إيهاب الخراط لـ«الوطن»: أفعال الإخوان والسلفيين «كفيلة» برفض المواطنين للدستور.. والمدن ستصوت بـ«لا»
قال الدكتور إيهاب إدوارد الخراط، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى عضو الهيئة العليا للحزب الديمقراطى الاجتماعى: إن تصرفات جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين ستجعل المواطنين يرفضون الدستور.
وأكد، فى حوار لـ«الوطن»، أن القوى الليبرالية تتحرك بشكل إيجابى لإقناع المواطنين بخطورة التصويت بـ«نعم»، واتهم الرئيس محمد مرسى بأنه «لا يهمه إلا إرضاء الجماعة ويفتقر لصفات القائد».
* كيف يتحرك التيار الليبرالى فى الشارع لإقناع المواطنين برفض الدستور؟
- القوى الليبرالية «ملخومة» فى المسيرات والمظاهرات، ومع ذلك تتحرك فى الشارع بعقد مؤتمرات جماهيرية وطبع منشورات، ومن الآن حتى موعد الاستفتاء لدينا نحو 8 لقاءات لإقناع المواطنين بخطورة التصويت بـ«نعم» على هذا الدستور، بالإضافة إلى أن الإخوان والسلفيين بأفعالهم ينفرون المواطنين من الدستور بصورة ليس لها مثيل.
* لكن تحركاتكم لا تلقى صدى واسعا بالمقارنة بالتيار الدينى، خصوصاً فى القرى؟
- التيار الليبرالى موجود بقوة داخل المدن التى ستصوت كلها بـ«لا»، وبعض القرى الصغيرة.
* هناك مقولة تتردد عن أن الصناديق دائما ما تقول «نعم»؟
- هذه طبيعة أى استفتاء فى العالم أن تكون نتيجته «نعم»، فيما عدا مرتين، وإن شاء الله هذه المرة ستكون منها وستكون نتيجة الاستفتاء «لا».
* بصفتك طبيبا نفسيا، كيف تفسر الأمر؟
- ألوان خانات الاستفتاء تلعب دورا مهما ومؤثرا على التصويت، خصوصاً من الناحية النفسية، ونجد أن اللون الأخضر للمربع الخاص بـ«نعم» مبهج، والأسود للمربع «لا» يوحى بأنه لون الشيطان فى ظل ازدياد الأمية، وهو أمر فى منتهى الخطورة، كما أن الاستفتاء من المفترض أن يطرح بتوافق مجتمعى، وما يحدث الآن لم نرَه من قبل أن يطرح دستور للاستفتاء فى الوقت الذى يرفضه قطاع عريض من المجتمع.
* كيف تفسر قرارات الدكتور مرسى التى يتراجع عنها سريعاً؟
- عضو الإخوان المسلمين يستمد احتياجاته النفسية وصورته عن ذاته من «الجماعة»؛ فهى ليست بالنسبة له حزبا سياسيا يتفق أو يختلف معه، بل مصدر الإرشاد النفسى والروحى له وحل المشاكل، وينظر عضو الجماعة للأشياء كما نسميها فى علم النفس نظرة تليسكوبية ضيقة، ولا يرى الصورة المتسعة، ومن ثم عندما يتخذون قرارا يفاجأون بعدها بأنهم «مش شايفين»؛ لأن الجماعة لا ترى الصورة بكامل أبعادها وتكون مجتزأة.
ومثال على ذلك: قرار رفع الضرائب كان «سيخرب البلد»؛ لأنه يصطدم بالواقع، وكان سيعيد ما حدث فى 17 يناير 1977 أيام الرئيس الراحل أنور السادات والناس على «شعرة».
* ما تقييمك لأداء «مرسى»؟
- الرئيس يفتقر إلى الرنين الوجدانى، عندما يتكلم وهو حزين لا تشعر بحزنه، أو العكس، فضلا عن افتقاده الرؤية المتسعة للواقع والمستقبل وإقناع الجماهير بهذه الرؤية، وهى الصفات القيادية، خصوصاً فى المسائل التى تحتاج لمناورة، والأداء يفتقد التماسك وعدم تحقيق جميع وعوده، وذلك كله يؤثر على شعبيته فى الشارع، لكنه محصن نفسيا وعارف أنه ما دامت الجماعة راضية عنه فليس لديه مشكلة مهما «انقلبت» الدنيا من حوله.
* ما تعليقك على منح ضباط الجيش حق الضبطية القضائية؟
- أمر سخيف ومؤسف، ويوضح مدى التخبط داخل حزب الحرية والعدالة ومؤسسة الرئاسة، خصوصاً أنه يحمل تناقضا اعتدنا عليه فى قرارات الرئيس؛ لأنه منذ شهور رفض أن يكون للجيش حق الضبطية القضائية لشعوره بأنها تعمل لصالح العسكر ويأتى الآن ليستعين بها، ومن حيث المبدأ نقبل أن يؤمن الجيش مقرات الاستفتاء، لكن نرفض التعامل من جهة العسكر مع المدنيين، والحل أن نرفض الدستور الباطل ونقول «لا» فى الصندوق.