# 25_ مكاسب _ صوت مشارك
# 25_ مكاسب _ صوت مشارك
جورج إسحاق خلال حواره مع «الوطن»
اعتبر جورج إسحق، مؤسس حركة «كفاية»، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن أبرز مكاسب ثورة 25 يناير أنها استطاعت أن تكسر حاجز الخوف لدى المصريين، بعد أن استطاع الشعب الإطاحة بنظام استبدادى احتكارى، وأن معظم المصريين باتوا يرفضون الإهانة أو التعذيب داخل أقسام الشرطة.
جورج إسحاق: «ثورة يناير» إعصار «تسونامى» نظف مصر من «الزبالة»
وقال فى حوار لـ«الوطن»، إن كارهى ثورة 25 يناير يخشون المحاسبة خلال الفترة المقبلة على ما اقترفوه فى حق هذا الوطن، بعد صدور قانون العدالة الانتقالية الذى يحاسب الجميع على أفعالهم.
■ ما أبرز مكاسب ثورة 25 يناير من وجهة نظر؟
- لا بد من الحديث عن مقدمات 25 يناير، أبرز هذه المقدمات هى حركة «كفاية» التى حققت عدداً من المكاسب، أولها كسر ثقافة الخوف لدى المصريين، واقتناص حق التظاهر رغم وجود القوانين التى تعرقله، وحق نقد رئيس الدولة، وهو المكسب الذى أخرج لنا هتافات «يسقط حسنى مبارك.. وارحل»، كل هذا المناخ هيّأ الأوضاع لخروج «25 يناير»، وأهم مكاسب 25 يناير هو كسر حاجز الخوف الذى تربى لدى المصريين منذ 30 عاماً، والشباب قاوم دون خوف، مقاومة شجاعة، وأهم المكاسب كانت استعادة الشعب المصرى لمصر مرة أخرى بعد احتكار نظام استبدادى يرفع شعار «الشعب ملوش دعوة»، أصبح الشعب المصرى كله يتحدث فى الشأن العام وهو بداية التمكين السياسى والانفتاح السياسى الذى حدث بقوة بعد 25 يناير.
■ بعد مرور 5 سنوات على الثورة.. هل المكاسب كما هى أم تلاشى بعضها؟
- الشعب المصرى حتى الآن مستمر على نفس النهج وإن كان هناك بعض الخوف نتيجة ممارسات وتحرشات الشرطة، لكن الأن لا أحد يقبل إهانته فى قسم شرطة والجميع يستطيع أن يشتكى أى ممارسة خاطئة تمارس ضده دون خوف، فسقوط استبداد الشرطة كان أحد مكاسب «25 يناير» أيضاً، الشرطة نفسها ترفض الممارسات الخاطئة وتحقق فيها.
كارهو الثورة يخشون الحساب.. والشباب محبط.. واتهام «ثوار يناير» بتنفيذ مخططات غربية كلام «حقير»
■ ما التقصير الذى وقع بعد 25 يناير من وجهة نظرك؟
- بعد 25 يناير كان يجب أن تذهب القوى السياسية الموجودة على الساحة إلى المجلس العسكرى وتقول له شكراً على ما فعلتم، وحميتم الثورة، وأن يشارك القوى المدنية فى الحكم.
■ ماذا عن صعود الإخوان على أكتاف ثورة 25 يناير؟
- الإخوان تركوا ثورة 25 يناير يوم 11 فبراير، وذهبوا إلى المجلس العسكرى، واستقبلهم نتيجة اعتقاده بأن الإخوان هم القوى الوحيدة المنظمة فى مصر، لذا تعاونوا معهم وسلمهم السلطة، ولو أدركوا وجود قوى سياسية أخرى لكانوا تعاونوا معها.
■ أين كان أبناء ثورة يناير فى تلك الفترة، ولماذا لم يدافعوا عنها؟
- الفرصة التى حصل عليها الإخوان جاءت بسبب تقصير النخبة المصرية، ولا أخفى هذا.
■ لكن وزراء عصام شرف كانوا من الميادين؟
- لكن أداءهم كان ضعيفاً، وليس هؤلاء هم من كان يتمناهم الشباب، والإخوان كانوا يخططون فى تلك المرحلة للاستحواذ والمجلس العسكرى لم يقف ضدهم وأعطاهم الفرصة.
■ ما الذى كنت تتمناه من مكاسب للثورة ولم يحدث حتى الآن؟
- كنت أتمنى أن يكون هناك نظام انتخابى أفضل من النظام الأعرج الذى جاء بالبرلمان الأخير، رغم احتياجنا الأخير للبرلمان وبشدة، وحينما طلب الرئيس عمل نظام انتخابى قمنا بعمل 24 جلسة للاتفاق على نظام انتخابى 40% قائمة نسبية و40% فردى، و20% مطلقة، وكان يتيح الفرصة لتمثيل عدد أكبر من القوى السياسية «يمين ويسار وكل قوى الشعب»، بدلا من هذا النظام الذى لم يتح النجاح إلا لمن لديهم المال السياسى، والرشاوى السياسية كانت مفتوحة على البحرى، وكنت أتمنى أن يظهر قانون الجمعيات الأهلية وقانون منع التعذيب وقانون منع التمييز، وكنت أتمنى أن يقرها المستشار عدلى منصور.
