على خير.. «الخفير» الذى لم يرحم «الإخوان» إصابته ولا سنه
«أنا بواب فى برج أحمس»، جملة حاول بها «على خير عبدالمحسن»، ذلك المواطن الخمسينى، الذى يعمل خفيراً بأحد أبراج شارع الخليفة المأمون، الدفاع عن نفسه، أثناء احتجازه على يد أنصار الرئيس محمد مرسى، أمام إحدى بوابات قصر الاتحادية، وهو ما كشفه مقطع الفيديو الذى نشرته بوابة «الوطن» الإلكترونية، وتناقلته عدة وسائل إعلام.
وأظهر الفيديو أنصار الرئيس محمد مرسى أثناء احتجازهم للخفير، مع متظاهرين آخرين معارضين لمرسى، وسحلهم وضربهم، وكان واضحاً محاولات شخص ملتحٍ وعدد آخر من الإخوان المسلمين وهم يجبرون الرجل على الاعتراف بتقاضى أموال من الحزب الوطنى مقابل التظاهر ضد «مرسى» الأربعاء الماضى. وتقول أمل إبراهيم، الأخت غير الشقيقة للخفير على خير، إنها علمت بالواقعة من خلال الفيديو الذى نقلته القنوات الفضائية عن بوابة «الوطن»، وأضافت أن آخر مرة شاهدت فيها شقيقها كانت قبل الحادث بيومين، حيث ذهبت إلى العمارة التى يعمل بها، حيث تعمل بتنظيف منازل بعض السكان، ووجدته يقف فى الشارع يتابع المسيرات التى اتجهت إلى قصر الاتحادية، ونصحته أن هذا فيه ضرر عليه، قائلة: «لو الشرطة قبضت عليهم هتتاخد فى الرجلين».
وتروى أمل أنها تلقت اتصالاً تليفونياً من أحد سكان المبنى الذى يعمل به أخوها، ونبهوها لظهوره على التليفزيون وتعرضه للضرب على أيدى الإخوان، وعلى الفور تواصلت مع باقى الأسرة بمدينة الإسماعيلية ليوجهوها، فانطلقت صباح أمس إلى محكمة مصر الجديدة لتعرف مصيره، فقال لها حاجب المحكمة إنه جرى ترحيل كافة المقبوض عليهم إلى معسكر الأمن المركزى بـ«الجبل الأحمر». على خير عبدالمحسن، رجل خمسينى، كان قد عاد من ليبيا قبل اندلاع الثورة هناك منذ نحو عامين، تاركاً زوجته المغربية، التى انفصل عنها وطفلة له، كان يصلح الأحذية وهذه هى مهنته التى لم يعد يعمل بها، ليعيش مع شقيقته أمل فى منطقة مطار إمبابة، باحثاً عن باب رزق جديد. له ثلاثة أبناء فى مصر من زوجته الأولى التى انفصل عنها أيضاً، 2 من أبنائه متزوجان ولديهما أبناء، والابن الأصغر حاصل على شهادة تعليم متوسط، لكنهم لا يتواصلون مع والدهم نهائيا، إلا من اتصال واحد أجراه محمد الكبير بعمته أمل، ليطمئن على والده بعد أن شاهده فى التليفزيون أثناء تعذيبه على يد الإخوان. أمل حاولت الاستنجاد بسكان المبنى الذى يعمل به خير منذ 6 أشهر تقريبا، وتحاول أن تطمئن الجميع بأنه «مالوش فى السياسة نهائى، بس دى آخرة الطيبة الزيادة عن اللزوم». وقالت السيدة كوثر فهمى، إحدى سكان برج «أحمس»، الذى خُطف من أمامه الخفير على وجرى سحله وضربه: إن ابنها الذى يتدرب بالصحافة كان يتابع الأحداث بالقرب من العمارة، وفجأة حدث هجوم من الإخوان وركض الجميع، بمن فيهم ابن السيدة كوثر، لكن الخفير لم يتمكن من الهروب كما فعل الجميع، وعندما اقتربت جموع الإخوان منه «خطفوه» واختفى بعدها، وتؤكد السيدة كوثر أنها علمت باختطاف الخفير من ابنها الذى شاهد أنصار مرسى وهم يحملونه كأسير حرب.