حسام بدراوى في حوار لـ"الوطن": الدول تعيش بالدستور والقوانين وليس "الثورات"
حسام بدراوى في حوار لـ"الوطن": الدول تعيش بالدستور والقوانين وليس "الثورات"
الدكتور حسام بدراوى
أكد الدكتور حسام بدراوى، السياسى البارز وأستاذ الطب بجامعة القاهرة، أنه متفائل بانعقاد مجلس النواب، لأنه سيمثل قوة داعمة لنظام الحكم، مشيراً إلى أن أداة الحكم دون برلمان تصبح "عرجاء"، وأن استخدام المال السياسى فى الانتخابات الأخيرة سببه وجود عوار فى قوانين الانتخابات، وأن الناخب لا يعرف المرشحين فأعطى صوته لمن يقدم له الخدمات، وأضاف بدراوى فى حواره مع "الوطن"، أن وجود عدد غير مسبوق من الشباب والمرأة والأقباط أفضل ما فى البرلمان الحالى، وعلينا أن نساندهم، ولفت إلى أن وثيقة ائتلاف دعم مصر تحتاج إلى إعادة صياغة، وأن الخلاف بين أعضاء الائتلاف، وحزب المصريين الأحرار ظاهرة صحية، مبيناً أن حزب "مستقبل وطن" استطاع أن يحصل على تمثيل برلمانى دون ضجة إعلامية وصوت عال، ورأى بدراوى أن التعليم هو أساس تقدم الشعوب، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فيما كلفه الشعب بتنفيذه، مشيراً إلى أن دعوات التظاهر يوم 25 يناير الحالى نوع من العبث.
■ كيف ترى المشهد السياسى حالياً؟
- أنا متفائل بطبعى ودائماً أرى فى المشهد السياسى أفضل ما فيه، وأرى أن انعقاد البرلمان سيمثل قوة داعمة لنظام الحكم، لأنه من غير برلمان تصبح أداة الحكم عرجاء، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من السياسيين رأوا ظواهر سلبية عديدة فى الانتخابات والتحالفات التى تلتها فإننى أراها إيجابية، لأنها تُحدث ديناميكية فى ممارسة العمل السياسى، وأنا متفائل بأنه ستخرج منها أشياء كثيرة جيدة، لأن العديد من نواب البرلمان لديهم حماس شديد ورغبة حقيقية فى خدمة البلاد، وهذا فى حد ذاته دافع جيد للتعلم واستقدام الخبرة والتطور، وأعتقد أن مجلس النواب سيكون إضافة إيجابية للعمل السياسى فى مصر.
وثيقة "دعم مصر" حزبية أكثر من كونها ائتلافية
■ تقصد أن من يشن هجوماً على البرلمان يركز على سلوك بعض النواب من أصحاب الحناجر المرتفعة؟
- نعم هذا ما أقصده، وأقول لمن ينتقد أداء البرلمان إنه من المستحيل أن يلبى النواب مطالب جميع المواطنين، صحيح أن هؤلاء النواب نجحوا بأصوات عدد من الناخبين ولم ينالوا رضا الجميع، إلا أنهم فى نهاية الأمر أصبحوا نواباً، وعلى الجانب الآخر يضم البرلمان عدداً غير مسبوق من السيدات والأقباط والشباب، ومن الممكن أن يكون هؤلاء سبباً فى نجاح أداء المجلس، ويجب علينا أن نعمل كى ينجح البرلمان ونمنح هؤلاء فرصة الخطأ والصواب، ونتعمد أن نرى الجيد قبل الردىء.
■ وما رأيك فى الدور الذى لعبه المال السياسى فى الانتخابات الأخيرة؟
- أمر طبيعى ولا يمكن لأى حزب أو مرشح مستقل أن ينجح دون أن يكون لديه مصادر تمويل، وهذا أمر متعارف عليه فى العالم.
■ ولكن هل من المقبول أن يصل سعر الصوت إلى 1000 جنيه، وأن تكون الرشاوى الانتخابية سبباً فى نجاح بعض النواب؟
- الرشاوى الانتخابية تعنى استخدام المال السياسى لتغيير تصويت الناخب، ولأن الكثير من الناخبين لا يعرف المرشحين، فإن الناخب أصبح لديه يقين أن من يقدم له الخدمات هو من سيحصل على صوته، وهذا أحد عيوب قوانين الانتخابات التى لا بد من تعديلها، ويجب أن نتعلم الدرس جيداً، حتى لا نقع فى نفس الأخطاء ونصل إلى ذات النتيجة، ويجب أن تقوم المراكز الحكومية والأهلية بتحليل النتائج التى أفرزتها الانتخابات، لتوضيح إيجابياتها وسلبياتها، وكيفية التعامل معها، فى الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خاصة أننا بصدد إجراء انتخابات محلية تعتبر قاعدة أساسية فى بناء الديمقراطية فى مصر.
