أمس الأول فى محيط قصر الاتحادية بعد انسحاب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أمام القصر تاركين قوات الحرس الجمهورى لتأمين الشوارع المؤدية إلى مقر الرئيس.
وفرضت قوات الحرس الجمهورى طوقا أمنيا حول القصر الرئاسى بالأسلاك الشائكة والدبابات مطالبين المتظاهرين بالالتزام بالتظاهر السلمى وعدم التدافع وقطع الأسلاك الشائكة.
وردد المتظاهرون هتافات منها «مرسى حكمها هو وحزبه بلطجية» و«يا إخوان عبدالناصر علم عليكو زمان» و«الشعب المصرى خلاص عرف طريق الحرية ومش هايرجع للديكتاتورية».
وشهد محيط قصر الاتحادية سيولة مرورية عقب فتح رجال الحرس الجمهورى المداخل الجانبية للشوارع المؤدية للقصر وأزالوا الحواجز الحديدية الموجودة بشوارع الميرغنى والأهرام وإبراهيم اللقانى، ورفعت عربات الشرطة العسكرية المخلفات الناتجة عن إزالة الأسلاك الشائكة.
ونشرت قوات الحرس الجمهورى 4 دبابات بأول وآخر شارع الميرغنى بجوار البوابة رقم 3 للقصر، وتقاطع الميرغنى مع إبراهيم اللقانى و4 مدرعات بشارع الأهرام، ويوجد فى محيط قصر الاتحادية أكثر من 15عربة إسعاف.
وانطلقت مسيرات من روكسى ورابعة العدوية ومسجد النور والمطرية لدعم المعارضين لقرارات الرئيس وللتنديد بأحداث أمس الأول الأربعاء التى نتج عنها مصرع 6 من المؤيدين والمعارضين وإصابة المئات منهم ضمت الآلاف.
ورفع المتظاهرون أعلام مصر ولافتات مكتوبا عليها «لا لا للديكتاتور» مرددين هتافات منها «مش بنخاف إحنا خلاص عرفنا طريق الموت» و«هما اتنين مالهمش أمان حكم العسكر والإخوان»، و«قالوا حرية وقالوا عدالة شفنا سفالة وشفنا ندالة» و«الشعب يريد إسقاط النظام» و«الشعب يريد إسقاط الإخوان»، «وارحل يا مرسى»، «ياللى ساكن فى الاتحادية أنت فاقد للشرعية»، «يسقط يسقط حكم المرشد».
وطالب المشاركون المواطنين فى المنازل بالنزول هاتفين «انزل انزل»، و«يا أهلينا انضموا لينا»، مؤكدين أن المظاهرات «سلمية»، فيما رفع عدد من السيدات المشاركات فى المسيرة كفنا على أيديهن، وحرص المتظاهرون على التوقف أكثر من مرة أمام المنازل التى يسكن بها ضباط فى شارع الطيران، والشوارع المجاورة المؤدية للقصر مرديين هتافات «هما اتنين مالهمش أمان حكم العسكر والإخوان».
وتجمع آلاف المتظاهرين حول الأسلاك الشائكة أمام شارع الميرغنى، وعززت قوات الحرس الجمهورى تواجدها باستدعاء مئات الجنود لتشكيل دروع بشرية خلف الأسلاك الشائكة لمنع أى محاولات من قبل المتظاهرين لتخطى الأسلاك الشائكة.
ونظم عدد من المتظاهرين لجاناً شعبية لتأمين التظاهرات، وأغلقوا الشوارع الجانبية المؤدية إلى مدخل بداية شارع الميرغنى، حيث قامت اللجان الشعبية بتفتيش الوافدين إلى محيط التظاهرات بعد الاطلاع على هويتهم، وذلك لضمان عدم وجود أى عناصر مندسة لحدوث وتكرار ما حدث يوم الأربعاء.
وقابل المتظاهرون الكثافة الأمنية من الحرس الجمهورى بحالة من الاستياء والغضب مرددين هتافات «ارجع ارجع» و«ولا بنخاف ولا بنطاطى إحنا كرهنا الصوت الواطى» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وقال أحد المتظاهرين لضباط الحرس الجمهورى خلف الأسلاك الشائكة: «إنتو واقفين بتحموا مين إنتو واقفين بتحموا دولة المرشد»، فرد عليه ضابط الحرس الجمهورى قائلاً: «إحنا واقفين بنحمى مصر».
وحطم عدد من المتظاهرين المتجمهرين بمحيط قصر الاتحادية، الأسلاك الشائكة الفاصلة بينهم وبين قوات الحرس الجمهورى فى محاولة منهم لعبورها ووضعوها بالشوارع الجانبية، فيما منعهم آخرون من تجاوز الأسلاك والالتزام بسلمية التظاهرات والحفاظ على أماكنهم دون احتكاك.
ووزع أحد قيادات الحرس الجمهورى «البسكوت والملبس» على المتظاهرين، وطالب المتظاهرين بعدم الاحتكاك بقوات الحرس الجمهورى، إلا أن بعض المتظاهرين هتف «يسقط يسقط حكم العسكر»، فقام بعض المتظاهرين معه وأمروه بأن يتوقف عن هذه الهتافات وهتفوا «الجيش والشعب إيد واحدة».
وردد المتظاهرون هتافات منددة بخطاب الرئيس الذى استمعوا إليه فى المحلات بالشوارع الجانبية لقصر الاتحادية مرددين هتاف «الثوار بيقولوا لمرسى الزنزانة بعد الكرسى»، «باطل باطل» و«الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط يسقط حكم المرشد»، وحاولوا دفع جنود الحرس الجمهورى فى محاولة لاختراق صفوفهم والوصول إلى القصر الجمهورى، فيما كثفت قوات الأمن وجودها ودفعت بتعزيزات من جنود الحرس الجمهورى لصد محاولات المتظاهرين، كما وجدت دبابتان إضافيتان بجوار سور نادى هليوبوليس.
وحاول ضباط الحرس الجمهورى تهدئة المتظاهرين وطالبوهم بالالتزام بأماكنهم ووقف التدافع، كما سمحوا لأحد المتظاهرين بالدخول خلف صفوف الجنود ليطالب زملاءه بعدم التدافع لاختراق صفوف الجنود حفاظا على سلمية المظاهرة.
كانت قوات الشرطة العسكرية قد فصلت بين المؤيدين والمعارضين حول القصر الجمهورى صباح أمس الأول الخميس، وتبادل المتظاهرون الهتافات والمناوشات قبل وضع أسلاك شائكة وانسحاب الإخوان.
وتجددت الاشتباكات ظهر أمس الأول الخميس بسبب إلقاء مؤيدى الرئيس محمد مرسى القبض على اثنين من المعارضين، وقاموا بسحلهما، مما أثار المعارضين وقاموا برشقهم بالحجارة من خلف الأسلاك الشائكة التى بشارع الميرغنى.
وألقى معارضو الرئيس القبض على أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذى كان قد تسلل إليهم وقد تعرف عليه أحد المعارضين وأكد على رؤيته أمس الأول ضمن المؤيدين، وحاول العشرات الاعتداء عليه، فقام بعض الشباب بإدخاله أحد العقارات وأغلقوا عليه الباب، ورددوا هتافات «سلمية سلمية مش هانبقى زى البلطجية»، ثم قاموا بتسليمه لقوات الشرطة.