عصفور: ما يحدث من قضايا ضد حرية الرأى إحراج للرئاسة.. وشيخ الأزهر لا يريد التجديد
عصفور: ما يحدث من قضايا ضد حرية الرأى إحراج للرئاسة.. وشيخ الأزهر لا يريد التجديد
الدكتور جابر عصفور
قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن الأنباء التي ترددت عن وجود قضية جديدة ينوى الأزهر رفعها على سيد القمنى، إنه يظن أن الأزهر سيتردد كثيراً بعد الضجة التى حدثت على إسلام بحيرى وسيتجنب الإتيان بضحية أخرى، وأشك أن الأزهر سيفعل ذلك، وإن حدث أظن أنه سيكون دلالة على أنه لا يحترم حرية الرأى.
وأضاف عصفور، في حواره لـ"الوطن"، أن فى رأيه أن هناك كارثة تسمى الحسبة، وهذه الكارثة ظهر خطرها فى قضية نصر حامد أبوزيد، الحسبة تعنى أنه من حق أى مواطن أن يتقدم ببلاغ للنائب العام أو نوابه ويتهم فلاناً بأنه خرج عن ملة الإسلام فى موضوع ما، وأنا شخصياً دُعيت للشهادة فى قضية أحمد ناجى، والمسألة تقوم على بلاغ مقدم من مواطن يتهم أحمد ناجى بالكفر والسخرية من الثوابت الدينية، والقضية كان نسفها سهلاً لأن ما كُتب فى أخبار الأدب فصل من الرواية، ولا يمكن محاسبة فصل من الرواية بمقاييس المقال لأن الرواية خيال، وعلى هذا الأساس القاضى العظيم الذى تمثلت فيه تقاليد القضاء المصرى العظيم حكم له بالبراءة.
وأوضح عصفور، أنه لحسن الحظ أن هذه القضية كان يتولاها قاض مستنير والخوف فى قضايا أخرى ألا يكون القاضى مستنيراً ويلجأ إلى قوانين متهالكة، ويجب على مجلس النواب الجديد أن يعدل تلك القوانين، والسيدة الفاضلة آمنة نصير، وهى عالمة أزهرية جليلة، أكدت أنها ستعمل على حذف مادة «ازدراء الأديان» فى البرلمان، و«نُصير» ترفض هذه المادة، وكلمة ازدراء الأديان وكونها قانوناً يعاقَب على أساسه، ويجب إلغاء هذه المادة، فكيف يمكننا تحديد الشخص الذى سيؤكد لنا أن هذا ازدراء أديان وهذا ليس كذلك؟، أنا مواطن عاقل ولى الحق فى التفكير وأظن أن تفكيرى سليم.
ونوّه، وزير الثاقفة السابق، بأن ما يحدث من قضايا ضد حرية الرأى يشكل إحراجاً لمؤسسة الرئاسة، وبالطبع قلت من قبل إن هذا الحكم الذى صدر ضد بحيرى، وهو حكم ضد رئيس الجمهورية نفسه، خاصة بعد طلبه من الأزهر تجديد الخطاب الدينى، وهو كرر ذلك كثيراً، والسيسى أكد من قبل أننا نحتاج إلى ثورة فى التفكير الدينى، ليس معنى ذلك أننا سنكون كفاراً أو ملحدين، ولكن معنى ذلك أن نسلط عقولنا على التراث الدينى فنأخذ منه الصافى والجميل والسمح، ويصبح هذا هو إسلامنا الفكرى العقلانى المستنير الذى هو إسلام الشيخ محمد عبده وإسلام الشيخ شلتوت وأشخاص من لجان الأزهر مثل زقزوق، وليس كل رجال الأزهر ضيّقى الأفق، ولكن منهم من يفكر ويجتهد، وهناك أقلية من المجددين، هم دائماً أقلية فى المجتمعات.
وشدد على أن المجتمعات دائماً أغلبية تريد إبقاء الأوضاع على ما هى عليه، وتأتى الأقلية التى تطالب بالتغيير إلى الأحسن، فالأغلبية تحاول إعاقة هذه الأقلية، وهو ما يحدث فى الأزهر، فالأغلبية لا تريد التجديد، وهو ما يشكل إحراجاً للرئيس الذى يعده الأزهر بالتجديد فيما لا يتغير شىء فى الواقع، نفس الشىء يحدث فى المجتمع المصرى، الأغلبية فى مصر نائمون والحال فى نظرهم جيد ولا يريدون تغييراً، وهذه طبيعة المؤسسات، والجامعة المصرية تحمل نفس تلك السمة، وأنا أفاجأ فى الجامعة المصرية بكثير من الأساتذة لا يريدون تغيير أى شىء.
وتابع "أستطيع أن أقول الآن بعد ما شاهدت من مواقف وممارسات إنه لا يريد التجديد وإنه مع الأغلبية، هنا السؤال، هل شيخ الأزهر يمشى على مذهب الشيخ محمد عبده، بالطبع لا، فشيخ الأزهر أعلن من قبل أنه أشعرى والأزهر أشعرى، وهل يوجد شيخ أزهر يفرض على الأزهر مذهبه، الأزهر ملك للإسلام، وينبغى أن يكون ممثلاً لكل المذاهب الإسلامية المعترَف بها وليس فقط الأشعرية، والمعتزلة وابن رشد وأهل السنة والمذاهب الأربعة".
وأكد أن الأزهر لا ينبغى أن ينحاز لمذهب من المذاهب، ويجب أن يحتوى كل المذاهب ويأخذ من المتطور والمتجدد منها.. مثلاً الشافعى عندما انتقل من العراق للقاهرة قام بتغيير 40 مسألة فقهية من مسائل اقتصاد وتعاملات بين المسلمين لأنه وجد بيئة مختلفة وناساً مختلفين، لماذا لا نصبح مثل الشافعى؟ وهو كان مدركاً أن هذا الفقه «شريعته» ينبغى أن تكون مطاطة ومرنة لتتناسب مع كل عقل وبيئة، والبيئة المصرية فرضت على الشافعى تغيير 40 مسألة.
وقال إن الأزهر لا توجد لديه رغبة حقيقية فى التغيير، مؤكدًا لا أستطيع أن أملى على شيخ الأزهر ما يفعله، هو لديه علماء من نوعية محمود زقزوق، يجب أن يعتمد على رجال الدين المستنيرين المثقفين ممن لديهم صورة جيدة عند الشعب، مثال أسامة الأزهرى وهو رجل متسامح مستنير عقلانى ويحترم الإسلام، وأيضاً الدكتور أحمد كريمة وهو ذهب للتدريس من قبل فى عمان ودرس الفقه الإباضى وتم اتهامه بأنه يأخذ فكراً غير فكر أهل السنة، على الرغم أن الفكر الإباضى من الفكر الإسلامى، تيارات الإسلام كثيرة منها العقلانى ومنها ما يلغى العقل، أنا أريد انحيازاً واضحاً من شيخ الأزهر لتيارات الفكر الإسلامى العقلانى.