■ لماذا انسحبت من الانتخابات؟
- لأنى كنت أنتمى لقائمة «صحوة مصر» وهى أكثر القوائم التى حوربت حرباً شعواء، وضُغط على الأعضاء أن ينسحبوا.
■ لماذا لم تخُض الانتخابات على المقعد الفردى؟
- كان الوقت تأخر لكى أخوض الانتخابات بالفردى.
■ هل تعتقد أن محافظة بورسعيد، وهى دائرتك ومحافظتك، استفادت من ثورة 25 يناير؟
- بورسعيد ظُلمت فى عهد مبارك ولا أحد يختلف على ذلك، هى محافظة فى ضمير الأمة لأن أبناءها أكثر من ضحوا ولم يحصدوا شيئاً بعد، ونُراهن اليوم على مشروعات شرق بورسعيد، ولو نفذت هذه المشروعات بكفاءة وعناية دون دعاية لا تنفذ على أرض الواقع، ستوفر 750 ألف فرصة عمل وكل البورسعيدية ينتظرون وعود السيسى لهذه المدينة.
الإعلام «جيّش» الشعب لكراهية الثورة وشبابها.. و«الإخوان» هربوا من الميدان 11 فبراير وذهبوا للمجلس العسكرى
■ ما أبرز خسائر «25 يناير» بعد 5 سنوات من مرورها؟
- عودة رجال مبارك على الساحة مرة أخرى، ولا يستطيع أحد أن يصدهم، ويعتبرون أنفسهم هم ثوار «30 يونيو»، هذا كلام ساذج لن يصدقه أحد، وظهور الإخوان كان كارثياً بالمرة، فكان شعارهم «المشاركة» وحينما تولوا السلطة استحوذوا على كل شىء، وكان من يحكم مصر هو مكتب الإرشاد، وكان لدى محمد مرسى فرصة ذهبية لحكم مصر إلا أنه سعى لـ«أخونة مصر».
■ فى رأيك، من هم ثوار «30 يونيو»؟
- ثوار «يناير» هم شباب «30 يونيو»، وهم الشعب المصرى نفسه.. وجبهة الإنقاذ وقفت ضد الإخوان بعد الإعلان الدستورى وتفاقم الأمر بعد تعيين المحافظين كلهم من الإخوان، وأخونة كل جهات الدولة، لكن الأمر الذى يجب أن يعرفه الجميع أن مصر بتاريخها لا يستطيع أحد أن يزايد عليه أو يحوله أو يغيره، ونطالب بفتح المجال السياسى، لأن مصر باتت منزوعة السياسة.
■ ماذا تعنى بأن مصر تعيش مرحلة منزوعة السياسة؟
- نعيش فى عهد بلا سياسة ولا مكان للسياسة بيننا الآن، فحينما يتم ترحيل إحدى الناشطات التونسيات لمجرد أنها جاءت تحضر أحد الاجتماعات عن محاربة الإرهاب بمكتبة الإسكندرية، أو توقيف الشاعر عمر الحاذق فى المطار لمدة 5 ساعات دون إبداء أسباب، والذى كان مسافراً للحصول على جائزة «حرية»، أو إلقاء القبض على محب دوس أحد مؤسسى حركة «تمرد»، رغم أنه كتب على صفحته على«فيس بوك»: «أنا مش هانزل يوم 25 يناير».. كل هذا يؤكد أننا نعمل بلا منطق.
أعظم ثورة حدثت فى مصر وكانت نتيجة تراكمات عدة وليست حدثاً عابراً ولم تكن وليدة الساعة
■ ما توقعاتك لـ25 يناير المقبلة؟
- أتوقع أن تشهد أعمال عنف وتدمير من قبل الإخوان، لذلك نزول الميادين سيكون صعباً، وقررنا الاحتفال بها داخل الأحزاب المدنية.
■ كيف ترى ما قالته مناضلة مثل شاهندة مقلد عن أن من ينزل الشارع فى 25 يناير يستحق القبض عليه؟
- أنا شخصياً أتحفظ على هذه الجملة تماماً، ولا يجب أن تقول ذلك.
■ لكن كثيرين غيرها يرفضون النزول إلى الميادين أو دعوات القيام بثورة جديدة؟
- الإعلام جيّش الناس ضد 25 يناير، وضد شباب 25 يناير وهى نقطة مهمة أن 60% من الشعب، شباب محتقن وغاضب ورافض، لكن هناك ضرورة لفتح حوار معه وسماع أسباب غضبه، ولن تحل أى مشكلة إلا بالحوار مع هؤلاء الشباب، ولن يستطيع الأمن السيطرة على البلاد، وما دامت المؤسسات الأمنية لها اليد العليا فى هذا الوطن لن ترتقى مصر.
