«الإخوات».. حب بدون مصلحة
صورة أرشيفية
عن ذلك الحب الذى ينشأ معك منذ الطفولة ويستمر ويتعمق على مدار الأيام والسنين، لتبرهن لك الحياة أنه لا بديل عنه وأنه من الصعب أن تجد شبيهاً له، فهو حب الإخوة، الذى قد يدفع فتيات ليضعن شروطاً أقرب الشبه إلى أخيها الأكبر فى فارس أحلامها، ويتمسك الشاب بمواصفات أخته التى يحب فيها التربية التى جمعتهما معاً وأسلوبها وطريقتها باحثاً فى كل فتاة عن شبيهة لها.
كثير من الفتيات يعشن تلك الحالة الخاصة، فهو الملجأ لها إذا ما تعرضت لأذى وهو باب الخروج والمرح، منة عامر تتحدث عن شقيقها الذى يكبرها بست سنوات إذ تعتبره مصدر دعم لكل خطوة تخطوها فى مشوارها العشرينى، مستعينة برأيه فى كل ما تمر به لإمكانية تعديل وجهة نظرها دون أن تشعر بكونه «ديكتاتورياً»، لكن ثقته بها وبأخلاقها هى الطاغية على الشعور المسيطر على معظم الإخوة الذكور بضرورة التحكم فى أخواتهم.
منذ فترة قصيرة اكتشفت «منة» موهبتها فى نظم الشعر، وترددت فى نشر أو كتابة ما يخطر على بالها، وكان «محمد» المُحفز الرئيسى لها للعودة للكتابة، لم يعتمد شقيق «منة» الأكبر على مهاداتها فى المناسبات الرسمية فقط، فإذا وقعت عيناه على شىء مناسب لها يجلبه إليها ويفاجئها به، بعيداً عن هديتها الخاصة احتفالاً بعيد ميلادها، ما يزيدها تعلقاً به، واصطحابها فى «الخروجات» مع أصحابه إذا تضمنت فتيات أخريات «مش بيتكسف أنه جايب أخته»، أو يعد لها الطعام فى المنزل إذا أصابها مرض جعلها لا تقوى على الحركة لمدة أيام، ومشاركتها فى اختيار أزيائها عند الشراء لحبها لـ«ذوقه». تتفق هدير عبدالرحمن مع سابقتها فى أن وجود الأخ مبعث للسعادة، حتى وإن كان أصغر منها بثلاث سنوات كحالها مع شقيقها «عمر»، «كفاية يقعد يسمع ويهتم».. المبدأ الذى يقوى غريزة «هدير» بحبها لأخيها، حيث تلجأ إليه عند مرورها بمشكلة صغيرة أو أزمة كبيرة، وهى تعلم أنه قد لا يمكنه حلها، لكنها ممتنة إليه بالاهتمام والسماع إليها حتى تفرغ ما فى جعبتها من هموم وأفكار متفرقة.