«3000 ليلة» خلف القضبان
«3000 ليلة» خلف القضبان
لقطة من فيلم «3000 ليلة»
فقدت الحياة بكل معانيها عندما فقدت حريتها داخل زنزانة مظلمة، لكنها احتفظت بجزء منها داخل أحشائها، جنين يكبر يوماً بعد يوم، ويكبر معه تمسكها بالأمل والحرية، وتكتشف معه العالم الخارجى من بين المساحات الضئيلة المتاحة لها بين قضبان النافذة، هذا جزء من معاناة حقيقية جسّدتها المخرجة الفلسطينية مى المصرى، فى فيلمها الأول «3000 ليلة»، الذى يفتتح مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية، المُقام فى الفترة من 30 يناير الحالى إلى 5 فبراير المقبل.
فيلم روائى يكشف معاناة الفلسطينيات وأطفالهن فى سجون إسرائيل
«فكرة الفيلم مقتبسة من أحداث حقيقية عن الأطفال الفلسطينييّن الذين وُلدوا فى السجون الإسرائيلية، وعن الشابات اللاتى كبرن ونضجن خلف القضبان»، قالتها «مى» عن فيلمها الروائى الأول. فكرة الفيلم تبلورت لديها قبل عدة سنوات عندما كانت تصور فيلماً فى بلدة نابلس، وقابلت فلسطينية أنجبت طفلها فى سجن إسرائيلى، تأثرت «مى» بقصة هذه المرأة التى وضعت طفلها وهى مقيّدة بسلاسل، واستطاعت تربيته ورعايته بمساعدة الأسيرات الفلسطينيات، لينتهى الأمر بفصلها عن طفلها.
تدور أحداث الفيلم حول مُدرّسة فلسطينية تُدعى «ليال»، تتعرّض للاعتقال بعد تلفيق تهمة لها، ويُحكم عليها بثمانية أعوام فى السجن، ويتم نقلها إلى سجن للنساء فى إسرائيل، حيث تُحبس السجينات السياسيات الفلسطينيات مع مجرمات إسرائيليات، تضع «ليال» مولودها فى السجن، فيتجدّد إحساسها بمعنى حياتها.
استعان أبطال الفيلم بعدد كبير من الأفلام الوثائقية التى تحمل شهادات مئات الفلسطينيات اللاتى تعرّضن للسجن والاعتقال. ويستكشف الفيلم معنى الأمومة فى أحلك الظروف ويُركز على علاقات التضامن التى تنشأ بين الأسيرات، فتمنحهن القوة للبقاء والصمود. وحسب المخرجة فإن السجن بمثابة تعبير مجازى عن واقع الشعب الفلسطينى وواقع النساء الفلسطينيات بشكل خاص، كما يصوّر تضامن النساء ووحدتهن ويكشف مواطن قوتهن وقدرتهنّ على التكيُّف والمقاومة، وهو قبل كل شىء فيلم ينسج خيوط الأمل: «الفيلم يكشف المعاناة الفلسطينية للعالم، خاصة مع عرضه فى مهرجانات عالمية، منها مهرجان بوسان فى كوريا الجنوبية، مهرجان لندن، وستوكهولم فى السويد، بالإضافة إلى عرضه على هامش مهرجانات فى كل من أستونيا، إسبانيا، غوا، والهند».
الفيلم حاز على جائزتين، هما جائزة لجنة التحكيم فى العروض الدولية لأفلام وتليفزيون المرأة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة الجمهور فى مهرجان «بلدوليد» السينمائى فى إسبانيا.