■ ماذا حققت ثورة يناير لمصر على المستوى الاقتصادى؟
- الأحوال الاقتصادية السيئة التى نعانى منها كانت مخفية فى عهد مبارك، ولم تنكشف إلا بعد فضح الأمر، وثورة يناير ليست السبب فى الأزمة الاقتصادية، فالأزمة التى نعيش فيها سببها تداعيات عهد مبارك.
■ ماذا عن أزمة قطاع السياحة؟
- الإرهاب هو سبب تراجع السياحة فى مصر دون غيره.
■ ما رأيك فى كارهى 25 يناير؟
- أيامهم مقبلة، وسيُفضحون، هؤلاء جميعهم خائفون من حساب ثورة يناير، ومن القوانين التى ينتظر أن تناقش، مثل قانون العدالة الانتقالية الذى يحاسب كل من أساء للشعب المصرى قبل 25 يناير، وبعد 25 يناير.
■ البعض الآن يرفض كلمة شهداء يناير؟
- ثورة 25 يناير ثورة شبابية عظيمة، ضحى فيها الشباب بنفسه من أجل دولة وطنية مدنية حديثة، وهؤلاء لا يمكن أن ينساهم التاريخ.
■ أين ذهب شعار 25 يناير «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»؟
- أمامنا وقت لتحقيق العدالة الاجتماعية، والمرحلة لها أولويات من التعليم والصحة والأمن.
■ ما أبرز أولويات المرحلة فى رأيك؟
- المرحلة أولوياتها التعليم والصحة والأمن، وهناك ضباط شرطة متعلمون على أعلى الدرجات يستطيعون إصلاح منظومة الداخلية بشكل كامل، وأطالبهم بالاطلاع على منظومة رومانيا.
■ هل تعتقد أن جهاز الشرطة حدث له تغير بعد 25 يناير؟
- حدث تغير طفيف وأتمنى إعادة المنظومة بالكامل، وزيادة المهنية بها لأن المهنية ضعيفة جداً بها.
■ أين ذهب شباب 25 يناير؟
- الشباب محتقن.. ولديهم حالة إحباط شديدة جداً.
■ هل من الطبيعى لشباب قاموا بثورة أن ينسحبوا منها بهذا الشكل؟
- نعم، فتلك هى طبيعة الثورات، أن يحدث لها مد وجزر، وأنا فى تقديرى أن ثورة 25 يناير مثل تسونامى، جرف كل الزبالة وماشى بها حتى تنتهى.
■ لكن تسونامى دمر العديد من الأماكن؟
- وثورة يناير أيضاً.. لها تغييرات إيجابية وسلبية.
■ ما الهدف الرئيسى للثورة؟
- شعارها (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية)، لكن الناس انشغلت بمطالب خاصة، وكان المفروض تبنّى هذه الشعارات ورؤية مستقبلية.
■ هل تشبه ثورة يناير أى ثورة أخرى؟
- لا تقارن بأى ثورة أخرى، فالثورة الفرنسية حادت عن مسارها وانتهت مرة أخرى بحكم «آل بوربون» فهناك انتكاسة فى الثورات، ثورة يناير لم توثق بالشكل الصحيح، ولم تدرس دراسة علمية، فهى أعظم ثورة حدثت فى مصر.
■ ما الفرق بين ثورتى يوليو ويناير؟
- ثورة «يناير» لا يمكن مقارنتها بـ«يوليو»، الظروف كانت مختلفة جداً والشعب المصرى كان لديه من الرقى ما يكفى أثناء ثورة يوليو، وكان هناك تحرر، وأهم ما فى ثورة يناير أنها قائمة على التواصل الاجتماعى، والشباب المصرى العبقرى، وللأسف تم استبعادهم بعد الثورة.
■ متى قلت لثورة يناير كفاية؟
- عمرى ما أقول لثورة ٢٥ يناير كفاية، فالثورة لم تكن وليدة الساعة، إنما كانت نتاج مجموعة من العوامل التى أفرزتها تحركات القوى السياسية المصرية خلال السنوات الماضية، بدأناها فى حركة كفاية عام 2004 عندما تحدثنا عن الوضع الداخلى ورفعنا شعار «لا لمبارك ولا للتوريث». والحقيقة أن الثورة لم تكن حدثاً عابراً بل كانت نتيجة تراكمات عدة والناس أصبحت تعرف أنه لا مفر من التغيير بعد الانتخابات البرلمانية ٢٠١٠ وتجاوز الحكومة على القرارات القضائية الصادرة بإيقاف الانتخابات فى بعض الدوائر ثم جاءت حادثة كنيسة القديسين فى الإسكندرية التى لم يكن يوافق عليها أى من أطراف الشعب المصرى، ثم ظهرت المجموعات الشبابية التى كانت تدعو للتظاهر بعد مقتل الشاب خالد سعيد وهو الموقع الذى شهد حضوراً شبابياً، كل هذا انعكس على استجابة الشباب لدعوة يوم 25 يناير وهو اليوم الذى كان مفاجئاً للجميع حيث لم نكن نتوقع هذا الخروج الحاشد للجماهير.