خريج سياحة وفنادق ويعمل على عربة فشار
خريج سياحة وفنادق ويعمل على عربة فشار
«ياسر» متكئاً على العربة أمام معبد الأقصر
عربة فشار وغزل بنات صغيرة، منقوشة بألوان زاهية جذابة، تقف أمام الساحة الخلفية لمعبد الأقصر، وبجوارها يوجد شاب، لم يتجاوز الـ 24 عاماً ومن حوله بعض السائحين والأطفال والشباب.
«ياسر رجب» عجز عن إيجاد فرصة عمل مناسبة فى قطاع السياحة بعد تخرجه فى المعهد العالى للسياحة والفنادق، ففكر فى عمل مشروع صغير يُدر عليه دخلاً مناسباً، يساعده فى تحمل مشقات الحياة، ولم يجد أفضل من بيع الفشار وغزل البنات، لأن سعرهما بسيط وربحهما معقول.
«فشل زملائى من خريجى الدفعات السابقة فى الحصول على وظيفة حكومية، أو إيجاد فرصة عمل فى قطاع السياحة المنهار تماماً، ما جعلنى أفكر جدياً فى عمل مشروع صغير، والحمد لله المشروع نجح، وأفكر فى شراء أكثر من عربة أخرى لحمص الشام والفشار وغزل البنات، وتوزيعها فى شوارع ومناطق مختلفة بالأقصر»، يقول «ياسر»، ابن منطقة البياضية الموجودة فى جنوب الأقصر.
يضيف «ياسر»: «بعض الأصدقاء سخِروا منى عندما اشتريت العربة، واستغربوا قرارى الغريب من وجهه نظرهم، ولكن بعد نجاح المشروع، عرضوا علىّ الشراكة وشراء عربات أخرى ووضعها أمام المحلات الكبرى فى مدينة الأقصر».
يبدأ العمل على عربة الفشار وغزل البنات فى العاشرة صباحاً وحتى الـ 11 مساءً، ما دفع «ياسر» إلى الاستعانة بأحد الأشخاص لمساعدته، مقابل راتب جيد يدفعه له، ونجح فى خلق علاقات طيبة مع زبائنه، سواء كانوا سائحين أو أطفالاً أو كباراً، فضلاً عن المترددين عليه من أصحاب المحال التجارية ورواد المقاهى ورجال الشرطة المرابطين أمام ساحة المعبد: «بيحبونى لأنى بهتم بعملى جداً، حتى الفشار بحطه فى علب كرتون شيك جداً، الكل بيتكلم على جودتها».
يتمنى «ياسر» أن تساعده الدولة فى ترخيص عربته، حتى لا يتعرض لمضايقات من إدارة المرافق: «باخد كهرباء من الكافيه الموجود فى الشارع، بالاتفاق مع إدارته اللى شجعتنى وساندتنى كتير، لكن نفسى أمشى فى السليم وقانونى».