مفتي الجمهورية يجتمع ببان كي مون على هامش "دافوس".. ويؤكد: نعيش فترة عصيبة
مفتي الجمهورية يجتمع ببان كي مون على هامش "دافوس".. ويؤكد: نعيش فترة عصيبة
شوقي علام مفتي الجمهورية
عقد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، اليوم، جلسة مباحثات مطولة مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بجنيف، في مستهل مشاركته في منتدى "دافوس" الدولي في شرق سويسرا.
مون يدعو علام لإلقاء محاضرة عن تعاليم الإسلام في مقر الأمم المتحدة بنيويورك
وأكد مفتي الجمهورية، خلال لقائه، أن مواجهة الأيدلوجيات المتطرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها علماء الدين مع المنظمات الدولية والإعلام وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيدلوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه لتعاليم الأديان.
وقال المفتي، "إننا في مصر نعالج قضايا التطرف الديني من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمي لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمي"، مشددا على أن مصر خطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري، لافتا إلى أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه، مؤكدا أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارا وتكرارا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانا صاغية.
لفت المفتي إلى ضرورة التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام وبين المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين، مشددا على أن جرائم الإرهابيين تتعارض مع الجوهر الحقيقي لرسالة الإسلام والفهم الصحيح لتعاليمه.
وأضاف أن العالم أحوج ما يكون إلى منتديات تعين على حوار حقيقي نابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، متابعا "الحوار الذي يظل محترما ولا يسعى لتأجيج نيران العداوة والبغضاء أو فرض الهيمنة على الآخر، الحوار القائم على أساس التعددية الدينية والتنوع الثقافي، الحوار الذي أبدا لا ينقلب إلى حديث أحادي".
واستطرد "نعيش في فترة عصيبة تتميز بتصاعد الحملات الإعلامية العدائية ضد الإسلام والمسلمين من جهة، واستغلال بعض الأفعال التي تتنافى مع روح الدين الإسلامي الصادرة من الجماعات الإرهابية من جهة أخرى، في ترسيخ صور نمطية عن الإسلام تختزله في ديانة تتبنى العنف وتحرض على التطرف وتعارض كل تقدم".
وأوضح المفتي أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف السياسي في العالم الإسلامي وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج فهمها جيدا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التي تهدد العالم أجمع، حد قوله.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن المفتي يعد أحد القيادات الدينية الإسلامية المشهود لها عالميا وعربيا وإسلاميا ويتمتع بقبول كبير في الأوساط العلمية والثقافية في العالم أجمع، مشيرا إلى امتلاكه قدرات وإمكانيات كبيرة للتواصل مع العالم، لافتا إلى أنه متابع جيد لكل ما يكتبه المفتي في الإعلام العالمي عن قضايا الحوار والتعايش ومكافحة التطرّف والإرهاب.
ووجه الأمين العام دعوة مفتوحة للمفتي لإلقاء محاضرة عامة عن تعاليم الإسلام الصحيحة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، في إطار سعي المنظمة لفتح قنوات مع القيادات الدينية المرموقة حول العالم.
وثمن مون الدور الكبير الذي تلعبه دار الإفتاء المصرية في نشر الوعي الصحيح بالدين الإسلامي خلال الفترة الماضية، ودورها المؤثر والملموس في المجتمع المصري والعالم.