■ كيف ترى التراشق الحاصل بين أعضاء ائتلاف "دعم مصر" من جهة، وحزب المصريين الأحرار من جهة أخرى؟
- هذه ديناميكية سياسية طبيعية، إن لم تحدث فهذا مؤشر غير جيد، ويجب أن نضع أيدينا على قلوبنا، لذلك أرى أن ما يحدث بين الطرفين شىء صحى جداً، لأن الخلافات الأيديولوجية والأدوات المستخدمة فيها تتطور بتطور العمل السياسى، كما أن الاختلاف فى وجهات النظر وارد، مع العلم أن تشكيل الائتلافات تجربة جديدة على الحياة السياسية فى مصر وقد تكون إضافة جيدة لها.
■ هل اطلعت على وثيقة "ائتلاف دعم مصر"؟
- نعم.
■ ومارأيك فيها؟
- أرى أنها وثيقة حزبية أكثر من أن تكون ائتلافية، وتحتاج إلى إعادة بعض الصياغات، وإذا كان هناك أحزاب حصلت على مقاعد وتستحق التهنئة فمن الصعب أن نطلب من نوابها الدخول فى ائتلاف، كما أن تجربة دعم مصر تحتاج إلى دراسة، لأنه عند حدوث خلافات على الوثيقة وبنودها وخروج أعضاء من الائتلاف احتجاجاً على ذلك، فمن المفترض أن تكون لديهم الكياسة السياسية لحدوث تغيير ما، حتى يحتفظ كل حزب داخل الائتلاف بكينونته وأفكاره.
■ البعض يرى أن اختيار اسم "دعم مصر" للائتلاف فيه نوع من الاتهام للآخرين الذين رفضوا الانضمام له بانعدام الوطنية؟
- المضمون أهم من الأسماء، والفكرة الرئيسية أن مصر تتعرض لتهديد غير مسبوق، خاصة أننا نرى أن هناك دولاً تفككت وسقطت أعمدة بنيانها، فالهدف الذى نشترك فيه جميعاً هو أن نبتعد ببلادنا عن أى تهديد، فكل منا يدعم مصر بطريقته، فجميعنا نريد أن نرى بلادنا قوية فى كافة المجالات، وعلى سبيل المثال هناك من يطالب بالعدالة الاجتماعية عن طريق زيادة الضرائب وأخذ الأموال من الأغنياء، وهناك من يرى أن العدالة الاجتماعية فى تكافؤ الفرص ووجود الخدمات العامة من التعليم والصحة والطرق والمواصلات ودعم الفقراء، وهنا نشترك جميعاً فى الهدف لكن نختلف فى الطريقة.
■ ما تفسيرك للصعود السريع لحزب مستقبل وطن وسيطرته على عدد كبير من المقاعد البرلمانية؟
- "مستقبل وطن" يعطى انطباعاً بأنه حزب للشباب، وقبل الانتخابات كنت أقول إن نتيجة هذه الانتخابات ستعيد رسم الخريطة السياسية فى مصر، لأننا نسمع "ناس كتير بتتكلم"، وليس لهم أى تأثير فى الانتخابات، والعكس، كان هناك سياسيون بلا صوت وأصبح لهم وجود قوى من خلال الخارطة الانتخابية، وعلى سبيل المثال فاليسار المصرى ليس له تمثيل يذكر فى البرلمان رغم أن صوته أعلى صوت فى الإعلام، نفس الأمر بالنسبة للتيار الناصرى نسمع حواراتهم كثيراً جداً ولا نجد لهم أى تمثيل فى البرلمان، من هنا أرى أن حزب "مستقبل وطن" استطاع أن يحصل على تمثيل برلمانى دون ضجة إعلامية أو أن يكون لأعضائه صوت عال.
■ لكن هناك من يردد أن هذا الحزب مدعوم من رجال أعمال تابعين للحزب الوطنى المنحل؟
- كل جهة لها من يدعمها، وإلا ما كان أعضاؤها حصلوا على نتائج، والحقيقة أن الخريطة السياسية مرسومة داخل البرلمان، فهناك نواب مستقلون، وأحزاب حصلت على مقاعد لا تمثل الأغلبية، وهذا هو الواقع السياسى الذى يجب أن نحترمه، ويجب علينا أن نحلله استعداداً لانتخابات المحليات.