إما أطلال وإما مغلقة.. مراكز شباب القليوبية: اللعب على المكشوف
القمامة تحاصر بوابة مركز شباب أبوزعبل
هنا ترقد الحيوانات الضالة، وتتزاحم الأسواق العشوائية على أسوار مراكز الشباب فى قرى ومراكز محافظة القليوبية، بعضها تهدم والبعض الآخر أغلق لعدم صيانته، وانتقلت الأنشطة الخاصة بها إلى شقق سكنية، أو قطع أراضٍ فضاء، وسط صمت كامل من المسئولين فى مجالس إدارات هذه المراكز.
يقول أحمد راغب، مدرب لعبة الكاراتيه بمركز شباب «سندوة»، التابعة لمركز الخانكة، إن ضعف الإمكانيات والتمويل، وتجاهل المسئولين بوزارة الشباب لأوضاع العاملين بمراكز الشباب تعتبر مشاكل عامة تعانى منها كل المراكز بالمحافظة بشكل عام، مشيراً إلى أنه لا توجد مساحات ولا إمكانيات لدى مراكز الشباب لاستيعاب الشباب المتحمس لممارسة الأنشطة المختلفة، ما أدى إلى عزوف الشباب خاصة عن المراكز الصغيرة التى لا تتعدى مساحتها الـ150 متراً.
ويضيف السيد عواد محرم، أحد الشباب، 25 عاماً، إن أغلب الأنشطة الرياضية بمعظم مراكز الشباب «غير مفعلة»، والموظفين والأعضاء القائمين على المراكز الشبابية يحصلون الاشتراكات، ولا يطورون المراكز ولا الألعاب والأنشطة.
وقال هادى صابر، 32 عاماً، أحد الشباب، إنه فى السنين السابقة كان معظم أعضاء إدارات نوادى الشباب هم أعضاء الحزب الوطنى المنحل، وكانوا يسيطرون عليها تماماً، وكانت التعيينات فيها للمحاسيب فقط، فضلاً عن أنهم كانوا من العواجيز، الذين يعادون الشباب، رغم أن هذه المراكز أنشئت للشباب بالأساس.
وأضاف أن الكثير من الشباب صاروا لا يهتمون بالاشتراك فى هذه المراكز، وأصبحت خاوية على عروشها لغياب الإشراف الحكومى عليها، وأصبحت المقاهى هى ملاذ الشباب لقضاء أوقات فراغهم بها.
وأكد محمود صلاح عبدالصبور، 27 عاماً، أحد شباب أبوزعبل، أن مراكز الشباب لم تتخلص بعد من رواسب الفساد، التى تغلغلت داخل هذه المؤسسات، مطالباً بتكوين فريق عمل داخل كل مركز لتفعيله، والترويج للأنشطة التى تقام به حتى يجد الشباب مكاناً يستوعب مواهبهم ويستثمرها، مؤكداً: «نفسى أشارك فى مسابقة يعلن عنها بمراكز الشباب، خاصة مركز شباب أبوزعبل البلد، الذى أتبعه».
واتفق معه فى الرأى خالد عبدالكريم، 30 عاماً، من أبناء أبوزعبل، قائلاً: «مركز الشباب هنا فى أبوزعبل مغلق ليل نهار، وليس به أى نشاط رياضى ولا ثقافى، والنشاط الوحيد الموجود بالمركز هو تأجير ساحته لإقامة حفلات الخطوبة والزواج فقط، وغير ذلك لا يوجد أى شىء، وما علينا إلا أن نتجه إلى المقاهى لقضاء أوقاتنا بها».
وقال على عبدالرؤوف، 28 عاماً، إنه لا بد من أن يفرض الشباب أنفسهم على هذه المراكز، ويطالبوا بحقهم فى ممارسة الأنشطة بدلاً من اتجاههم إلى المقاهى لقضاء أوقات فراغهم، مضيفاً أنه من الممكن أن تلعب مراكز الشباب دوراً فى جذب هؤلاء الشباب لأنشطتهم، لكن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من جانب المسئولين وتمويلها كما يجب تخفيض رسوم الاشتراك فيها.
وأضاف محمد صالح، 32 عاماً، أحد أبناء القناطر، أن وزارة الشباب لا تهتم بالشباب ولا تهتم بالترويج والدعاية لما تقدمه مراكز الشباب من الأنشطة الفردية، مثل الجودو والكاراتيه والمصارعة، مطالباً بأن تستغل النوادى الشبابية المواهب المعطلة لدى الشباب وتنميها، وتنوع وتجدد جميع الأنشطة الرياضية والثقافية والفكرية.
ويرى السيد رابح، 27 عاماً، أن البداية الحقيقية لإصلاح المجتمع هى أن تقوم وزارة الشباب بإطلاق مشروعات خاصة بهم، مثل عقد الندوات والحوارات الشبابية، بجانب تبنى الوزارة مشروعات خدمية، على رأسها محو الأمية.
وتساءل أيمن مصطفى، 38 عاماً، من أبناء مدينة «الخانكة»، عن دور الرياضيين المهتمين بالشباب، وأين هم رجال الأعمال؟ لا بد أن يكون لهم دور فعال فى تنمية المراكز الشبابية على مستوى محافظة القليوبية، وتجهيزها بالأدوات الرياضية اللازمة.
من جانبه، اكتفى حسن الديب، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، بالتأكيد على أنه تم تخصيص مبلغ 5 ملايين جنيه لمشروعات ترميم وصيانة مراكز الشباب، موضحاً أنه جارٍ الانتهاء من توقيع بروتوكول بين وزارة الشباب والصندوق الاجتماعى للبدء فى تطوير عدد كبير من مراكز الشباب بالإقليم.